أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جمال علي - ياسين الحاج صالح










رد الى: جمال علي - ياسين الحاج صالح

- رد الى: جمال علي
العدد: 434636
ياسين الحاج صالح 2012 / 11 / 24 - 17:16
التحكم: الكاتب-ة

عن أي إصلاح تتكلم، يا أستاذ جمال؟ وما معنى القول إن -إسقاط النظام- هو المعنى الوحيد المتبقي من -عبارة الإصلاح-؟ أي إصلاح هذا؟ وماذا كانت المعاني الأخرى للإصلاح، يا ترى؟
يبدو لي أنك تستخرج النظام، أو ما تسميه -شكل السلطة السياسية- من -المجتمع- الذي تقول إنه هو الذي -خلقها-. وهكذا نكون نحن من خلقنا بشار الأسد وجميل حسن والشبيحة؟ كيف ذلك؟ ومتى فعلنا ذلك؟
لكن ما هو -المجتمع- أصلا؟ أنا أرى أنه جملة هائلة، كثروية وفوضوية وبالغة التعقيد، من التفاعلات المتنوعة، ، يتحكم بها بقدر أكبر من غيره بما لا يقاس النظام الذي يملك القوة القمعية ويسيطر على الموارد العامة وينفرد بالسيطرة على وسائل الإعلام الجماهيرية، ويكبل المجتمع بـ-منظمات شعبية- من كل نوع... فهل من هو مثلي ومثلك من -المجتمع-، وماهر الأسد من -المجتمع-؟ أم ربما يكون ماهر ضحية لهذا -المجتمع- أكثر منك ومني. هو سيء ربما، لكنه ليس كذلك إلا لأننا سيئون! يا لها من نظرية!
هذا وأنت تعلم، أو أفترض أنك تعلم، أن لهذا النظام الذي يعلي من بقائه على أي شيء وكل شيء آخر، قانونا تطوريا خاصا، هو: البقاء للأسوأ، أي للمتزلف والمنافق والفاسد والواشي كاتب التقارير، بينما هو يعاقب المعارض، ويهمش المستقل، ويُطفّش المبدع، ويتشكك في مستقلي الضمير والعقل، ما يؤدي إلى -انقراضهم- لعجزهم عن التكيف مع هذه البيئة السياسية المحمية بالقوة. وهو ما يعني أن -السوء- صناعة سياسية. فكيف يكون سوؤنا نابعا مما -نكون-؟ وليس من أوضاع فرضت علينا بالقوة خلال عقود من الزمن (فوق 90% من السوريين دون الخمسين، أي ولدوا في كنف الحكم البعثي، وأرجح أن نحو 80% ولدوا في ظل الحكم الأسدي).
ثم إن التفسير الشائع في السنوات الأخيرة لما نكون، لا يحيل إلى مستوانا الحضاري العام، أو إلى مجمل أوضاعنا الاقتصادية والسياسية والسكانية والثقافية والعسكرية إلخ، بل حصرا إلى ما يفترض أنها أذهاننا، وبالتحديد إلى أذهان المسلمين منا، والمسلمين السنيين بتحديد أكبر. وهكذا فإن التأويل الشائع لهذا القول المأثور (كما تكونوا يولى عليكم) يجمع بين الاختزال الشديد لكياننا إلى -الثقافة- (وهذه إلى الذهنيات)، ثم اختزال الذهنيات ذاتها إلى ذهنيات بعضنا مع تعريف هؤلاء البعض طائفيا.
ورأيي أن هناك ارتباطا وثيقا بين هذه النظرية الطائفية واليمينية وبين التحولات الاقتصادية التي جرت في المجتمع السوري في سنوات بشار. إن البرجوازية الجديدة التي أثرت في ظل هذا النظام تعتنق عقيدة تعتبر جمهور المهمشين والمفقرين وحوشا، فاسدي الكيان، وفسادهم ينبع من جوهرهم وليس من أوضاعهم.
ورغم أن هناك أسماء مكرسة توالي الصيغة العلمانية لهذه النظرية التي أراها غاية في الابتذال والرجعية، مثل أدونيس وجورج طرابيشي، إلا أنها النظرية التي ترتاح إليها المخابرات السورية، وتصدر عنها في تعاملها مع عموم السوريين. فإذا كان العطب في عقول الناس وفي ثقافتهم، فماذا في وسع النظام أن يفعل؟ هو مضطر لاعتقالهم وتعذيبهم وقتل بعضهم، وهذا لأنهم عنيفون ومتعصبون ورعاع، وإذا تركوا دون عصا غليظة فوق رؤوسهم، فسيعتدون على هؤلاء الناس الأكابر، ويستولون على أملاكهم، ويسبون نساءهم (ظريف هذا المتخيل من قبل من لم يكفوا عن الاستئثار لأنفسهم بمن يشتهون النساء السوريات)! الواقع أن المخابرات ضحية لهؤلاء الناس، وليس العكس! ترى، ماذا يريد أمثال جميل حسن وعلي مملوك أفضل من هذه الثقافة الرفيعة؟ ومن هذه -العلمانية-؟
لكن هناك صيغة أخرى، إسلامية، لهذه النظرية تفسر أوضاعنا بقلة الدين أو بتدهور الأخلاق بعد تعريفها تعريفا دينيا ضيقا أو بالانبهار بالغرب. وهذه النسحة رجعية وركيكة بقدر سابقتها. والحل وفقا لها هو العودة إلى الدين والتمسك بـ-هويتنا- و-أصالتنا-. وبما أن مجتمعاتنا مؤمنة ومتدينة (وهذه مصادرة ثابتة عند الإسلاميين)، هكذا كيانها وجوهرها، فإن الإسلاميين هم من ينبغي أن يحكموها. فإذا صاروا في الحكم، فيجب أن يبقوا فيه لأن الحكم تعبير عن الهوية الدائمة وليس عن المصالح والأوضاع الاجتماعية المتغيرة.
المشترك بين الصيغتين العلمانية والإسلامية للنظرية الثقافوية هو اختزال المجتمع المعقد إلى الهوية البسيطة، لكن الصيغة العلمانية تحكم بالفساد على هذه الهوية، فيما يراها الإسلاميون مصدر كل صلاح.
إذا أحببت يا أستاذ جمال ربما تجد في صفحتي هذا الموقع عددا من المواد تنتقد النظرية الثفافوية وسياستها، علما أن في هذه النظرية بنسختيها كثير جدا من السياسة. الواقع أنه لا يكاد يكون فيها شيء غير السياسة. وبالتحديد لا ثقافة فيها. ولا دين أيضا.
أما نقد أفعال الثوار فهو أمر آخر: الأفعال المنتهكة للعدالة تنتقد بما هي أفعال، وهي موضوع للمساءلة القانونية بما هي أفعال، يقوم بها فاعلون محددون. ونكون في وضع أفضل وأعدل لنقد هذه الأفعال ومساءلتها بقدر ما نكون إلى جانب الثورة وقضيتها التحررية. من موقع النظام لا وجه لنقد الثورة. وليس هناك موقع ثالث في شروطنا الراهنة.
ولا وجه أيضا لوضع نقد أفعال الثائرين في سياق معادل لـ-نقد السلطة-، كما تفعل أنت. لأن لدينا خبرة ما بين 40 عاما وخمسين عاما بهذه السلطة، ولأن العدوان على المحكومين نهج النظام العميق، وجوهره، وليس أفعالا عارضة متجاوز للحد كما يبدو أنك تعتقد. الثورة تمارس العنف بعد أن لم تكن تمارسه، أما النظام فهو عنيف تكوينيا. والثائرين يرتبكون -أخطاء- وربما جرائم، لكن النظام جريمة مستمرة.
-التجريد العقلي- هو اعتبار أفعال يمارسها ثائرون هنا وهناك منقودة بالقدر نفسه مثل أفعال نظام والغ في دماء السوريين ومنهمك منذ أكثر من 600 يوم في تدمير البلد.




للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - أَوْرَاقٌ مِنْ أَرْجِيلٍ... / فاطمة شاوتي
- نكشة مخ (10) / عبدالله عطوي الطوالبة
- عصر الجليد، للكاتب الألماني تانكريد دورست / محمد عبد الكريم يوسف
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 ) / آدم الحسن
- كيف نقرأ الأركيولوجيا الاسرائيلية الرافضة لتأريخية التوراة. / علاء اللامي
- علي بابا / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد..... - 5 أطعمة لوجبة الفطور تُخلّصك من انتفاخ البطن المزعج
- السعودية تأسف لفشل مجلس الأمن في اعتماد مشروع عضوية فلسطين ا ...
- فيتو أمريكي يمنع عضوية فلسطين في الأمم المتحدة وتنديد فلسطين ...
- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ياسين الحاج صالح - كاتب سوري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا في شأن الثورة السورية واليسار / ياسين الحاج صالح - أرشيف التعليقات - رد الى: جمال علي - ياسين الحاج صالح