أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - من هو سيد الدمى - رامي شمرا










من هو سيد الدمى - رامي شمرا

- من هو سيد الدمى
العدد: 450475
رامي شمرا 2013 / 2 / 12 - 13:38
التحكم: الكاتب-ة

اتوجه للسيد النبواني بالشكر على هذه المقالة ولي ان احاججه على وصف وجهة النظر القائلة بأن الثورات اسلامية ب فذلكة، فلوجهة النظر تلك حجج مقنعة تجعل من تفنيدها امرا شائكاً، وليست محاولتي تحليل الثورة بشكل مختلف اهانة للتقدميين او المواطن الثائر الذي بذل الكثير في سبيل قضيته، وليست دفاعاً عن فكرة اسلاموية الثورة بل محاولة لتوصيف انحرافات هذه الثورات واغترابها عن ماهيتها الحقيقية. لنأخذ حالة مصر وتونس -وهما الحالتان اللتان لم تجرِ فيهما دماء الى حد يمكّننا من القول بأنه سبَّب حرف الثورة عن اهدافها الحقيقية:
ما الذي جعل الثورات* تسلك دربا مختلفا لدرجة المعاكسة الكاملة لاهدافها بتلك السرعة؟ وكيف تمكن طرف ثالث لم يُنظّر لها ولم يضحي لأجلها من الاستحواذ عليها في انتخابات ديمقراطية (عددية)؟ هل يمكننا ان نقول عن انتصار عددي تم بدون اللجوء الى العنف بأنه حدث طبيعي سيأخذ دوره في خط التراكم التقدمي؟ كيف بدأ المجتمع ثورة يسارية وانهاها بانقلاب يميني، وكيف تحالفت الثورة اليسارية مع مضادتها بوجه اليمين في الانتخابات الديمقراطية وخسرت مع ذلك؟ اين حدث الخطأ؟
ارى انه يمكننا تفسير الحالة بشكل مختلف إن نظرنا الى ما جرى ويجري الآن بالعين التي رأى بها ماركس المجتمع في مخطوطاته الاولى وقبل ان يخطئ خطأ هيغل ويتوه في جدل عقلاني صرف، حيث ان مفهومي الاغتراب والضياع -الذي لم يخضعهما لقوانين دياليكتيكه لاحقاً -يتدخلان في تحديد ماهية البناء الفوقي لدرجة اعادة تشكيله بمعزل عن الاقتصاد، و يصبح في هذه الحالة الحامل محمولا ويتحول الحامل المفترض به ان يقف على قدميه الى مركب يستعين بقدمه اليسرى ويده اليمنى للوقوف.
يمكننا القول وبشكل مادي دياليكتيكي بأن الدين ملازم للاقتصاد كمحرك اساسي للبنية المجتمعية وكليهما شرط لازم غير كافي بدون توفر الآخر، وللدين اليد العليا في المعادلة (لم تقم ثورات في الخليج العربي لان الوضع المعيشي مقبول لدى المجتمع ولا يعاني افراده من اثار الاغتراب والضياع النفسية مع توفر كل اشكال الاستهلاك والتملك المعاوضة وكل وسائل الدين الكابحة اما الثورة التي انطلقت في البحرين فقد انطلقت من حاملها المعلن الدين).اصبح لدينا افيون ديني ودنيوي فكيف سيتطور الصراع ان لم يكن هناك عنصر سالب يستدعي التغيير الايجابي؟ بشكل اخر هل من الممكن ادارة صراع الى ما لانهاية نظرياً؟
ارى ان القول بأنَّ الثورة الحقيقية بدأت وستأتي اكولها بعد تراكمها غير منطقي، على الاقل في المستقبل المنظور، بل ويمكن حتى القول بأنه مستبعد، حيث يجب على المجتمع ان يقطع اشواطا محددة بتراكم الوعي تنتهي بثورة على الدين (الحامل المقنع) اولاً متضمنة بالضرورة ثورة على القيم الاجتماعية التي سادت بسببه بالاساس وينتهي بصدام مسلح بين مكونات من المجتمع، وعندها يمكن لنا القول انها ثورة حقيقية –وهي ليست بالضرورة مستدامة او رخيصة من ناحية الثمن؛ اما حالة استبدال ديكتاتور بآخر فلا ارى انها تعكس تغير في الوعي او تغير في الحالة بقدر ما تعكس صراعاً جدلياً مثاليا مغلقاً (صراع واقعي و بدون نفي النفي). وهو لا ينفي بل يستبدل الادوار بدون تطور للمجتمع ولا يمكن توصيفه بصراع هيغلي او صراع ماركسي مع انه يحتوي الاثنين اي انه يجري في الواقع ويتفاعل معه عملياً وخاضع لشروط جدلية بالضرورة ولكنه ايضا صراع ايديلوجي صرف.
ذكرت سيد نبواني بأن الانسان لن ينتبه متى زاد طوله وبأن التراكمات تتطلب وقتاً وهذا كلام مقنع في هذا المثال، ولكن نمو الانسان عملية تقدمية بطبيعتها ولا يمكن عكسها بالوعي او بغيره، بينما يمكن وبسهولة نسبية تحقيق تغيير تراجعي على الصعيد الاجتماعي (يمكن بتبريد البخار اعادته الى الحالة السائلة ومن الممكن تحويله الى حالة صلبة). ففي حالة الربيع العربي حصل استبدال ومن نمط رجعي ومن السهولة بمكان تكريسه؛ ولن ينتبه الانسان متى اصبح -يقتل باسم الرب بهذه السعادة-.
لا اتوقع ان مادياً يشك في ان الفلسفة المثالية مندحرة مع تقدم العلم، وان اردنا فعلاً تسريعها فعلينا التوجه مباشرة الى نقد الحامل الاساسي (الدين) الذي ارهق مجتمعاتنا بقيوده، اخذين بعين الاعتبار عند سلوك هذا النهج بان هذا التسريع لن يعفينا من المرور بمنعطفات خطرة ولن ينجح في المرحلة النهائية من التراكم بالالتفاف على حتمية التصادم الدموي معها (مع انصارها) لنحصل على التغيير المنشود والذي لن يكون مستداماً بالضرورة بسبب الجانب السيكولوجي الجماعي وطباع الانسان الفردية كالحقد والغضب وغيرها.
اظن أن مهمة تغيير العالم أو القفز فوق المراحل (التي تدعو اليه بعض النخب التقدمية) غير مفيد ويمكن القول بأن التغير الدياليكتيكي الميكانيكي الناجم عن صراعات محتومة ولكن بطيئة افضل منه؛ إن لاوعي العامة اقوى من وعيهم ولن تنجح النخب يوما في تغيير هذه الحقيقة قسرياً او بشكل صدمي بل ستنجح في التلاعب بها لما يخدم مصالحها الشخصية كما عند ماكيافيللي – وكما شرح غرامشي في حالة السيطرة على الوعي الاجتماعي عن طريق الإعلام والمجتمع المدني؛ وممكن لها (اي النخب التقدمية) ادارة التغيير او قيادته من فوق بحيث يأتي بالنتيجة التي انطلق من اجلها بالتكلفة الاقل وبالسرعة الممكنة ويجب ان يتم ذلك بدون تدخل مباشر مفضوح قد يعطي نتائج عكسية.
الا ترى معي استاذ نبواني بأن قيادة مموهة تقوم بها النخب التقدمية لمجتمع بالاستفادة من انجازات علمية صرفة يمكّنها من القيام بتغيير تقدمي مستدام -يصبح معه تغير الوعي وانحلال السلطة الدينية المرافق تحصيل حاصل؟
لعل هذا التغيير البطيئ البارد والتراكمي (الانتقال) ضمن المجتمع افضل من ثورات اناركية مزلزلة، وافضل بكثير من ثورات حاملها طبقي او ايدولوجي معرضة للانتكاس والانحراف بسهولة لدرجة انها قد ترجع مجتمعاً الى العصر الحجري.
سلامي ومودتي لك وللمشاركين الافاضل، تقبلوا مروري
_________________________________
• تم استعمال بعض المصطلحات بدون مناقشة مضمونها الحقيقي ك -الثورات الاسلامية- او -الربيع العربي- حتى لا نحيد بمقالة الاستاذ نبواني عن افكارها الاساسية



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - سيناريو عرس النار طلال حسن / طلال حسن عبد الرحمن
- الصحافه المدنيه / عماد الشمري
- حول الصراع العربي الاسرائيلي و مراجعات في صفحات التاريخ 4-3 / عبير سويكت
- رئيس الحكومة الاسبانية السيد بذرو سنشيز / سعيد الوجاني
- مشكلة منح الجوازات الدبلوماسية في العراق. / نجم الدليمي
- غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟ / الطاهر المعز


المزيد..... - جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - من هو سيد الدمى - رامي شمرا