|
عن ماذا يبحث اليسار في دفاتره القديمة - مازن عباس
- عن ماذا يبحث اليسار في دفاتره القديمة
|
العدد: 421877
|
مازن عباس
|
2012 / 10 / 9 - 14:40 التحكم: الكاتب-ة
|
لاشك أن مقالة المناضل المعروف مصطفي الجمال رصدت ابرز واهم نقاط الخلل في اداء اليسار المصري علي اختلاف تنظيماته.. منذ بداية القرن الماضي مرت مسيرة اليسار المصري بمنحنيات ومنعطفات، كانت تقوده في أغلب الأحوال إلي الأندحار، والأختفاء من الساحة السياسية المصرية بشكلة المؤسساتي.لقد تعامل الكثيرون مع الحركة الشيوعية المصرية في سياق مراحل تاريخية لأنها اليسار المصري ومنذ بداياته فشل في بناء حزب يمتلك جذور راسخة في ساحات العمل السياسي الحزبي المصري منذ عشرينيات القرن الماضي،خلافا لأحزاب أخري. فحزب الوفد بصرف النظر عن تقيم أداءه السياسي في المرحلةالراهنة،لكنه تمكن من الحفاظ علي جذوره،التي مكنته من العودة مجددا أواخر السبعينيات من القرن الماضي.بل أن هذه الجذور مكنته من البقاء في ساحة العمل السياسي مجترا من تاريخه دون أن يقدم رؤية سياسية متميزة.ومع ذلك بقي حزب الوفد متواجد في ساحة العمل السياسي ضمن نسبة تتراوح بين 2-7 في المائة من اصوات الناخبين. اما جماعة الأخوان المسلمين التي تاسست منذ 84 عام في ظروف العمل السري أو النصف علني احيانا، ورغم ظروف القمع والضربات الأمنية التي تعرضت لها الجماعة منذ قيام ثورة يوليو 1952،إلا ان تعداد عضويتها وصل إلي مئات الآف من الأعضاء العاملين، وشكلت العقول العلمية والأكاديمية أكثر من 55 بالمائة من أعضاء مكتب الأرشاد الذي يعتبر اعلي سلطة قيادية في الجماعة. وقد تعمدت الأشارة لهذين الحزبين،ليس فقط لأن الأول يعبر عن الليبرالية المصرية والثاني ممثل الأسلام السياسي فحسب، وانما لأن نشأتهما تزامنت من تاسيس أول حزب شيوعي مصري في بداية العشرينيات القرن الماضي. اللافت أن مسيرة هذين الحزبين رغم الصراعات الداخلية في كل منهما، لكنهما لم يتعرضا للأزمات الحادة التي عاشتها الحركة الشيوعية المصرية،بدءا من الأنقسامات وانتهاءا بالأنحلال والأختفاء من ساحة العمل السياسي المنظم او الحزبي. ولعل من اسباب الخلل في مسيرة اليسار المصري هو عدم الألتفات لتحديد هوية الحزب.. التي تعتبر الخطوة الأولي في بلورة كيان سياسي يتبني مبادئ الأشتراكية العلمية والدفاع عن مصالح الفقراء.. وبحسب تجربتي الشخصية كان تجربة الحزب الشوعي المصري في الثمانينيات لا تزيد عن حزب يخدم علي حزب التجمع،وينطلق من مصالح سياسية آنية تتمثل في التقرب من النظام... ورغم المسيرة النضاليةالتي خضها الحزبان خلال حكم السادات إلا ان الرصيد النضالي انتهي إلي الصفر بعد تحول حزب التجمع إلي احد عناص دائرة النخب السياسية التي شكلها نظام مبارك ، وكان لابد من ترويض الشيوعيين المصريين، وهو ما فعلته قيادات التجمع المتمركسة. واصبحت المعارضة التجمعية والياسارية جزءا من نظام مبارك علي مدار ثلاثين عاما. افتقدت خلالها إلي..هوية الحزب النضالية.واسقطت من سياساتها هدف استلام السلطة،الذي لم يكن في اولويات اليسار المصري منذ اربعينات القرن الماضي،لكنه اختفي تماما من اجندة السار المصري خلال الثلاثين عام الماضية . لكن الحراك المجتمعي والشعبي لا ينتظر اليسار لكي تقوم الثورات، وفي ظروف الثورة التقنية المعلوماتية التي يشهدها العالم منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي،امتلك الحراك السياسي والأجتماعي الجديد أدوات جديدة،ادت لتطوير كبير في قدرات القوي المنتجة المصرية. ما يعني بالضرورة أن مسيرة التطور المجتمعي في العالم بشكل عام وفي مصر بشكل خاص،لابد وان تقود المجتمع لأحداث تغييرات جذرية في اساليب الأدارة السياسية والأجتماعية وفي طرق الأنتاج. لم يعد ممكنا أن يدار المجتمع الأنساني باساليب اقتصادية واجتماعية متخلفة عن أدوات الأنتاج والحراك الأجتماعي.وان يكون الشباب هم القوي المحركة والضاربة لثورات الربيع العربي ليس مجرد مصادفة،وانما هو تعبير عن أن القوي المنتجة الأكثر تطورا في هذه المجتمعات، قررت خلع التركيبة السياسية والأجتماعية المتخلفة مقارنة بأدوات الثورة التقنية والمعلوماتية التي نهضت بمختلف مجالات التطور الأنساني خلال السنوات الأخيرة. وتفجرت ثورة 25 يناير وحملت محتوي أجتماعي طبقي يرتكز علي المفاهيم العلمية للعدالة الأجتماعية وأدراك لضرورة انجاز مهمات سياسية لاسقاط نظام مبارك،ما يعني اننا اصبحنا أمام حالة من تطور الوعي لدي الحراك الشعبي،دون أن يكون ذلك علي خلفية نشاط عامل ثوري محدد ومنظم وحزبي. وفرض الواقع الجديد الذي يحمل قدرا من العفوية علي اليسار المصري أن يفجر ثورته لتجاوز الخلل الذي دمر تواجد اليسار المصري وللدقة الحركة الشيوعية المصرية فى الشارع المصري على مدار الثمانينيات وحتي الأن والذى عرف بتوصيف (حالة الجفاف الجماهيري)لا يعود لرفض الشارع لأفكار اليسار،أو لما يقال عن الأنتماء الديني الأعمي،وانما لأن اليسار لم يكن فى أولويات برامجه حقوق الأنسان فى الحياة الكريمة.لقد اراد اليسار المصري أن يحقق استقلالا وطنيا..سياسيا واقتصاديا، وأن يبني انظمة ودول فى مواجهات ضد الأمبريالية والصهيونية،دون أن يلتفت للانسان وحقوقه،ودون ان يسعي لتولي مقاليد الحكم ولا يمكن ان تتحقق ثورة اليسار المصري وبناء حزب الأشتراكية العلمية عبر تجميع المحاربين القدامى فى صفوف اليسارفقط، بل يجب أن يتوجه أساسا إلى الأجيال الشابة التى تبحث عن الطريق المؤدى إلى المستقبل الأفضل توصلا إلى تجديد دم اليسار. لم يعد مقبولا ان تتركز جهود اليسار المصري في بناء حزب الأشتراكية العلمية علي الأجتماعات وحوارات الغرف المغلقة، لقد بات ضروريا الألتحام بحركة الشارع والنزول إلي القري والنجوع واتفق بشكل كامل مع ما طرحه مصطفي في هذا الصدد.. ان برامج الأحزاب اليسارية الجديدة تتبني رؤية ضبابية لاتتضمن منهجية لبناء حزب الأشتراكية العلمية،لا تتعامل بجدية مع هدف استلام السلطة، لذا نشعر بضعفها الجماهيرية .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار المصري .. بين الأجيال (منظور إنساني/ موضوعي). / مصطفى مجدي الجمال
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الزليج فرادة مغربية
/ ادريس الواغيش
-
العلا
/ خالد خليل
-
وحدة تيار المستقبل ، وفاء لدماء الشهداء واستجابة للتحديات ال
...
/ اكرم حسين
-
هذا المساء, شقائق حضرت .... كقصيدة
/ شيرزاد همزاني
-
ساعة القيامة تتحرك إلى أقرب نقطة من الدمار
/ عبد الاحد متي دنحا
-
أعداء السلام هم أعداء -افشاء السلام-
/ جواد بولس
المزيد.....
-
المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
-
واشنطن تطلب من المنظمات العاملة بتمويل من المنح الأمريكية في
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
المزيد.....
|