|
الإغتراب هو الحل - أ.د ميرا جميل
- الإغتراب هو الحل
|
العدد: 429991
|
أ.د ميرا جميل
|
2012 / 11 / 7 - 17:45 التحكم: الكاتب-ة
|
في السنة والنصف الأخيرة خضت تجارب عديدة في اسلوب صياغة القصة القصيرة وتقديمها بشكل يكسر النمطية التقليدية التي نشات عليها ونشأ عليها مئات الكتاب العرب. وتوصلت الى موقف أن ما يميز القصة الجيدةهو قدرتها على اختراق عقل الإنسان ودفعه للاندماج بالنص، لغة وفكرا. وان القصة هي تعبير عن الوعي المعرفي للكاتب لمحيطة الاجتماعي، وعلى قدرة الكاتب ان يرى ما وراء النص ما بعده وينقل المتلقي معه .. وليس خاتمة النص فقط ووداعا للمتلقي. ما يعيق على تطور ادبنا القصصي من رواية ومسرح وقصة قصيرة، اضافة الى ما جاء في مداخلات افنان القاسم، النهج السائد في أغلبية المجتمعات العربية، نهج فرض حظر متزايد على مساحة المواضيع المتاحة، وقمع حرية التعبير وحق الرأي ورفض التعددية الثقافية والدينية والإثنية وذهبت بعض التخريفات المتشنجة ، كما حدث معي ، الى مهزلة من -أديب-! متثاقف اراد ان -يرشدني!!-، دينيا، لما هو مسموح وما هو ممنوع (؟؟!!) بعقلية بدائية، تفتقر لمقومات اولية من الوعي... مثلا سؤلت عن بطل احدى قصصي : هل هو كافر ؟ سألت الأديب المتسائل : -وما علاقة ذلك بجوهر النص وعناصر القصة؟ وهل البطل في القصة يفترض ان يكون نسخة مقرر فكرها وعقلها في مجلس فتاوى ؟ وهل القصة باتت مجرد خطاب وعظي آخر؟ وهل كل الأشخاص الذين نلقاهم في حياتنا اليومية هم نسخة طبق الأصل لما نعتقده انه الطريق الصحيح والسوي؟ وهل مجتمع من لون واحد وتفكير واحد ، هو مجتمع سليم العقل؟! مع مثل هذه العقول، يبدو ان كل كاتب يحتاج الى مُفتٍ ليرشده في ما يجوز ان يكتبه وما لا يجوز..!!. والسؤال المربك ، كيف نبدع أدبا يرقى الى مستوى الآداب العالمية حين نجد أن أكثرية المبدعين ما زالوا يعيشون اوهاما دينية خرافية ، كما كتب لي -باحث وناقد وشاعر- بان الاسلام سيسود العالم اذا لم يحدث ذلك في وقتنا سيحدث في زمن احفادنا؟!! هل يمكن ان ينشأ ادبا له قيمة ما من ايمان لم يتحرر بعد من الفكر الغيبي؟ اليس هذا التفكير الذي يسود معظم الابداع القصصي والشعري العربي جزء من هرب القراء من نتاج الثقافة العربية؟ اليس ادبنا هو الوجه الآخر لمجتمعنا؟ هل يجب ان نعيش في غربة ثقافية وفكرية وسياسية عن واقعنا الجغرافي لننتج ادبا يستحق هذه التسمية؟ تجربتي الشخصية تثبت ان اغترابي النسبي الكبير عن واقع ما يجري في ثقافتنا العربية اعطتني مساحة هامة لتجربتي القصصية.. افتقدها سابقا حين كنت اداة بيد تنظيم جزبي رغم انه اممي وثوري في وهمه وعروضه السياسية. حتى الفيلسوف اللاهوتي بليز باسكال قال ان الايمان بالله هو مقامرة.، اذا تبين انه غير موجود لن نخسر شيئا، ولكن اذا لم نؤمن وتبين انه موجود عندها سنخسر ملكوت السماء. لذلك كان عقله متحررا من ايمانه وابدع في العلوم- كان فيزيائيا هل ينفع باسكال نموذجا للمقارنة مع -العالم- السعودي سليمان البار الذي الف كتابا ضخما تحت عنوان :-الصقر المنقض على من ادعي كروية الأرض-؟؟؟؟؟ مثبتا انها بسطت تبسيطا!! هل نقول سبحان الله بين باسكال والباز ؟ ومن خدم الفكر البشري أكثر، اللاهوتي الذي اشتغل بتطوير الفيزياء واثار الشكوك بوجود الله رغم ايمانه، ام اللاهوتي الذي اثتبث غصبا عن كل العلوم البشرية ان الأرض ليست كروية بل بسيطة ممتدة؟؟
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
أفنان القاسم - اديب ومفكر - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الأدب العربي لم يرق إلى المعلقات وألف ليلة وليلة / أفنان القاسم
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
جاسم المطير..عقل عراقي استثنائي افتقدناه في الغربة
/ قاسم حسين صالح
-
مقامة خطار .
/ صباح حزمي الزهيري
-
ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟
/ ميلاد عمر المزوغي
-
قصة قصيرة جدا / صَلاةٌُ بِوُضوءٍ حَجَرِيٍّ /
/ بويعلاوي عبد الرحمان
-
قراءة في التحليل النقدي لمجدي خليل حول قرار المحكمة الجنائية
...
/ عبير سويكت
-
وزارة المواهب والكفاءات
/ كاظم فنجان الحمامي
المزيد.....
-
هل تجرّب بدائل اللحوم النباتية؟ شركة في أبوظبي تريد إقناعك ب
...
-
شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
“اضبطها الآن ودلع عيالك” تردد قناة وناسة 2024 الجديد Wanasah
...
-
وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا
...
-
كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة
...
المزيد.....
|