|
من أجل مزيد من المرونة واتساع الصدر والعمل الجبهوي - د. علي شوشان
- من أجل مزيد من المرونة واتساع الصدر والعمل الجبهوي
|
العدد: 421572
|
د. علي شوشان
|
2012 / 10 / 8 - 16:00 التحكم: الكاتب-ة
|
د.حازم الرفاعي اقتربت من مقالك بتحفظ ثم قرأته باهتمام لما سيأتي به. أشاركك الكثير من استنتاجاتك واحترم وضوحك وشجاعتك. لم يكن اليسار المصري أو الشيوعيين المصريين مهمشين طيلة تاريخهم الطويل في مصر إلا عندما تجاوزت أفكارهم وشعاراتهم حدود تنظيماتهم وتبنتها قطاعات سياسيه أوسع في المجتمع. فبكارة الأفكار الاشتراكية وغرابتها في أوائل هذا القرن صارت جزئا من ضمير المجتمع المصري وصار تجاوز المحرومين والمهمشين عملا سياسيا بالغ المخاطر والمخاطرة. صار البعد الاجتماعي ماردا قد يصمت ولكن الجميع يخشي غضبه وانقضاضه. أقول هذا لأوضح أن النجاح قد يؤدي لتهميش أصحابه إذا لم يكونوا بالمرونة الكافية لمواجهه ثراء الحياة وتغييرات المجتمع فمطالب الجماهير والمحرومين لن تنتهي بل ستتغير دوما ما دام تغير الحياة. فقوانين الجدل العظيمة تنطبق علي اليسار والقوي السياسية أيضا أليس كذلك. انتقدت في كتابك هذا زملائك وفريقك وربما ذاتك ولكنني اعتقد انك توقفت عده خطوات عن انتقاد فريق كان الأقرب منك أدى انشقاقه لتكوين حزبين جديدين يحملان راية الاشتراكية هما الحزب الاشتراكي والتحالف الشعبي. وأنا هنا لا أتحدث عن النقد كعمليه أخلاقيه ولكنني أري أن تفكيك اليسار المصري كان هدفا ممنهجا لآخرين وكانت إدارة المعركة مع اليسار تتم ولا تزال بالاستعانة بمراكز الأبحاث في الخارج مستفيدة بتجارب دول أخري وبالعمل والدعم المالي البترولي والدولي وغيره. كان الضغط يتم بأسلوب علمي متعدد الزوايا وكان منظما ودقيقا بأكثر مما تتصور. فرق تسد كان ولا يظل أسلوبا معتمدا في العمل السياسي بغض النظر عن طرفي الصراع أي صراع. أتحدث أيضا عن ضرورة النقد والوعي لان بناء الكيانات الكبيرة يتطلب سعة الأفق والاحتمال الأكبر والتجاوزات الكبيرة. ولتأخذ مثلا من حزب العمال البريطاني. تلك الكنيسة الكبيرة الني تحمل في جنباتها الفابيين والمسيحيين الاشتراكيين والماركسيين والنقابيين. هذا الحزب هو الأهم في الحركة الجماهيرية في بريطانيا لثرائه وتعدده ولتاريخه الطويل. ولك أيضا الحزب الاشتراكي الفرنسي وبل والشيوعي الايطالي والفرنسي. هناك بالطبع ما لم تتلمسه واهمة في رأي هو التيار المعادي للاشتراكية في ثوره يناير. فبالرغم من هبه الجماهير ومطالبها بالعيش والحرية إلا أن هناك من يبتغي بان ينتهي مسار هذه الثورة لثوره ليبراليه وفقط تنتهي بان تنتظر الجماهير تساقط الثمار من شجره الاستثمار. لا زلت اذكر لقاء لي مع إسماعيل صبري عبد الله قلت فيه ...( العدالة الاجتماعية هدف لنا) واحتج الرجل بوضوح وشده علي استخدامي لتعبير العدالة الاجتماعية. أوضح الرجل أن هناك فرق كبير بين النضال ضد الاستغلال والسعي للعدالة الاجتماعية. اعتقدت صديقي انك توقفت عن أهم استنتاجاتك وهو أن الحزبين الكبيرين (التجمع والشيوعي المصري) هما حاملي ارث الاشتراكية في مصر هما الأمل. لثوره يناير خط أصيل وواضح تتمثله بعض رموزها. هذا الخط هو خط معادي للاشتراكية. وفي معاداته لها يسعي بجد باستبدالها بتيارات تؤكد انتمائها للعدالة الاجتماعية ( كالحزب الديمقراطي الاجتماعي). هذا الأخير يسعي لان يرتدي رداء اليسار والاشتراكية ويقدم نفسه كحزب التجمع الجديد وهو ابعد ما يكون عن تراث الاشتراكية في مصر. هناك أيضا من يشجع أي اشتراكيه (غير معاديه للاستعمار والصهيونية). لا يهمهم في ذاك أن تكون حنجوريا زاعقا أو ليبراليا ملتحفا بشعارات العدالة. المهم إلا يكون لك تاريخ أصيل في هذا البلد وألا تحمل بعدا معاديا للاستعمار. إنني أدرك أن ما أقوله مثير للجدل ولكن هذا البعد الأصيل في معاداة الاستعمار هو ما أدى لقرار حل الحزب في الستينات. أنا اليوم اعتبر ناصر احد أهم انجازات الحركة الاشتراكية في مصر فحقيقة الأمر أن شعاراتك قد تنتصر ولكنك أنت قد تستبعد. ...لازلت أري أن الامتدادات التاريخية للتيار الذي وصفته هما حاملي التاريخ ولا أمل خارجهما تبقي وحده اليسار قضية نضالية كبري ودائمة. الوحدة هنا والحزب الاشتراكي الكبير اللائق بمصر وتاريخها عليه أن يستند لسبيكة الاشتراكية المصرية كما وصفها بهيج نصار. تلك التي تحتوي شهدي وزكي والرفاعي والقصير وفؤاد حداد وحسن فؤاد وفؤاد مرسي وأبو سيف يوسف وكمال عبد الحليم وجمال عبد الناصر وكمال رفعت ويوسف صديق وعبد السلام الزيات وخالد محي الدين واحمد شرف وإبراهيم بدراوي ومصطفي الجمال ..وغيرهم ممن ذهبوا وآخرون سيأتون.. الحلم الكبير الذي وصف يوما ...إن عالما بأكمله سوف يقف ضده ويصارعه...فمصر وانتصارها اكبر كثيرا مما نتخيل وأعدائها أكثر دأبا وإصرارا علي تحجيمها مما نتصور.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
مصطفى مجدي الجمال - مفكر وسياسي يساري مصري - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اليسار المصري .. بين الأجيال (منظور إنساني/ موضوعي). / مصطفى مجدي الجمال
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الزليج فرادة مغربية
/ ادريس الواغيش
-
العلا
/ خالد خليل
-
وحدة تيار المستقبل ، وفاء لدماء الشهداء واستجابة للتحديات ال
...
/ اكرم حسين
-
هذا المساء, شقائق حضرت .... كقصيدة
/ شيرزاد همزاني
-
ساعة القيامة تتحرك إلى أقرب نقطة من الدمار
/ عبد الاحد متي دنحا
-
أعداء السلام هم أعداء -افشاء السلام-
/ جواد بولس
المزيد.....
-
المغرب.. كشف تفاصيل ضبط خلية -الاشقاء-
-
واشنطن تطلب من المنظمات العاملة بتمويل من المنح الأمريكية في
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
المزيد.....
|