|
رد الى: نجيب توما - حسان عاكف
- رد الى: نجيب توما
|
العدد: 418492
|
حسان عاكف
|
2012 / 9 / 29 - 19:35 التحكم: الكاتب-ة
|
الاخ نجيب توما المحترم شكرا على كلماتك الرقيقة الدافئة وتمنياتك الصادقة بدءا بودي الاشارة الى ان ما طرحته من استفسارات حول جدوى و جود الاحزاب الشيوعية في الظرف الراهن ، وامكانية بناء الاشتراكية في ظل الظروف الدولية الجديدة ،و آليات هذا البناء ، ومدى انسجام ذلك مع الايمان بالديمقراطية و التعددية السياسية، يدخل ضمن التساؤلات الكبرى التي اثارها انهيار الاتحاد السوفيتي و المنظومة الاشتراكية السابقة، وعمليات التجديد التي عاشتها الكثير من الاحزاب الشيوعية و العمالية في العالم خلال العقدين الماضيين. هذه التساؤلات التي من الصعوبة بمكان ايجاد اجابات شافية و متكاملة بشانها في الوقت الحاضر. غير ان هذا لا يمنع من وجود امكانات واقعية لرسم ملامح و توجهات و رؤى عامة لمسار التطور التدريجي الاجتماعي-الاقتصادي و السياسي. لو اتفقنا على ان ما جاء في الفقرتين اللتين اشرت اليهما في مداخلتك يدور حول مرحلتين تاريخيتين متتاليتين من تطور المجتمع ، فسوف يزول التناقض الظاهري الذي تتحدث عنه. لكل مرحلة ظروفها السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحدد موازين القوى، والتي بدورها تحدد طبيعة المهام التي ينبغي على الحزب الاشتراكي او الشيوعي العمل على تحقيقها. واذا كانت المرحلة الحالية التي يمر بها العراق تتطلب من جميع القوى الديمقراطية والوطنية تبني المشروع الوطني الديمقراطي، من اجل تهيئة مستلزمات بناء الدولة المدنية الديمقراطية، وفي مقدمتها تحقيق الحد الممكن من المساواة والعدالة الاجتماعية، من خلال تقليص الفوارق المادية بين فئات المجتمع الى اقصى ما يمكن تحقيقه في الظروف الحالية ، فان على الحزب الشيوعي بكونه حزب الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر و القوى الحية في المجتمع ان يواصل نضاله الدؤوب، من أجل تطوير مكتسبات الشعب و مراكمتها لتوير مستلزمات البناء الاشتراكي في مراحل لاحقة، من خلال تطوير و تعميق الديمقراطية ببعديها السياسي و الاجتماعي، لتشمل جميع نواحي الحياة، واشراك الجماهير في ادارة شؤون البلاد في شتى المجالات. وكذلك من خلال التشريك المتزايد والمطرد للاقتصاد. أما بشأن عدم الحاجة الى الإنتظار حتى نضوج الظروف المؤاتية للا نتقال الى مرحلة البناء الاشتراكي فهي رغبة ذاتية، ومحاولة لحرق المراحل، أثبتت تجربة بناء الاشتراكية السابقة نتائجها السلبية. أما التساؤل عن معنى وجود حزب شيوعي في العراق ومدى الحاجة اليه الآن، فقد ورد ضمنا في نص تعقيبك، عندما أكدت على ان الحزب الشيوعي هو الذي يقوم ببناء الاشتراكية وليس الحزب البرجوازي، هذا عدا ان الحزب الشيوعي ضروري في ظروفنا الحالية باعتباره الحامل الاساسي للمشروع الوطني الديمقراطي الحقيقي، الذي ينسجم مع ظروف المرحلة الراهنة، ويحدد مستلزمات انجاز مهامها. ويبقى التساؤل المهم: هل هناك من يضمن بان الحزب الشيوعي الذي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة سيحتفظ بالسلطة بعد شروعه ببناء الاشتراكية؟ الضامن الوحيد هو الشعب، الجماهير الواسعة التي ستتحسس ما ستطمئنه المنجزات على طريق البناء الاشتراكي لها من مصالح وضمانات، هذه الجماهير ستكون مستعدة للنضالات السلمية الشرعية المتنوعة لحماية هذه المنجزات! .الاشتراكية كما ذكرنا تعني المزيد من الديمقراطية السياسية التي سوف تشمل مشاركة الشغيلة و القوى المنتجة في المجتمع في ادارة شؤون البلاد والمؤسسات الاقتصادية والإدارية والاجتماعية، والمزيد من المكتسبات المادية والاقتصادية. علينا الا ننسى اننا عندما نتحدث عن الاشتراكية، انما نتحدث عن مرحلة قادمة من التطور بعيدة نسبيا، مرحلة تتميز بظروف سياسية و اقتصادية و اجتماعية دولية جديدة، و بتوازنات دولية و وطنية ، و كذلك بتحالفات و اصطفافات اجتماعية ، ستكون مغايرة بهذه الدرجة او تلك لما نعيشه اليوم.
تحيات حارة لك من د.عدنان عاكف.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسان عاكف -عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي- في حوار مفتوح حول: قراءة في شعار المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي: -دولة مدنية ديمقراطية اتحادية.. عدالة اجتماعية-. / حسان عاكف
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لقمانيات (45)
/ محمود شاهين
-
المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال
...
/ بير رستم
-
ظاهرة هوكشتاين
/ لبيب سلطان
-
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال..
...
/ راسم عبيدات
-
سَرد قَلَم..
/ مكارم المختار
-
تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
/ سعد السعيدي
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
الجزائر تستعجل المجموعة الدولية لتنفيذ قرار اعتقال نتنياهو و
...
-
فتح تثمن قرار المحكمة الجنائية الدولية: خطوة نحو تصويب مسار
...
-
نتنياهو: قرار المحكمة الجنائية الدولية إفلاس أخلاقي.. ويوم أ
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
السلطة الفلسطينية تُرحب بإصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغا
...
المزيد.....
|