أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - خلدون النبواني










رد الى: عبدالغني زيدان - خلدون النبواني

- رد الى: عبدالغني زيدان
العدد: 450338
خلدون النبواني 2013 / 2 / 11 - 21:51
التحكم: الكاتب-ة

السيد المحترم عبد الغني زيدان. لا أخفيك أن تعليقك الذي أحاول الرد عليه هو مركب متداخل يطرح عدة إشكاليات تتداخل مع بعضها، ولكنني سأحول الرد على بعض النقاط وسأبتدأ أولاً من فكرتك عن أن التراكم العفوي للفكر قد يؤدي إلى فقدان السيطرة والضبط والتنظيم مما قد ينتهي إلى حالة من الفوضى أو العشوائية أو حتى العدمية. لقد افترض ديكارت أن العقل هو المعيار الذي يمكِّن الإنسان من حيازة معرفة يقينية بالعالم ويعصمه عن الضياع والفوضى فبحسب أطروحته الصغيرة -مقال في المنهج- العقل هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس. والسؤال الذي طرح نفسه على ديكارت حينها هو أنه إذا كان العقل واحداً عند جميع الناس فلماذا يختلف البشر حول الكثير من القضايا. كان جواب ديكارت حاسماً هنا: إن المسألة تتعلق بالمنهج أي بطريقة استخدام العقل. من حينها والفلسفة العقلانية تبحث عن معايير يتم الاعتراف بها أو التواضع عليها ومع هذا كانت الفوضى تقع في التاريخ رغم كل المحاولات العقلية والعقلانية ولعل هذا الأمر قد دفع بماركس إلى القول: كثيراً ما استُخدم العقل بطريقة لا عقلانية. لاشك أن عقل التنوير الذي بشّر بسلام دائم بين الدول كما حلم كانط قد انتهى إلى نتائج مناقضة فقامت في أوروبا حربين عالميتين وتحول الغرب وريث التنوير الليبرالي إلى دول مُستعمِرة لغيرها من بلدان العالم وتحول العقل الذي كان يُراهن فلاسفة التنوير على قدرته على إيجاد حلول لجميع المشاكل والإجابة على كل التساؤلات إلى عقل أداتي كما أسماه أدورنو وهوركهايمر. ولكن البحث عن المعايير التي تضبط المجتمعات البشرية من الفوضى لا زال مُستمراً وفي هذا الإطار ظهرت فلسفات التواصل الاجتماعي كنظرية هابرماس التي تؤكد على أن الحقائق الاجتماعية لا يمتلكها أحد وفي الديمقراطيات يجب أن يتناقش الناس في أمور حياتهم للتوصل إلى معايير مُشتركة تضبط أمور حياتهم وتعايشهم. وهذا ما نأمل أن نصل إليه يوماً في العالم العربي، ولكن البداية قد حصلت. فأُس الديمقراطية هو الشعب وهو مصدر السُّلطات. والشعوب العربية ثارت وتثور وتقلب الدنيا والكراسي على رؤوس دكتاتورييها. لا مشكلة في أية جولةٍ نحن فالتاريخ طويل وحلقاته أطول من حلقات أي مُسلسل مكسيكيّ ولكن أهم ما حصل في الربيع العربي وحتى ولو حكمه الشياطين هو عودة السياسة إلى الشارع والناس بعد أن كانت مُحتكرة في قصور 20 عائلة عربية تتوارث البلاد كما لو كانت مزارع مطوبة باسمها.
فقط إشارة قبل أخيرة لاشك أن هيغل تحدث عن أن التغير في الكم يؤدي إلى تغير في الكيف، ولكن هيغل لم يكن قلقاً من حالة الفوضى التي يمكن أن ينتهي إليها التاريخ. التاريخ عند هيغل يكتمل تباعاً ويتطور ديالكتيكياً من حالة أدني إلى حالة أعلى حتى يبلغ المطلق فتكتمل دورة الروح. التاريخ منتهي عند هيغل ونهايته واضحة إذ تكتمل الفلسفة معه هو وتكتمل الأشكال السياسية في الدولة القومية أو ما نسميه اليوم بمصطلح الدولة ـ الأُمة التي هي أعلى أشكال الدولة بنظره فلا توجد أُممية عند هيغل. هناك غائية للتاريخ عند هيغل وما البشر إلا لعبة بإدارة وإرادة التاريخ وهذا هو مختصر فكرة مكر التاريخ الهيغلية.
النقطة الأخيرة التي استوقفتني في تعليقك هي تساؤلك عن إمكانية القبض على ساعة الصفر لتغيير مجرى التاريخ ومنعه من التحول إلى الفوضى. أقول استوقفتني هذه الفكرة (رغم أنني مقتنع أنه لا توجد لحظة الصفر في التاريخ) لأنها ذكرتني بنقد جورج لوكاتش للثورة البلشفية ولفكرة لينين حول حرق مراحل التاريخ. لقد كان لوكاتش مُقتنعاً بأن الإرادة يمكن أن تُحقق نتائج تاريخية فيما لو تدخلت عندما يكون التاريخ قد تهيء تماماً وصار قابلاً للتحول. عندها فقط بنظره يمكن توجيه التاريخ وإلا فإنه سينتقم شر انتقام وهذا ربما ما حصل من نهاية للشيوعية السوفيتية. لقد قال لوكاتش عن ثورة لينين والبلاشفة منتقداً: لقد كسرت الإرادة رأس التاريخ. أي أنها جاءت قبل أن تنضج طبخة التاريخ ولذلك كان متأكداً من تعثرها لاحقاً.
بالنسبة للربيع العربي فقد استوى التاريخ على الآخر وكان ينتظر شرارة البوعزيزي لتقود الإرادة التحول التاريخي العربي الذي أعاد للعالم أشباح فكرة الثورة التي ظن العالم أنها انتهت وأن التاريخ قد وصل إلى نهايته...


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - شجرة المبلاد وعاكسات الضوء / حسيب شحادة
- هامش على اسغلال السوريات / شيرزاد همزاني
- نِفلباتا -الطب النفسي التجميلي 5- / لمى محمد
- التنمر / وسق الربيعي
- بين الغموض والتألق / مريم المشهداني
- الطبقة السياسية الفلسطينية كعائق أمام استنهاض الحالة الوطنية / ابراهيم ابراش


المزيد..... - قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- السعودية.. تداول لقطات لرد فعل مهاجم الهلال ميتروفيتش على هد ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - خلدون النبواني - فيلسوف ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: هل لعبت الفلسفة دوراً ما في الربيع العربي؟ الفلسفة من تأويل العالم إلى تغييره. / خلدون النبواني - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - خلدون النبواني