أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: نجات حميد اْحمد - ياسين الحاج صالح










رد الى: نجات حميد اْحمد - ياسين الحاج صالح

- رد الى: نجات حميد اْحمد
العدد: 434705
ياسين الحاج صالح 2012 / 11 / 24 - 21:31
التحكم: الكاتب-ة

شكرا أستاذة نجاة
قد تكون جملي قاسية، لكني بالتأكيد ليست يائسا. لم أكن يوما أقوى أملا مما أنا اليوم. وهذا ليس لأني أتوقع آفاقا وردية، وأياما بهيجة قائمة، ولكن لأني واقعي ولا أوهام لدي. وما أتوقعه من الثورة السورية، والثورات العربية عموما، ليس حل مشكلاتنا، بل الانخراط في التاريخ وتحمل مسؤولياتنا فيه. بحد ذاتها الثورات العربية، والثورة السورية بخاصة، قفزات تاريخية شجاعة وعظيمة، وهي تعمل بصلابة على كسر واحد من أكثر نظم العالم فاشية وانحطاطا، وتنجح بعد مرور أكثر من عشرين شهرا من الحرب الأسدية الثانية في المواجهة وتسجل نقاطا يومية فيها. هذا مكلف وأليم، لكن ليس أمام السوريين مخارج أقل كلفة وإيلاما.
إنه صراع تراجيدي بالفعل كما قلتِ، أتشرف بأني مشارك فيه بطريقة ما، وأشارك في توليد الحربة والمعنى منه. وما يجعله تراجيديا أكثر من أي شيء آخر هو أننا نعلم كلفته الباهظة أو نقدرها، نعلم أننا لسنا آمنين على حياتنا فيه، بل إن حياتنا من أدوات هذا الصراع المفتوح الذي لا نعلم نهايته ولا ضمانة لدينا للنصر فيه، أو في مطابقة تفضيلاتنا الذانية لمحصلاته الموضوعية. لكن لا نستطيع ان نخرج منه أو نحيد عنه. من يفعلون سيبقون عبيدا، بمن فيهم -معارضون- من نوع ما، أجدهم غرباء تماما عن معنى الكفاح السوري الراهن، ولا يكفون عن محاولة التوفيق بين مبادئ وأوضاع لا تقبل التوفيق فيما بينها. الثورة لم تمر بهؤلاء. ويجمعهم أنها خلال عشرين شهرا لم تحدث أي تغيير على النسق الفاتر لحياتهم قبلها. يريدون ثورة لا تمسهم في شيء ولا تكلفهم شيئا ولا يغيرون شيئا من أنفسهم ولا يراجعون شيئا من أفكارهم. هؤلاء خاسرون حتى أكثر من النظام. فللنظام قضية، وإن تكن أنانية وفاسدة، وهو يكافح من أجل النصر. أما سكان المستنقع هؤلاء فلا معنى لهم ولا قضية ولا انتصار. إذا انتصرت الثورة هم مهزومون، وإذا انتصر النظام هم مهزومون. وهذا لأنهم مشلولون فكريا وأخلاقيا وسياسيا، والهزيمة في داخلهم، قبل ان تكون شيئا قد يحدث لهم من الخارج.
وتعرفين أستاذة نجاة، أن سورية الحديثة بلد منتج لمعان كبيرة، ربما يعوض بها عن كونه كيانا مبتورا. سورية كمعنى أكبر بكثير من سورية كجغرافيا، إلى أن صغرها حافظ الأسد، أو استغنى عنه بدور إقليمي على حساب المعنى الكبير، وعلى حساب الفسلطينين واللبنانيين والعراقيين والكرد. وعلى حساب عموم السوريين قبل الجميع.
الآن يدفع السوريون تضحيات عظيمة للعودة إلى الإشعاع المعنوي بدل الدور الإقليمي. لذلك ليس لنا أن نتذمر كثيرا نحن السوريين. مأساتنا كبيرة، لكنها ليست عقيمة، وهي تعود علينا بمعنى يساعدنا، وربما يساعد غيرنا، على وعي نفسه ومعنى كفاحه.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع / صبري الرابحي
- الاستفادة من مياه الأمطار / عماد الشمري
- جبهة دولية لتغذية الاعلام المنحاز / غالب المسعودي
- زهرة الليلك الأرجوانية / فوز حمزة
- زوبعة على ورق / فوز حمزة
- : رؤية ماركسية حول الحرب الاوكرانية -- الروسية ( بمناسبة الذ ... / نجم الدليمي


المزيد..... - اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: نجات حميد اْحمد - ياسين الحاج صالح