|
انها منظمات ذات اهداف اخرى! - فارس محمود
- انها منظمات ذات اهداف اخرى!
|
العدد: 428110
|
فارس محمود
|
2012 / 11 / 2 - 07:40 التحكم: الكاتب-ة
|
العزيزة احلام احمد تحية طيبة... بدءا اود ان اقول ان اي جهد، مهما صغر، من اجل نيل المراة لحقوقها وحرياتها هو مبعث احترام وتقدير حزبنا ودعمه. ان تحرر المراة التام ومساواتها التامة هما اهداف فورية ومباشرة لنا ولاتقبل التاجيل تحت اي مبرر او ذريعة من مثل -المجتمع اسلامي-، -المجتمع عشائري-، -الان وفي ظل الوضعية الراهنة قضية المراة ليست اولوية-، -في المجتمع الاشتراكي ستتحرر المراة- وكل هذه الترهات التي تهدف الى التنكر العملي لفورية خلاص المراة من الاوضاع الكارثية التي تمر بها ومن مكانتها الدونية في المجتمع. ولكنه لامر واضح ونراه بام اعيننا هي ان الطبقة الحاكمة، البرجوازية، وتياراتها السياسية ترتعب اشد ارتعاب من دخول الجماهير الميدان ونضالاتها ومطالبتها بحقوقها. ترى في اليوم الذي تنزل فيه الجماهير الميدان يوما تصبح فيها سلطتها وحكمها ووجودها وبقائها وارباحها وظلمها واستغلالها كلها تحت طائلة السؤال. الطبقة البرجوازية طبقة مجربة الى ابعد الحدود. عركتها الثورات والنضالات والصراعات والاحتجاجات الجماهيرية التي جرت خلال القرنين الاخيرين بالاخص وكيفية التصدي لها واعادة الجماهير العمالية والنسوية والطلابية والشبابية للبيت خالية الوفاض، او باحسن الاحوال بوعود، وادامة نظامها وسلطتها. هذا بالاخص بعد ثورة اكتوبر في روسيا، فالبرجوازية العالمية مابعد اكتوبر هي امر اخر تختلف كثيرا عن سابقتها.نضجت كثيرا. اصبحت مجابهة الاحتجاج وبالذات الشيوعيين والتحرريين فن. ان منظمات المجتمع المدني هي طرح هذه الطبقة لامتصاص نضال المراة وهضمه وقنونته وتسييره في اطار -هاديء- و-لايعكر صفوها-! انها تدرك انه ثمة احتجاج عميق وسخط عميق مليوني. ولهذا، تقول للمراة: -كفي عن النضال... كفي عن الانخراط في منظمات نسوية نضالية، كفي عن الانضمام الى احزاب سياسية، ان سبيل تحسين ظروف المراة هو هذه المنظمات غير الحكومية، ورشات العمل، المناشدة -المؤدية- و-غير المتدخلة للمراة على صعيد اجتماعي واسع- للسلطة والسعي لـ-افهام- السلطة بحقوق المراة واقناعها بها. يجب تعريف السلطة بالغبن والاجحاف الواقع على المراة، كما لو ان السلطة لاتعرف (!!). انه مسعى للجم هذا البركان من السخط الكامن في افئدة ملايين النساء والتحررين وقولبته في اطار لايكدر حياة السلطة ولايزعجها، وبالتالي لايجبرها على اتخاذ خطوة جدية. وعبر منظمات المجتمع المدني، تسعى البرجوازية لاحالة قضية المراة الى عمل (مهنة)، ورشات، ووفود وسفر، ومنه رشوة الناشطات العماليات وافسادهن (بالمعنى النضالي وليس الاخلاقي) بمثل الاشياء التي ذكرتها وبالتالي توجيه ضربة جدية للنضال التحرري للمراة. وللاسف، بلع الكثير من التحرريون والشيوعيون والناشطات النسويات والنشطاء العماليون هذا الطعم. حتى ان اطلاق تسمية منظمات غير حكومية هي عملية مخادعة و لذر الرماد في العيون. من اين تاتي ملايين الدولارات التي تنفق سنويا على هذه المنظمات؟! ان لم يكن من الحكومة مباشرة، فانها من اطراف وايادي ذا صلة في المطاف الاخير بالحكومة والطبقة الحاكمة. ان هذا التعبير يهدف الى -طرد العين- مثلما يقولون باللهجة العراقية الدارجة، واقناع الاخرين بانها مستقلة!! انها سياسة، وسياسة ليست محلية، بل عالمية، وتقف ورائها مؤسسات النهب الامبريالي والراسمالي العالمي من مثل صندوق النقد الدولي وغيرها. انا اعرف ان نيات ودوافع طيبة تقف خلف توجه الكثيرين من الناشطات النسويات والناشطين العمال وسائر الناشطين من اجراء هذا الاصلاح او ذاك على حياة تلك الفئة او الطبقة هذه او تلك من المجتمع. ولكن اهداف الطبقة الحاكمة هو شيء اخر لايمت بصلة بهذه النيات والدوافع الطيبة.... هل هي قناة للضغط على الحكومة؟ اتمنى هذا. ولكن وطبق للاهداف التي وضعت لهذه المنظمات، فان الاليات العملية هي اليات تفتيت الضغط وتقليله الى حد قد يكون غير محسوس حتى! ليس ثمة ضغط بقدر تاسيس النساء والتحررين لمنظماتهم النضالية الحقيقية والواقعية... ولدي مقال تحدثت فيها بشكل مفصل بعض الشيء حول منظمات المجتمع المدني منشورة في الحوار المتمدن، كنت قد كتبته قبل سنتين، بوسعك ان تطلعي عليه اذا رغبتي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=238457
اكرر تحياتي وسررت بمداخلتك واتمنى لك الموفقية والنجاح....
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فارس محمود - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: لامناص من افق ماركس والشيوعية لارساء الحرية والمساواة!. / فارس محمود
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
ملامح أدب الأقليات في الدولة العثمانية: الأدب الأرمني في نمو
...
/ عطا درغام
-
قالت معتقلة سورية
/ شكري شيخاني
-
خير البرّ عاجله
/ زكي رضا
-
خير البرّ عاجله
/ زكي رضا
-
بابل مدينة الأسر
/ سعدي عواد السعدي
-
آن الأوان لعودة- ب ك ك- إلى ساحته
/ إبراهيم اليوسف
المزيد.....
-
السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات
...
-
لماذا تزداد أعراض الإكزيما فى الشتاء؟.. 5 نصائح للسيطرة عليه
...
-
علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
-
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
-
مصادر مثالية للبروتين النباتي
-
هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل
...
المزيد.....
|