|
حالات التعميم وضرورة التشخيص - صالح الطائي
- حالات التعميم وضرورة التشخيص
|
العدد: 441026
|
صالح الطائي
|
2013 / 1 / 3 - 05:10 التحكم: الكاتب-ة
|
الأستاذ أحمد عصيد، الكاتب والشاعر والباحث الأمازيغي المغربي، والناشط الحقوقي المحترم فضلا عن صفة (العلماني) التي جعلتها او جعلوها لك سادس ستة من الألقاب الكبيرة أجدك تحدثت عن ترامي القوى المحافظة على الثورات المنجزة عن طريق ما يعرف باسم الربيع العربي ومحاولة تحويل الثورات لصالحهم، وذكرت من أسباب ذلك أن الإسلاميين لم يكونوا يُشرفون على مجالات الإعلام والتربية والتعليم، إلا أن هذه المجالات لعبت أدوارا هامة لصالحهم بسبب عدم رغبة الأنظمة القائمة في إنجاح الانتقال نحو الديمقراطية، حيث اعتبرت أن الخطر الذي يهددها هو مطالب الحداثيين، كما اعتقدت بأن الإيديولوجيا الدينية السلفية ستظلّ دائما مسالمة، ولم تتوقع أن تصير هذه الإيديولوجيات تنظيمات مسلحة وعنيفة تهدد استقرار بلدان العالم بأسره، وليس فقط الدول الإسلامية. وكأنك بهذا الحكم جعلت نفسك: 1- المدافع الوحيد عن الديمقراطية في العالم 2- العدو الأكبر للدين والفكر الديني 3- وأردت القول أن الفكر الديني هو العدو الأوحد للتبدل الديمقراطي 4- والقول كذلك أن الحداثويين هم العدو الأكبر للحكام العرب 5- والإدعاء أن الحركات السلفية خدعت الحكام بثوبها المسالم الذي تخفي وجهها الشرير تحته وأسأل برجاء الإجابة الصريحة: 1- هل أن اليسار والعلمانية وحدهما اللذين يدعوان للديمقراطية ويدافعان عنها؟ 2- قال عالم اللاهوت الشهير -لوازي-(1906م): (يمكننا القول عن جميع الأديان أنها ذات قيمة مطلقة بالنسبة إلى إدراك أتباع كل منها وقيمة نسبية لدى عقل الفيلسوف والناقد) فلماذا لا جزء صغيرا من القيمة النسبية في عقول العلمانيين عن دين الآخر؟ 3- من مساويء تاريخنا أن الجهلة والأغبياء هم الذين حكمونا على مر التاريخ وان هؤلاء كانوا يجيدون فن الدفاع عن النفس لا أكثر، ولقد أجادوا في هذا الجانب وتفننوا حتى فاقت علومهم فيه كل العلوم الأخرى فهل أن تقريبهم للسلفيين ينزع عنهم هذه الصفة المشتركة أم ماذا؟ كيف وهم مثلنا يعرفون أن الحركات السلفية الإسلامية منها والمسيحية كانت منذ بدء تأسيسها بل منذ بداية تأسيس مذهبها الإسلامي حركة صِدامية دموية لا تؤمن بالحوار وتحتكم إلى السيف؟ كما قلت: (أن الإسلاميين بسبب الحصار الذي ضرب عليهم من طرف أنظمة الاستبداد توجهوا إلى العمل في عمق المجتمع، وعملوا فيما يمكن تسميته بـ -الإسلام الاجتماعي- عبر النشاط الخيري) وأرى هذا التشخيص قاصرا فالإسلام دين اجتماعي بجوهره وأنت تجعل من هذه الصفة إسلاما جديدا يضاف إلى عدد الإسلامات الموجودة بسبب التشرذم، وأنت تعمم الحالة الخليجية التي نتجت عن زواج سفاح بين السلطة والدين الوهابي على جميع المسلمين، وهذا مخالف للحقيقة لأن الإسلاميين في العراق ومصر والمغرب العربي كانوا إلى وقت قريب بعيدين عن مثل هذه التوجهات ولكنهم بفعل دولار البترول تحولوا إلى النهج السلفي المتطرف. إن السلفيين حالة طارئة تبيح كل المحرمات بما فيها التعاون مع الشيطان لتحقق مصالحها وهي وفقا لهذه المكيافيلية نزت على الانقلابات الجماهيرية فارغة المحتوى وعديمة التوجه الأيديولوجي وهولتها إلى صالحها. المطلوب منا اليوم كإسلاميين متنورين وعلمانيين وحداثويين ان نتصدى للتشويه ونترك الأصل فالسلفية صورة مشوهة عن الإسلام ويجب أن تحارب ولكن من العار أن يحارب الإسلام كله بفعل جرائم السلفيين والوهابيين.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلماني - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: كيف نستعيد الثورات المهرّبة؟ / أحمد عصيد
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور
/ محمود العياط
-
المطر *
/ إشبيليا الجبوري
-
حكاية سورية بنكهة كورية - 1
/ شكري شيخاني
-
الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات!
/ عبد المجيد محمد
-
حول قرار محكمة الجنايات الدولية
/ فتحي علي رشيد
-
عبد الحق
/ محمد طالبي
المزيد.....
-
لا تهمل هذه النصائح مع تناول الحبوب الكاملة
-
كنايسل تنتقد ازدواجية المعايير لدى الغرب تجاه مذكرات الاعتقا
...
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
-
حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
-
وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض
...
-
أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير
...
المزيد.....
|