أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - رد الى: حميد زناز - خلدون النبواني










رد الى: حميد زناز - خلدون النبواني

- رد الى: حميد زناز
العدد: 450346
خلدون النبواني 2013 / 2 / 11 - 22:16
التحكم: الكاتب-ة

أستاذي الكبير حميد زنار شكراً لك ولمرورك اللطيف ولافتتاحيتك المُشجعة: -لا حياة بدون فلسفة-. نعم نحن متفقان أن الفلسفة فعلها تراكميّ، ولكن رأيي أن الأمر لا يتوقف على نصوص فلسفية جيدة هنا وهناك في العالم العربي وإنما على تراكم الوعي بشكل عفوي لدى الشعوب في العالم العربي (هذا لا يستثني الأقليات الإثنية غير العربية) مما يساعد على عملية التغيير والفعل الفلسفي الواعي في التغييؤ التاريخي.
مرّة أُخرى أسعدني مرورك على أمل أن تُزهر الفلسفة في كل ربوع العالم وليس فقط في كهوف خفافيش الظلام ومعادي النور والتنوير



الدكتور العزيز عبد الله تركماني. شكراً لسؤالك واعتذر عن التأخر في الرد لأسباب ساعات العمل الطويلة هذين اليومين. سؤالك مهم ويأتي ليسد ثغرة لم تتناولها ورقتي المطروحة للنقاش وهو يأتي ليطالب الفلسفة المتعالية المجرّدة لأن تُترجم نفسها سياسياً فتتحول المقولات إلى أفعال والتأملات إلى معطيات تاريخية واجتماعية. لاشك أن الفكر أي فكر مهماً كان أصيلاً ونقدياً ومُقارباً للواقع، إلا أن إمكانية فعله في الواقع يحتاج إلى حوامل اجتماعية. لم تقم أية ثورة اشتراكية بالمعنى الماركسي في عهد ماركس ولا وفقاً لتوقعاته حيث كان يرجح أنها ستقوم في بريطانيا لأنها كانت تُمثِّل حينها، برأيه، أعلى مراحل الرأسمالية التي ستعمل على خلق تناقضاتها وتجاوز الرأسمالية إلى الاشتراكية التي كان ينشدها، بل ويعتبرها ضرورة تاريخية وحقيقة علمية. مع الماركسية تبلور مفهوم الطبقات وظهرت فكرة الحامل الاجتماعي للفكر بوصفها غالباً الطبقة الوسطى في المجتمع الذي ينقسم بحسب بعض الأدبيات الماركسية (غالباً اللاحقة على ماركس) إلى ثلاث طبقات (كان ماركس يُركّز على طبقتين الأقلية المُتحكمة والمهيمنة والمُستَغِلة والطبقة الفقيرة المُهمشة التي تثور وهي طبقة الأكثرية وهنا نلحظ أثر الجدل الهيغلي واضحاً جليّا). بعض التوجهات الماركسية ومنها في العالم العربي أضافت إذاً طبقة جديدة هي الطبقة الوسطى التي (من أسمها) تتوسط الطبقتين المُستغِلة والمُستغلَّة. كان هؤلاء المفكرين العرب يريدون فهم الواقع العربي انطلاقاً من أدوات ماركسية، ولكن بعد مواءمته مع سيرورة تاريخية تختلف عن تلك التي ظهرت في أوروبا وقامت على أساسها تحليلات ماركس التاريخية الماديّة. كانوا ـ على طريقة ماركس الذي أيقن أن تاريخ الشرق مختلف عن تاريخ الغرب وعلل ذلك بسبب غياب ملكية الأرض في الشرق ـ يريدون تحليل الواقع العربي المُتغير دون أن يتخلوا عن أدوات ماركس وهنا ظهر مفهوم فكرة الطبقة الوسطى ووسموها بسمتين: الاستنارة الفكرية والاكتفاء الماديّ دون أن يعني ذلك حالة من حالات الثراء التي تضعهم في مصاف الطبقة -العليا-. كان طيب تيزيني من أكثر المفكرين العرب الذين عوّلوا على دور الطبقة الوسطى في عملية التغيير الاجتماعي المُرتقب، بل و-الثورة- التي عنون بها أحد مؤلفاته الضخمة -من التراث إلى الثورة-. كان الواقع العربي الذي عكف المفكرون العرب على تحليله يعاند مفاهيمهم الماركسية الكلاسيكيّة (حتى ولو كانت مُجدّدة أو مُهجّنة كما كان الوضع عند حسين مروة وطيب تيزيني مثلاً). من الدلائل على هذه المعاندة هو مشروع التيزيني الذي لم يكتمل وفق الخطة المُسبقة التي وضعها لفهم بل وللثورة وتغيير الواقع العربي. هكذا ومع نهاية التسعينيات تخلى عن مفهوم الطبقة الوسطى وراح يتكلم عن -جُماع الشعب- ويصفه بتردي أوضاع الطبقة الوسطى ماديّاً وإفقارها من قبل الطبقة الحاكمة المُهيمنة مما أدى إلى سقوطها واندماجها مع الطبقة الوسطى. كان تيزيني يريد أن يجد مخرجاً لمأزق التفكير النظري الذي وضعه والذي لم يصدقه الواقع، ولكنه دون أن يدري كان يعود من جديد إلى ثنائية ماركس الشهيرة حول الطبقتين التي تتناقض مصالحهما: طبقة صغيرة تمتص خيرات الطبقة الفقيرة وهي كل ما عداها من الشعب. مرّة أُخرى يأتي سؤالك ليُذكّر بهذا التصور الكلاسيكي الذي برأيي لم يعُد يجدي كثيراً بل ويبقينا أسيري فكرة نظرية لا تستطيع أدواتها برأيي فهم الواقع العولميّ الجديد كلياً والذي راح -يلبرل- العالم(يجعله ليبرالياً). إنني إذن أود أن أقول أن فكرة الحوامل الاجتماعية للفكر الذي يكون برجوازياً ثم تقوم طبقة اجتماعية وسطى بوضعه موضع التحقيق والعمل لن تساعدنا في فهم ما لا زلتُ مصرّاً على تسميته بالربيع العربي بكل ما تحمله هذه الكلمة من تفاؤل ووعود.
ولأوضح فكرتي أكثر فإنني سأرجع إلى فكرتي حول المركز والهامش لتفسير هذه الظاهرة. لقد استطاعت المراكز المُسيطرة على مصادر السُّلطة والاقتصاد والمزاوجة بينهما من تثبيت مؤخراتها على كراسي الحُكم وإحكام قبضتها على موارد كُل بلد وقد اطمأنت إلى أن زمن الثورات ولا وأن التغيير لا يمكن أن يمر من بين جدران المخابرات. وفعلاً هذا ما حصل وهنا بدأ كل حاكم يُفكّر بتوريث ابنه مزرعته بحيواناتها المُدجّنة وهذا ما فعله حافظ الأسد. ولكن كان للتاريخ كلام آخر. فقد كان يُعدُ حطبه بصمت إلى أن جاء عود ثقاب البوعزيزي ليشعل نيران الثورة. لقد حصل أن ثورة المعلومات والاتصالات قد غيّرت في بنية الوعي ومفهوم الحرية في أقصى قرية يمكن أن يصلها الهاتف الخليوي والمحطات الفضائية والانترنيت. رغم رقاباتها الصارمة كان لا يُمكن لحكومات العالم العربي أن تضبط تدفق المعلومات والأخبار ومواقع الجنس الإباحيّة و الخ الخ. كانت ثورة الاتصالات حصيلة الليبرالية الغربية ذات الاقتصاد المعولم الذي بقصد الربح وفتح العالم كأسواق لتكنولوجيته قد حطّم قوالب الماضي فنشأ جيل عربي سأسميه جيل ثورة الاتصالات لا يُمكن أن تحكمه على طريقة الدكتاتوريات العربية. باللاوعي حصلت لبرلة لوعي جيل تكسّرت قيوده ولم يعد يطيقها. هنا تراكم على الهوامش حالة جديدة لم تكن معروفة من قبل ولم بفطن لها الحاكم العربي الغبيّ أصلاً (لو كان هناك حاكم ذكي لأصلح بلده بدل احتكارها وتوريثها).
المُشكلة أن ثورة الاتصالات كانت سيف ذو حدين فرغم مصادرها الليبرالية الغربية إلا أنها راحت في اتجاهين: اتجاه الوعي الليبرالي العفوي العشوائي واتجاه اعادة استخدامها لأغراض إرهابية. وما أقصده بكلمة إرهابية هنا هو مثلاً تلك القنوات الفضائية العربية التي نبتت كالفطر والتي استخدمت تقنيات التكنولوجية والأقمار الصناعية لتكريس التخلف والحض على الكراهية والعنف ومعاداة الحرية ولنتذكر في هذا السياق أن الإرهابيون هم خبراء اتصالات وقدرة على اختراق البرامج الأكثر حصانة والتفجير عن بعد والتنصت الخ الخ.
بهذا المعنى كانت مقومات الثورة عفوية شعبية عامّة مُحركها الأول والأساسيّ هُم الشباب. وهنا ليس محرك الربيع العربي طبقة ولا حامل اجتماعي لفكر مُحدّد بقدر ما هو تعبير عن رغبته في الحرية من أقفاص الدكتاتوريات العربية الضيقة الصدئة. هؤلاء الذين يريدون الحرية وهم جيل منفتح على المعلومة مفرداتهم لا شك هي مفردات الليبرالية والحرية التي نادت بها الفلسفة وأصلتها منذ زمن فصارت شعارات تُقال في المظاهرات وترفع على اللافتات. في مواجهة هؤلاء يقوم أولئك الذين يركبون الموجة من الذين أثرّت عليهم التكنولوجيا سلبيّا فأرادوا سحب التاريخ من أذنه وإعادته إلى الوراء. من أجل هذا تساءلت هل سيستطيع الغزالي السلفي أن ينتصر مرة أخرى على عقلانية ابن رشد؟ لا أعتقد ذلك شخصياً...


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الشبق / ناس حدهوم أحمد
- فلسفة الفيزياء والرياضية في ضوء النموذج الارشادي لتوماس كون / محمد احمد الغريب عبدربه
- دور ألآيديولوجية والعلاقة الجدلية بين البناء الفوقي والبناء ... / ماجد احمد الزاملي
- حق سز - إنصاف سز / كاظم فنجان الحمامي
- أَوْرَاقٌ مِنْ أَرْجِيلٍ... / فاطمة شاوتي
- نكشة مخ (10) / عبدالله عطوي الطوالبة


المزيد..... - مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - رد الى: حميد زناز - خلدون النبواني