|
النسبية مطلقة .. وادبنا يحتاج الى اعادة تقييم - نبيل عودة
- النسبية مطلقة .. وادبنا يحتاج الى اعادة تقييم
|
العدد: 431309
|
نبيل عودة
|
2012 / 11 / 12 - 14:35 التحكم: الكاتب-ة
|
استاذ نعيم النسبية ليست حالة عابرة، بل واقع لا يمكن تجاوزه. النسبية في فهم حتى قطعة أدبية.. او الاعجاب بلوحة فنية ، او تقييم جمال فتاة.. او رؤيتنا لحالة شعرية معينة. غني عن القول ان التاريخ الثقافي كله نسبي. صحيح اننا نحب أحيانا ان نتحدث باالمطلق في أحكامنا، وهي عادة اعترف انها غير دقيقة تماما.. نسبية صحتها لا نقاش حوله. حتى قانون التغيير هو قانون نسبي. وقد يكون التغيير سلبي تماما، ومع ذلك نطلق عليه صفة التغيير . هل التغيير الذي أنجزه الربيع العربي كان ايجابيا ؟ لا يمكن نفي جوانب ايجابية في الانتفاضة الربيعية. مجرد الانتفاضة هي مسالة ايجابية. ولكن بالحساب العام التغيير لم يكن خطوة الى الأمام. نسبيا كان التغيير سلبيا. ولكن برؤية أخرى، مجرد ان اسقاط النظام جرى بشكل شعبي، هذا دليل نسبي ان الشعوب العربية باتت تعرف الطريق لاسقاط كل نظام لا يستجيب لتطلعاتها. السؤال عن الثمن للردة الربيعية نتركه الآن. فريدريك انجلز قال ان التقدم له شكلان، الأول الى الأعلى والثاني الى الأدنى. من هنا نسبية حتى المطلق!! من المسائل المطلقة في ثقافتنا، مكانة ما يعرف بأدب المقاومة. في تفكير معاد، وعترف اني تأثرت بطروحات افنان القاسم، أدب المقاومة يحتاج الى مراجعة نقدية غير حماسية. ثفافية فكرية ، تاريخية لا تتجاهل العوامل المميزة لواقع الأقلية العربية في اسرائيل .. الناقد الفلسطيني المقيم في سوريا أصدر كتابا نقديا :- الإنتفاضة في أدب الوطن المحتل- احتل نقد قصصي واستعراضها الحماسي ثلثي مساحة الكتاب على الأقل ، مع انها تشكل ربع القصص التي يعالجها، وقيم قصصي لغويا وفنيا بشكل لم أحظى به في نقدنا المحلي. شعرت بالراحة اني وجدت أخيرا من ينتبه لما أكتب ..ويقيم اعمالي بشكل يخاطب غروري ، بينما في نقدنا المحلي انا غائب ومغيب لحساب كتاب لا استطع قراءة نص واحد لهم بسبب فقدان نصوصهم لفنية الصياغة ولروح اللغة القصصية ولمعرفة اصول الدراما في النص القصصي. ولكنهم -كتاب كبار- حسب السائد حتى اليوم . وتتسابق دور النشر لنشر اعمالهم الكاملة.. وبصراحة أقول اشعر اننا في لا نتعامل مع النصوص انما مع اشخاص كل مميزاتهم موقعهم السياسي في تنظيم معين نفس الأمر سائد في شعرنا اليوم... اليوم اعيد قراءة قصصي عن الانتفاضة واجد انها خطابية سياسية رغم قدراتي الفنية التي اشاد بها الناقد، فهل يمكن ان ينسحب هذا التقييم الذي بدات اراه في اعمالي الخاصة على سائر ابداعنا وخاصة الشعري منه؟ هل ساهمت ظروفنا في شهرة شعرنا؟ بالطبع لا بد من اشارة ان الشعر احتل في واقعنا دورا سياسيا تحريضيا هاما. سجل انا عربي مثلا لمحمود درويش ، كتبها تحديا لأوامر الإقامة الجبرية ( سميت بالقوائم السوداء وكنت من المغضوب عليهم مقيد الحرية كل فترة شبابي تقريبا) وكتب سالم جبران قصيدة : سجل اسمي في القائمة السوداء . ما زلت أذكر كيف التهبت أكف الجماهير تصفيقا وحفظت الجماهير القصيدتان وخاصة قصيدة محمود عن ظهر قلب وبات ترديدها في المظاهرات والاجتماعات السياسية أشبة بصلاة دينية . في عام 1961 قتلت اسرائيل خمسة شباب عرب وشوهت أجسادهم بشكل مرعب ومخز.. وهبت مظاهرات الغضب وكنا نهتف -شعبنا شعب حي دمه ما بصير مي- وطالبنا برأس بن غوريون... محمود درويش كتب قصيدة لا تنسى .. حفظنتها الجماهير الغاضبة يقول فيها :- يحكون في بلادي يحكون في شجن ، عن صاحبي الذي مضى وعاد في كفن..-- ربما كلماتها الآن عادية.. وصورها لا شيء جديد فيها .. ولكن ربطها بحادث اجرامي للسلطة الاسرائيلية، وبهبة جماهيرية غاضبة ملأت الشوارع وتصادمت لأيام عديدة مع الشرطة، انتفاضة حجارة لعدة ايام قبل الانتفاضة الكبرى.. اعطى للقصيدة بعدها النضالي. ويمكنني ايراد مئات النماذج ، واكتفي بنموذج لشاعر آخر ترك الحزب الشيوعي لذلك ظل مغمورا.. وهو حنا ابو حنا.. في قصائد لعبت دورا سياسيا مجندا ... عند اعتقال فؤاد نصار وهو ابن الناصرة وقائد الحزب الشيوعي الاردني، وحكمت علية محكمة اردنية بالسجن عشر سنين.. كتب حنا ابو حنا قصيدة الهبت الجماهير وقتها يقول فيها :-عشر سنين/ وهل تحسبون بان الزمان/ سيرخي العنان/ لحكمكم ايها الظالمون ؟
انتشرت في بلداتنا ومدننا ظاهرة المهرجانات الشعرية.. وكانت تجمع الآلاف.. ولعب الشعر وقتها دورا تثقيفيا نضاليا ... وربما من هنا كان معظمه حماسيا منبريا.. الموضوع يحتاج الى اعادة تفكير وتقييم ولا انفي عبقرية محمود الشعرية الذي بات يرفض القاء سجل انا عربي .. وارى بقصائده الأخيرة تحولا من القصيدة الوطنية الى القصيدة الانسانية من هنا رؤيتي الايجابية لمسيرة درويش الشعرية .. وهذا لا يعني اسقاطه للإنتماء الوطني وربما ما عطل مسيرته، تحويله الى شاعر قضية والى رمز ثقافي وتجاهل الآخرين لدرجة ان الشعر الفلسطيني صار مرادفا لأسم درويش ولا اظن ان درويش انتبه لهذا التأليه. وهو لا يختلف عن نهج عبادة شخصية ستالين مثلا . هل هناك شاعر قضية وهل تحتاج القضية الى شاعر او الى ستالين الشعر؟؟؟..
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة / أفنان القاسم
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
مقامة خطار .
/ صباح حزمي الزهيري
-
ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟
/ ميلاد عمر المزوغي
-
قصة قصيرة جدا / صَلاةٌُ بِوُضوءٍ حَجَرِيٍّ /
/ بويعلاوي عبد الرحمان
-
قراءة في التحليل النقدي لمجدي خليل حول قرار المحكمة الجنائية
...
/ عبير سويكت
-
وزارة المواهب والكفاءات
/ كاظم فنجان الحمامي
-
نحن على حافة الهاوية!!
/ سعاد عزيز
المزيد.....
-
هل تجرّب بدائل اللحوم النباتية؟ شركة في أبوظبي تريد إقناعك ب
...
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
“اضبطها الآن ودلع عيالك” تردد قناة وناسة 2024 الجديد Wanasah
...
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
المزيد.....
|