أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح










رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح

- رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا)
العدد: 434924
ياسين الحاج صالح 2012 / 11 / 25 - 19:19
التحكم: الكاتب-ة

كلفت نفسك، أستاذ جورج، ما لست مكلفا به وما ليس من حقك. اسمح لي أن أرى في ذلك فضولا ودلالا يقاربان الميوعة. وما دمت سخيا بالاعتذارات إلى هذا القدر فلعله لن يصعب عليك أن تعتذر مني على اعتذارك عني ممن أساء لي وللنقاش.

ولا أرى كيف أن في قولي إنه لا يضر الثورة السورية أن يؤيدها من يؤيدها الكثير من مجانبة الحقيقة. أنت لم توضح، بل قفزت إلى شيء آخر. يقع علي أن أوضح الواضح من جديد.
قبل الثورة كانت علاقات النظام بكل من قطر وتركيا ممتازة. ومع السعودية طيبة والملك السعودي زار دمشق في صيف 2010. ومع فرنسا جيدة منذ بداية ولاية ساركوزي، ومع الأميركيين تتحسن باطراد وأعادت واشنطن سفيرها إلى دمشق قبل أكثر من عام من الثورة. صح؟
ولم يقل أحد غير النظام السوري، ولا أظنك أنت تقول إن الثورة السورية تفجرت بتحريض او رعاية أو دعم من هذه القوى. أم أني مخطئ، وأنك فعلا تعتقد ذلك؟
بعد الثورة نشف ريق تركيا وهي تدعو بشار الأسد إلى ملاقاة مطالب شعبه وتنصحه بإصلاح جدي. عبث. ورغم رغبتها في كسب الأفضال المعنوية عن الربيع العربي ترددت قطر في الموقف من الثورة السورية، وظلت قناة الجزيرة تغطيها باقتضاب لبعض الوقت. ولم تسحب السعودية وقطر ودول الخليج سفراءها من دمشق إلا بعد شهور طويلة من الثورة. ومثل ذلك بخصوص سفيري واشنطن وباريس والدول الأوربية. صح؟
ثم إن مخاصمة هذه الدول للنظام لا تعني تلقائيا إنها تدعم الثورة أو تؤيدها. رأيي، وقد قلته في إجابات سابقة وفي حوارات أخرى غير هذا، أن دوافع مواقفها أقرب إلى احتواء الثورة والتأثير عليها في الوجهة التي تناسبها منه إلى دعم غير مشروط لها. والأكيد أن اميركا وأوربا لا تدعمان الثورة، وأنها معها تركيا والسعودية وقطر تدرك أن الاحتمالات السورية تنحصر بين استمرار الوضع المتفلت الحالي، وهو حامل لمخاطر على الإقليم ككل، أو الدفع نحو تغيير سياسي متحكم به بدرجة ما. وهي تعلم جيدا في تقديري أنه ليس بين الاحتمالات السورية العودة إلى ما قبل الثورة أو بقاء نظام بشار الأسد، فلماذا تضع نفسها في وجه تغيير حاصل في كل حال، بدل أن تحاول ملاقاته والتأثير عليه بما يناسبها كما قلت للتو.
لكن أهم من ذلك أن من ينظر إلى الثورة السورية بدلالة مواقف قوى دولية منها يحكم على فريق كرة قدم ببعض مشجعيه، ومنهم من هم ضد خصمه من أجل فريقهم الخاص، وليس من أجله هو. ربما تؤيد فريق الاتحاد الحلبي في مبارة مع فريق تشرين اللاذقاني لأنك مع فريق الكرامة الحمصي الذي يهدده تشرين وليس الاتحاد.
ويفوت هذا الموقف الذي يحدد موقفه من الثورة بموقف أطراف خارجية منها كل ما هو مهم: أن محركات الثورة داخلية، وأن تطلعاتها موجهة في الأساس والجوهر ضد نمط ممارسة السلطة والنهميش المتسع لقطاعات متسعة بدورها من السوريين، وأنها تفجرت في سياق معروف هو الربيع العربي، وأن أية مواقف إقليمية ودولية تجاهها وتجاه النظام الأسدي الذي تصارعه لاحقة لها زمنيا ومنطقيا، وأن هذه المواقف أوثق صلة باعتبارات تخص القوى الإقليمية والدولية المعنية منها بالثائرين السوريين وقضيتهم. لهذه القوى تأثير متفوت على الثورة، هذا لا ينكر، لكن عدا أنه ليس شاملا، فإن من وفر بيئة مناسبة لبعض أسوأ اشكال التأثير هو النظام الأسدي الذي خاض منذ البداية حربا ضد الثورة، ولم يمض يوم واحد منذ 20 شهرا ونيف دون قتل محكوميه الثائرين.
وفي سياقنا العياني، ولعله ليس ظاهرا لك من السويد، الخيار الأقل إثارة للمعضلات العسيرة هو الاستمرار في الثورة إلى حين إسقاط النظام الأسدي. ولا أظن أن شيئا سيوقف الثورة قبل ذلك أو أن أحدا سيقدر على إيقافها دون ذلك.
وبالمناسبة، ما دمت مشغول البال بمواقف قوى خارجية من الوضع السوري، فلماذا لا يبدو أن هناك ما يقلقك في دعم روسيا وإيران وحزب الله وعراق المالكي للنظام الأسدي؟ وإذا كنت تقر بأن النظام دكتاتوري وفاسد، فلماذا كل تشكيكك موجه ضد الثورة، وتضع على كاهلها عبء إثبات عدالة كل حركة وسكنة لها ضد هذا النظام الدكتاتوري الفاسد؟
أجيئ الآن إلى أسئتلك.
1. هل كان عدد الضحايا والدمار للبنية التحتية سيكون اقل او اكثر فيما لو استمرت الثورة سلمية؟
لماذا يقع عبء وقوع الضحايا على الثورة وليس على النظام؟ على الضعيف وليس على القوي؟ ومن يقوم بتدمير البنية التحتية؟ من يقصف المدن والبلدات والأحياء بالطائرات الحربية ووبراميل المتفجرات، النظام أم ثائرين يملكون الرشاشات والآر بي جي، ومؤخرا فقط القليل من المدافع والدبابات غنموها من النظام؟ ولماذا يبدو لك الثوار مهاجمين وأحرارا يفعلون ما يشاؤون، وبالتالي مستوجبين للمساءلة، بينهم يبدو لك النظام مدافعا ومضطرا إلى التدمير، وغير مساءل عن شيء؟ علما أن اضطرارات الثورة أشد بلا ريب من اضطرارات النظام.
وقبل هذا كله، لماذا ينتظر من السورييين أن يستمروا في الاحتجاج السلمي بينما النظام يواجههم بالحرب منذ البداية؟ وهل هناك وجه أخلاقي أو وطني للاعتراض على ردهم على السلاح بالسلاح؟ وهل لو تعرض السويديون المطالبون بمطالب مشروعة للعنف شهورا على أيدي حكومتهم، هل كانوا سيستمرون في الاحتجاجا السلمي حصرا؟
قامت الثورة من أجل أن يمتلك السوريون السياسية، أي أن يكونوا طرفا أو أطرافا سياسية لهم كلمة مسموعة في بلدهم. واجههم النظام بالحرب لا بالسياسة، فهل يمكن أن يمتلكوا السياسة دون أن يمتلكوا الحرب؟ دون ان ينزعوا السلاح من يد نظام الحرب المستمرة؟ العمل على امتلاك الحرب مكلف ومؤلم، ويتسبب بـ-دمار البنية التحتية- الذي يشغل بالك هو الآخر أكثر من 40 ألفا قتلهم النظام حتى اليوم، لكن من ثار طوال شهور قبل أن يبدأ بحمل السلاح، واستمر عاما إضافيا يجمع بين النضال السلمي والمقاومة المسلحة، ليس هو من يقع عليه اللوم في -دمار البنية التحتية- العزيزة.
2. هل تفتقر روسيا والصين لبعد النظر التي يمتلكها الخليجيون والاتراك من حيث انه من الافضل دعم الثورة وعدم معاداتها حفاضا على مصالحهم؟
يا له من سؤال يشبه عمار بكداش!
معياري في الحكم على الثورة السورية، وانا سوري ومقيم في سورية، هو ما يفعله السوريون وما ينحاز له السوريون، وليس ما يقوله الروس والصينيون. ربما هم بوصلة لك أنت، ولست أدري إن كانت موسكو بوصلتك في وقت سابق.
من جهتي بوصلتي هنا. وأترك -بعد نظر- الصينيين والروس لمن يحتاج له!
3. هل يفتقد العالم الديموقراطي بعد النظر هذا (وأخص بالذكر السويديون هنا) ويرفضون الدعم العسكري لما يسمى بالجيش السوري الحر؟
شرحو.
يبدو أنك أنك تطلب العلم الذي يقنعك بأن الثورة السورية شيء سيء ولو في الصين، أو روسيا أو السويد. كسوري أرى أنه لا أحد يشغل موقعا سياسيا أو أخلاقيا أو فكريا يؤهله لأن يعطينا الدروس في شؤون بلدنا، أو يشكل لنا بوصلة، لا في -العالم الديمقراطي- ولا في العالم غير الديمقراطي. ولا أحد أبعد نظرا في شأن صراعنا منا نحن المنخرطين في الصراع، ليس بالخصوص قوى أجنبية مشتهرة باستبدادها، ولا قوى أجنبية أخرى لم يعرف عنها يوم عطف خاص علينا، كيلا أقول أكثر. بوصلتنا هي الشعب السوري. والشعب السوري يعرف طريقه وهو ماض فيه.
4. هل كان يتوقع ممن حملوا السلاح ان انتفضاهم السلمي في وجه دكتاتور سيقابل بالورود حين سيحاول الدفاع عن نفسه واستمراريته, ولذا قرروا حمل السلاح حين واجههم بعنف؟
وفقا لهذا المنطق الدارويني المفتقر كليا إلى الحس الأخلاقي فإن كل شيء مباح. لن يواجهك بالورود من -يدافع عن نفسه- ضد -انتفاضك السلمي-. أنت واهم، وستدفع ثمن وهمك بأن تقرر حمل السلاح حين واجهك بعنف! أما أن هذا وطننا، وهذه دولتنا التي يفترض أن تحمينا، وهذا شعبنا الذي يحتج سلميا من أجل مطالب عادلة، وهذا جيشنا الوطني الذي يفترض أن يحمي البلد ويعمل على تحرير أرض لا تزال محتلة، وهذا السلاح الذي نقتل به هو ما دفعنا نحن ثمنه، فلا حضور لها في هذا المنطق البارد الذي لا أظن هتلر يحتج على شيء فيه. ولسبب ما يبدو من جديد أن عبء إثبات السلوك الصحيح والعادل واقعا دوما على الطرف الأضعف الذي يكافح من أجل الحرية، ويدفع الأثمان الأكبر في الصراع، وليس على النظام الأسدي المعتدي.
أليس بهذه الطريقة، وبهذه اللغة المغناج، تجري تغطية اعتداءات إسرائيل على الشعب الفلسطيني؟ ألا تقول الصحافة اليمينية عندك في السويد إنه ليس للفلسطينيين أن يتوقعوا أن ترميهم إسرائيل بالورد بينما هم يعتدون عليها ويهددون أمن مواطنيها؟ ألا تضع عبء إثبات العدالة على الفلسطينيين، وهم الطرف الأضعف بما لا يقاس والمعتدى عليه في وجوده ذاته؟

وأخيرا أين تجدني اتهمت من يعادي الثورة في وطنيته؟ الواقع أني أنا من ووجه بهذا الاتهام.
نعم، وصفت بعض المروجين للنظام بأنهم منحبكجية، ووصفت معسكر النظام، وليس عموم الموالين له كما يبدو أنك تفضل أن تعتقد، بأنهم -السوريون البيض-، وأنا منخرط في الصراع من أجل التصفية السياسية لهذا المعسكر، أي للمركب السياسي الأمني المالي االذي يواجه ثورة العامة بحرب فاشية. يمكنك المجادلة في أحكامي هذه، لكن هذا ليس اتهاما بالوطنية ولا هو دعوة للتصفية الجسدية للموالين، ولا حتى للسوريين البيض جميعا. التصفية أمر قانوني، مبني على الأفعال المثبتة للمعنيين، وليس على الانحيازات السياسية. وأفترض أنها ستقتصر على كبار المجرمين من السوريين البيض.
لكن، بوصفي واحدا من السوريين السود، سأكون سعيدا بالتصفية السياسية للسوريين البيض.



للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - لماذا غاب النفط عن محادثات اروغان في بغداد ؟ / نبيل جعفر عبد الرضا
- وعّاظ السلاطين ما أكثرهم ! / عبد علي عوض
- شهوة الكلام على حافة المتاهة...يوميات الغابة الكونية / جاكلين سلام
- الضربة الإيرانية مناورة أفشلت دولة / علي جواد
- في المسألة الإعلامية. / المهدي المغربي
- بايدن والدوله الفلسطينيه وحوار الايس كريم / عصام أبوبكر


المزيد..... - سواء كان رملًا أو ثلجًا أو صخورًا.. ناسا تدرب كلبًا آليًا لا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جورج ابراهيم(سوري حائر سابقا) - ياسين الحاج صالح