أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ / أحمد عصيد - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الله اغونان - أحمد عصيد










رد الى: عبد الله اغونان - أحمد عصيد

- رد الى: عبد الله اغونان
العدد: 441348
أحمد عصيد 2013 / 1 / 4 - 16:56
التحكم: الكاتب-ة

شكرا السيد أغونان على مشاركتكم وتعليقاتكم، أود لفت انتباهكم إلى المعطيات التالية:
ـ أن تدبير الاختلاف يكون أولا عبر الاعتراف بالآخر وقبوله كما هو، وليس كما نريده أن يكون.
ـ أن الآخر في المقابل لا ينبغي أن يضع في برنامجه سحق الآخر و إبادته و القضاء عليه.
ـ ان الاختلاف يدخل في الحقوق الأساسية وليس انحرافا ولا زيغا أو مروقا أو -استفزازا للمشاعر- .
ـ أن تدبير الاختلاف يكون بالحوار المسؤول والاستماع إلى الرأي المعارض وفهمه وعدم تحريفه، و السعي إلى التقارب الممكن دون التضحية بالمبادئ الديمقراطية التي هي وحدها أساس التعايش والتدبير السلمي للاختلاف.
من هذه المنطلقات أقول إنني شخصيا بصفتي مثقفا علمانيا أعترف بوجود الإسلامي وبحقه في أن يكون مختلفا عني وأن يعيش تديّنه كما يريده ويرضاه لنفسه، كما أنني مستعد للفاع عنه في ذلك كله، ولم يسبق لي أن دعوت إلى حرمان الإسلاميين من حقوقهم السياسية او المدنية، (أنظر مقالي على الأنترنيتنت: -الديمقراطية والمشاركة السياسية للإسلاميين-) بل على العكس دافعت عنهم وهم محاصرون و معتقلون ومعذبون، وقمت بإدانة النظام المغربي الذي عذب السلفيين في معتقل تمارة بالمغرب، ورفضت -قانون الإرهاب- بينما قبله حزب العدالة والتنمية تقربا إلى السلطة، قمت بهذا رغم أنّ هؤلاء قاموا بتكفيري من قبل، بل إن من تنظيماتهم من بعث لي برسالة تقول -لنسلخنك كما تسلخ الشاة ولنقتلن الأهل و الأولاد- وقد نشرتها في جريدة -الصحيفة- آنذاك.
ـ أين المشكل إذن إذا كنا نقبل بعضنا البعض و نحترم بعضنا البعض ؟ المشكل هو ان مشروع الإسلاميين هو -إقامة الدين في
الدولة- و-محاربة العلمانيين- ،أي تحويل قناعاتهم الدينية إلى قوانين تفرض عبر المؤسسات على الجميع، بينما لا نقتسم معهم تلك القناعات، فالمجتمع العصري اليوم أصبح مجتمع اختلاف ولم يعد جماعة من المؤمنين، وما نقترحه هو أن تحترم المؤسسات جميع المواطنين على قدم المساواة بغض النظر عن الدين او العرق او اللون او اللغة إلخ..، أي بدون تمييز، والإسلاميون لا يقبلون ذلك لأنه غرضهم فرض الدين على غيرهم، والمؤمنون بدايانات أخرى يصبحون من -أهل الذمة-، وغير المؤمنين يسمون -كفارا- وحكمهم في الشريعة الدينية معروف، من منا إذن لا يحترم الآخر ؟
ـ قلتم إننا نسعى إلى -فصل الدين عن الدولة وعن المجتمع-، لم يسبق لنا أن قلنا -فصل الدين عن المجتمع-، هذا خطأ بل فصله عن السياسة وعن المؤسسات الرسمية لأنها للجميع وليست للمتدينين أو للإسلاميين وحدهم. أما الدين في المجتمع فهو من حقوق الإنسان الأساسية، ولا نسمح بالمس به أو الاعتداء على ممارسيه. فالوطن للجميع ونحن والإسلاميين سواء في كل الحقوق والواجبات، ولا أفضلية لأحد على الآخر على الإطلاق (أي لا بالتقوى ولا بالإلحاد) وهذه هي المساواة الحقيقية.
ـ فيما يخص موقع الدين في الحضارة الإسلامية أذكركم بان الحضارة الإسلامية لم تنشأ عن هيمنة الدين في الدولة، بل على العكس انطلق الازدهار الحضاري خلال القرن الثاني بعد ترجمة علوم اليونان والسريان إلى العربية وتوسع المدن وازدهار الطرق التجارية والتبادل مع الحضارات الاخرى التي كانت مزدهرة من قبل، فازدهرت المذاهب الفكرية والعلمية والدينية والفلسفية والادبية وانتشرت الفنون كالموسيقى والرقص والزخرفة ومظاهر الترف كما ظهر التصوف بكل أضربه وانواعه، فلو ظلّ المسلمون منغلقين في المنظومة الدينية وحدها وثقافة عرب الجزيرة لاكتفوا بالغزوات العسكرية والتسلط على الرقاب وسبي النساء واغتصاب الممتلكات والبحث عن الغنائم كما حدث خلال القرن الاول مع الامويين، و لما كانت هناك حضارة أصلا.
ـ -الثورة الإيرانية- ليست عامل طمأنينة بل جعلت الناس اكثر خوفا على حقوقهم ومكتسباتهم، خاصة بعد المصير السيء الذي آلت إليه منذ بدايتها. لم تحقق -الثورة-الحريات ولم تحقق الكرامة ولم تحقق المساواة بين كل الإيرانيين بل عوضت الخوف من مخابرات الشاه بالخوف من -الحرس الثوري-، ظل الاعتقال و التنكيل والتعذيب والاختطاف القسري وظلامية الفكر أبرز مظاهر الواقع الإيراني، والذي يتم إخفاؤه تحت العمائم السوداء و البيضاء والتشادور الأسود المفروض بشكل قهري على النساء. يا أخ اغونان هل هذه دولة أصلا ؟
ـ قلتم إن تركيا نجحت، لماذا؟ لأنها دولة علمانية ، فالحزب الإسلامي انصرف إلى العمل على المستوى الاقتصادي الاجتماعي بالخصوص ولم يحاول فرض تدينه على الناس بالقهر والقمع او عبر دستور طائفي، هل الإسلاميون في بلداننا متفقون على هذا النهج؟
ـ نحن لا نلوم الإسلاميين على نجاحهم في الانتخابات بل نلوم الحداثيين الديمقراطيين على تقاعسهم و تشرذمهم، كما نلوم الإسلاميين على اختزالهم الديمقراطية في آلية الاقتراع وهي إحدى الآليات فقط، واعتقادهم بأن الحصول على الأغلبية النسبية يخول لهم الحق
في الاعتداء على الحقوق الأساسية لغيرهم، ففي الديمقراطية الاغلبية تفوز وللاقلية حقوقها التي لا يمكن المس بها، لانها من ثوابت
الديمقراطية.
ـ ما نقصده بـ-تهريب الثورة- تحريف أهدافها، فالثوار سعوا إلى المساواة والعدالة الاجتماعية والحريات، لكن الإسلاميين جاؤوا للتحفظ على الحريات والمساواة وإغراء الناس بالمال الخليجي، فالحصول على الاغلبية لا يخول للفائز ان يعتدي على أسس الديمقراطية، ولهذا ينبغي للثورة أن تستمر إلى أن تبلغ أهدافها.
ـ أما ما أسميتموه -الفن المتعفن- فنحن الحداثيون لا ننتج فنوننا للإسلاميين الأطهار، بل للجمهور وللمجتمع، ويمكن للإسلاميين إنتاج نموذجهم لـ-الفن النظيف- وتسويقه في المجتمع، وسيكون البقاء في الفنون للأصلح. ولكن لن نقبل أبدا أن يتعامل معنا أحد بسياسة الحظر و المنع و الترهيب وتكميم الافواه، لأن التعبير الفني حرية قبل كل شيء.
ـ السلطة تحتكر الدين وهذا ليس من حقها في النظم الديمقراطية، فالدين للمجتمع وللافراد، والعلماء المعارضون ليسوا أفضل من السلطة، بل في أحيان كثيرة هم أكثر تطرفا من الانظمة ذاتها، ولهذا تنجح هذه الانظمة في استعمالهم فزاعات لإرهاب التيارت المعراضة لكي تأوي إلى بيت الطاعة، و هكذا كان الإسلامون وفقهاؤهم من أكبر أسباب قوة الانظمة الاستبدادية، لانهم ساهموا في تأخير التغيير المنشود. في المغرب الكثير من المناضلين الاتحاديين و اليساريين أصبحوا يتشبثون بالملكية المطلقة بسبب خوفهم من -العدل و الإحسان-، فالعدل و الإحسان من أكبر عوامل قوة النظام المغربي.
ـ الوهابية هي الصيغة الاكثر تطرفا للإسلام السني الأورثوذوكسي، وقد أنفقت السعودية 87 مليار دولار في ثلاثين سنة لإشاعة مذهبها البدوي عبر العالم، و النتيجة تعرفونها. الوهابية ليست من تقاليد المغاربة، والتدين الوسطي واقع وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا ولم يصبح التدين مشكلة إلا بعد تعرفنا على الوهابيين. فالقول إن الوهابية مثلها مثل بقية أشكال التدين خطأ ظاهر.
ـ أتفق معكم على ان النهج الاستئصالي تجاه الإسلاميين لا ينفع، ولكن استئصال العلمانيين أيضا لا ينفع، والتعايش السلمي هو الخيار الوحيد وأساسه الاحترام المتبادل. وهذا الاحترام هو ما لا نجده بعدُ عند الاسلاميين. الذين يعتقدون ان رفضنا لنمط الحياة الذي يقترحونه عداء لهم وللدين، وهذا خطأ، فنحن نرفض ان يفرض علينا نمط تدين لا نرضاه لانفسنا، لكننا نحترم الغير عنما يختار ذلك لنفسه. وهذا لا علاقة له بمنطق الأقلية والأغلبية.
ـ إلى ماذا نحتكم في اختلافنا؟ سؤال جيد، علينا أن نحتكم كما تفعل كل البلدان الديمقراطية إلى دستور ديمقراطي شكلا و مضمونا، يحدد الحقوق والحريات الاساسية لكل واحد منا، مؤمنين و غير مؤمنين، سودا أو بيضا، عربا أو عجما، رجالا ونساء، ويضمن لنا
جميعا المساواة والامن، وحمايتنا من بعضنا البعض، وعندئذ نتجه إلى صناديق الاقتراعن والفائز بالاغلبية سيعمل على تسيير شؤون البلاد في احترام تام لحقوق الاقليةن وهذا ما لا يقبله الإسلاميون ولهذا يسارعون إلى وضع دساتير على مقاسهم من أجل اضطهاد الغير، وهذا لن يضمن الاستقرار والتنمية المطلوبين.
مع تحياتي وتقديري.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ / أحمد عصيد




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور / محمود العياط
- المطر * / إشبيليا الجبوري
- حكاية سورية بنكهة كورية - 1 / شكري شيخاني
- الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات! / عبد المجيد محمد
- حول قرار محكمة الجنايات الدولية / فتحي علي رشيد
- عبد الحق / محمد طالبي


المزيد..... - تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- أغاني لولو للسنة الجديدة.. تردد قناة وناسة 2025 Wanasah TV ع ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- أسباب السعال المستمر بعد الإصابة بنزلة البرد.. متى يجب زيارة ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ / أحمد عصيد - أرشيف التعليقات - رد الى: عبد الله اغونان - أحمد عصيد