أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح










رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح

- رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا)
العدد: 435142
ياسين الحاج صالح 2012 / 11 / 26 - 16:26
التحكم: الكاتب-ة

شوف يا سيد جورج: بدأت تعليقك السابق بإقحام نفسك فيما ليس من شأنك، وختمته بكلام عدائي عن افتقاري إلى بعد النظر، وبين البداية والنهاية كشكول غير متجانس جمعته من كل حدب وصوب من التشكيك بالثورة، فلماذا تبكي الآن؟ ولماذا تتوقع أنت وأشباهك أن أواجهكم بالورود (كي أحاكي أسلوبك الدلّوع في التعبير)، بينما تبيحون لأنفسكم أسلوبا عدائيا في التعليق؟ لكل كلام جواب، ولا بد أنك ترى أني تعاملت مع تعليقات رائقة ومحترمة بأسلوب رائق ومحترم.
ثم ما الذي يسوؤك في التهكم؟ أنت تخطئ كثيرا، بالمناسبة، حين تعتبر التهكم نموذجا لتربية الدكتاتور. الواقع أن التهكم نموذج للتربية الديمقراطية, وأن الدكتاتورية لا تعرف غير التجهم وثقل الظل والتشكك وامتلاء النفوس بالكراهية. اعطني التهكم والسخرية، وخذ يا سيدي كل عقائد العالم، ومعها -بعد نظر- الصين ورسيا، و-العالم الديمقراطي- كله!
لن أرد على ردك الطويل، فالأمور واضحة، ولكل مذهبه وانحيازاته، وكل اختار الطرف الذي يقف معه. لكن سأعلق على كلامك عن هجرة مسيحيين وعن أن 10 آلاف منهم طلبوا اللجوء إلى السويد، وعن تقديرك أني سأسارع إلى اتهامك بالطائفية، واستباق ذلك بالقول إنك ملحد.
ابدأ من الأخير.
لا أعرفك ولست منشغل البال بكونك طائفيا أم لا. لكن يبدو لي أنك تخطئ حين تعتقد أن الملحد لا يكون طائفيا. الطائفية ليس مسألة إيمان ولا إيمان، بل هي مسألة عصبية كما أوضح ابن خلدون قبل أكثر من ستة قرون. أو مسألة تضامن جمعي، لا يلزم أن يكون الاإيمان الديني هو ميثاقه. ما يهم في الطائفية ليس الإيمان الإسلامي او المسيحي أو غيرهما، بل العصبية الإسلامية أو المسيحية، السنية أو العلوية... إلخ. لذلك تجد طائفيين مؤمنين وطائفيين غير مؤمنين، وتجد طائفيين ملحدين، وطائفيين علمانيين. نقيض الطائفية بهذا المعنى ليس الإلحاد والعلمانية بل الصدر المنشرح والضمير الحي والقدرة على تقمص الآخرين ووضع نفسك مكانهم، وأن لا ترضى لغيرك ما لا ترضاه لنفسك.
واعذرني إن قلت إنه يبدو أن هذه القيم غريبة عليك. فتفكيرك متمحور حول مقتل اثنين من أقاربك، وهجرة آخرين، ولا يبدو أن مقتل 40 ألفا من مواطنيك السوريين يشغل بالك بالقدر نفسه أو بعشر هذا القدر، ولا أن لجوء مئات الألوف وعيشهم في مناف غير كريمة في تركيا والأردن ولبنان والعراق يهمك في شيء. فهل تعتقد أن قيمة حياة المسيحيين أرفع من قيمة حياة غيرهم؟ وأن هجرة المسيحيين مؤسفة، فيما لجوء غيرهم لا بأس به؟ إن كان هذه ما تعتقده، فأنت من عتاة الطائفيين، وليس مجرد طائفي عادي. وإلحادك الذي يبدو لي مفتقرا إلى حس إنساني عام ربما يضيف قسوة القلب إلى هذه الطائفية العاتية.
ولعلك تعلم يا سيد جورج أنه ليس هناك ثورة في التاريخ الحديث لم تتمخض عن موجة هجرة كبيرة أو صغيرة من البلد الذي شهد الثورة. لماذا؟ لأن الثورة تقوم ضد تركيبة للحكم والثروة والإيديولوجية، توافق مصالح بعض السكان، وتلحق الضرر بمصلحة غيرهم. ومن كانوا مستفيدين من وضع سياسي ما هم من يرجح أن يهاجروا إذا قامت ثورة ضده. هاجر فرنسيون كثر، ربما بمئات الألوف، من فرنسا أثناء الثورة الفرنسية. وهاجر روس كثيرون، ربما بالملايين أثناء الثورة الروسية. وهاجر عشرات الألوف أو مئات الألوف من مصر بعيد ثورة الضباط الأحرار أو انقلابهم. ومن كوبا بعد الثورة. ومثل ذلك حصل في سورية بعد انقلاب 8 آذار. وهو يحصل اليوم في سورية أيضا.
ودوافع الهجرة طبقية أكثر منها طائفية. من يهاجرون هم المسيحيون من الطبقة الوسطى والثرية، وليس الفقراء. وقد هاجر من دمشق إلى بيروت وإلى أوربا كثير من المسلمين الميسورين بدءا من منتصف صيف هذا العام. أما الفقراء فإما يقتلون في بلداتهم وأحيائهم التي تتعرض لقصف الفاشية الأسدية، أو يلجؤون في خيام على حدود سورية هنا وهناك في ظرف بالغة القسوة.
أما الهجرة إلى السويد فبعيدة عن أحلامهم بعدك أنت عن الإحساس بهم.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - التهديد بالحرب ، ونظام ولاية الفقيه و-معاداة الإمبريالية- / حزب توده الإيراني
- الفيتو الروسي والنوايا الامريكية - الخبيثة- / كريم المظفر
- اجتهاد -عباقرة- سوق الخميس بمراكش.. / حسن أحراث
- حديث البيدق- طوفان الاقصى حتى لا ننسى (24) / نورالدين علاك الاسفي
- رباعيات (6/10)‏ / إبراهيم رمزي
- المؤسسة والمثقف / بهاء الدين الصالحي


المزيد..... - مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح