الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - المفهوم الفلسفي للمادة - جاسم الحلوائي

المفهوم الفلسفي للمادة - جاسم الحلوائي

- المفهوم الفلسفي للمادة

العدد: 414896

جاسم الحلوائي

2012 / 9 / 18 - 09:07
التحكم: الكاتب-ة

الشكر الجزيل للأستاذ جواد البشيتي على هذا البحث القيم الذي توفق إلى حد بعيد من تخليص التصور المادي للكون من شوائب المفاهيم الدينية والفلسفية المثالية والميتافيزيقية، ولاسيما الحديثة كالانفجار الكبير والبيضة الكونية. وأثار نقاشاً واسعاً وجاداً وشديد التباين ولكنه مفيد جداً وخاصة في الظروف الراهنة حيث تتعرض النظرة المادية الجدلية للكون للتشويه والنفي أكثر من أي وقت مضى.
ولكن لاحظت أن هناك نوع من الخلط بين المفهوم المادي الفيزيائي للمادة وبين مفهومها الفلسفي، وبعبارة أدق هناك عدم تمييز دقيق بين المفهومين أدى بالبشيتي إلى إنكار وجود تعريف علمي للمادة حيث يقول:-إنَّ -المادة-، وفي ما يصلح دليلاً على أنَّها -مُطْلَقَة-، غير قابلة لـ -التعريف- بالمعنى -العِلْمي- لـ -التعريف-؛ لكنَّ عدم قابليتها للتعريف لا يعني أنْ ليس للمادة سماتها وخواصها الجوهرية، أي السمات والخواص التي يجب أنْ تكون موجودة في كل مادة-.
لم يتطرق الأستاذ البشيتي إلى تلك السمات والخواص الجوهرية، لدخوله في طريق مسدود لا مخرج منه لانشداده بالمنطلق الفيزيائي لمفهوم المادة والذي هو غير قادر على توضيح هذه -المطلقة- الواردة في المقتبس المذكور تواً. واستغلت هذه الثغرة في بحثه من خصومه أو بالأحرى من مجادليه الفكريين.
التعريف المادي الديالكتيكي للمادة كمقولة فلسفية كما أفهمها وباختصار شديد جداً هو:
الواقع الموضوعي الذي يوجد مستقلاً عن الوعي ومنعكسا فيه. والكثير من الأدلة في بحث البشيتي تشرح وتدلل على ذلك وخاصة بحثه في العلاقة الديلكتيكية بين المادة والوعي.
وقد لفت نظري هو أن هناك سوء فهم مثير حصل للكاتب ولم يرد عليه، ربما لأنه يرى بأن رأيه واضح جدا لأي قارئ يتأمل ما يقرأه، فقد فُهم (بضم الفاء) بأنه من أنصار وجود البيضة الكونية التي سببت ما يسمى بالانفجار العظيم الذي نتج عنه الكون في حين أنه جاهد لنفي وجودها وقد أشار إلى أنه:
[ في -البدء-، أي -قَبْل- خَلْق الزمان، كانت -البيضة الكونية-..

ومِنْ هذه -المسلَّمة-، يبدأ وينطلق التصوُّر الكوزمولوجي الذي جاءت به نظرية -الانفجار الكبير-.
وهذه -المسلَّمة- هي -المجهول الأعظم-، الذي تخطته -النظرية-، وقفزت عنه، لتؤسِّس، من ثمَّ، لكل هذا -المعلوم-، ولكل هذا -اليقين (الديني الطابع)-؛ فأصحاب نظرية -الانفجار الكبير- يتحدَّثون، في دِقَّة وتفصيل، وكأنَّهم كانوا هناك، عن كل شيء، بدءاً من أصغر جزءٍ من الثانية الأولى (بعد -الانفجار).
أمَّا الأسئلة الكوزمولوجية والكونية الكبرى التي تُثيرها -فرضية (أو -مسلَّمة-) البيضة الكونية- فلا جواب عنها؛ فكل ما يعلمونه عِلْم اليقين هو أنَّها، أي -البيضة الكونية-، كانت موجودة -هناك-، -قبل- وقوع -الانفجار الكبير-.
من أين جاء هذا الكُلُّ من المادة والطاقة؟
من أين جاءت هذه -البيضة الكونية-.. أو كيف أصبحت موجودة هناك؟
ما الذي جعلها -تنفجر-.. أو ما الذي تسبَّب بـ -الانفجار الكبير-؟
كل هذه الأسئلة الكبرى، وغيرها، تبقى بلا جواب...الخ].
فهل هناك شك بأن البشيتي ينفي وجود مثل هذه البيضة. وفي الواقع أن كل بحثه ينفي ذلك.
مع تقديري

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي