أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي










رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي

- رد الى: عبدالغني زيدان
العدد: 413199
جواد البشيتي 2012 / 9 / 12 - 10:48
التحكم: الكاتب-ة

السيد عبد الغني زيدان
أشكرك على تعليقك الثاني؛ لأنَّه أتاح لي استكمال نشر ردِّي الأوَّل.
القرآن، وفي كثير من آياته، تَضَمَّن ما يمكن تسميته -كوزمولوجيا قرآنية-، فلنَقِفَ عليها، على أن نَنْبُذَ -التأويل العِلْمي المعاصر- الذي يبتنيه أصحابه من خلال إساءتهم إلى اللغة، والدين، والعِلْم، معاً.
-إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ-.
إنَّ أحداً من المسلمين لَمْ يُجادِل، من قَبْل، أي من قَبْل ظهور ما يسمَّى -التأويل العلمي- للقرآن، أو لبعضٍ من آياته، في -معنى- عبارة -سِتَّة أيَّام-. ولَمْ نَقِفَ على أيِّ جِدالٍ في هذا الأمر في عهد النبي على وجه الخصوص، فكلُّ من اعتنق الإسلام كان يَفْهَم -سِتَّة أيَّام- على أنَّها -أيَّامٌ أرضية (دنيوية)-. وقد جاء في -تفسير الجلالين-: إنَّ رَبّكُمْ اللَّه الذي خَلَقَ السَّمَاوَات والأرض في سِتَّة أَيَّام من أَيَّام الدُّنْيَا، أَيْ في قَدْرهَا؛ لأنَّه لَمْ يَكُنْ ثَمَّ شَمْس. ولو شَاءَ لَخَلَقَ السَّماوات والأرض في لَمْحَة. و-الأحد-، بحسب -تفسير الجلالين-، كان أوَّلها، أي أوَّل أيَّام الخَلْق السِتَّة، و-الجمعة- كان آخرها.
والله بَعْدَ ذلك، أي بَعْدَ انتهائه من خَلْق السَّماوات والأرض، -اسْتوى على العرش-؛ لكن أين كان الله قبل ذلك، أي قبل أن يشرع يَخْلِق السَّماوات والأرض؟ هذا السؤال ليس من الكُفْر في شيء، فقد سُئِلَ النبي (من مسلمين) السؤال نفسه؛ وقد أجاب عنه.
-وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ-.
في -تفسير الجلالين- جاء: كان عرش الله على الماء -قَبْلَ أن يَخْلِق السَّماوات والأرض (في سِتَّة أيَّام)-.
وجاء في -تفسير ابن كثير-: يُخْبِر الله عَنْ قُدْرَته عَلَى كُلِّ شَيْء، وَأَنَّهُ خَلَقَ السَّمَاوَات والأرض فِي سِتَّة أَيَّام، وَأَنَّ عَرْشه كَانَ عَلَى الْمَاء. وقد قال النبي: اِقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْل الْيَمَن. قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا، فَأَخْبِرْنَا عَنْ أَوَّل هَذَا الأمر كَيْف كَانَ؟ قَالَ النبي: كَانَ اللَّه قَبْل كل شَيْء، وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء، وَكَتَبَ في اللَّوْح الْمَحْفُوظ كل شَيْء. وقَالُوا للنبي: جِئْنَاك نَسْأَلك عَنْ أَوَّل هَذَا الأمر، فأجاب قائلاً: كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء قَبْله. وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء، وَكَتَبَ في الذِّكْر (اللوح المحفوظ) كل شَيْء، ثُمَّ خَلَقَ السَّمَاوَات والأرض. وسُئِلَ النبي: يَا رَسُول اللَّه، أَيْنَ كَانَ رَبّنَا قَبْل أَنْ يَخْلُق خَلْقه؟ فأجاب قائلاً: كَانَ فِي عَمَاءٍ (العَمَاء هو السَّحاب) مَا تَحْته هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ بَعْدَ ذلك (على الماء). وَقَالَ مُجَاهِد ووَهْب بْن مُنَبِّه وَضَمْرَة وَقَتَادَة وَابْن جَرِير: كان عَرْشه عَلَى الْمَاء قَبْل أَنْ يَخْلُق شَيْئًا.. قَبْل أَنْ يَخْلُق السَّمَاوَات والأرض، فَلَمَّا خَلَقَ السَّمَاوَات والأرض قَسَمَ ذَلِكَ الْمَاء قِسْمَيْنِ فَجَعَلَ نِصْفًا تَحْت الْعَرْش وَهُوَ الْبَحْر الْمَسْجُور (أي البحر الْمَمْلُوء). وَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق: هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَات والأرض فِي سِتَّة أَيَّام، وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء، فَكَانَ كَمَا وَصَفَ نَفْسه تَعَالَى، إِذْ لَيْسَ إلاَّ الْمَاء، وَعَلَيْهِ الْعَرْش، وَعَلَى الْعَرْش ذُو الجلال والإكرام وَالْعِزَّة وَالسُّلْطَان وَالْمُلْك وَالْقُدْرَة وَالْحِلْم وَالْعِلْم وَالرَّحْمَة وَالنِّعْمَة الْفَعَّال لِمَا يُرِيد. وسُئِلَ ابن عَبَّاس: عَلَى أَيِّ شَيْء كَانَ الْمَاء؟ قَالَ عَلَى مَتْن الرِّيح.
وفي -تفسير الطبري- جاء: قال وهب بن مُنَبِّه: إِنَّ الْعَرْش كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُق اللَّه السَّمَوَات والأرض, ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَة مِنْ صَفَاء الْمَاء, ثُمَّ فَتَحَ الْقَبْضَة فَارْتَفَعَ دُخَان, ثُمَّ قَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ..
وسؤالنا الآن إلى -المؤوِّلين العلميين للقرآن- هو الآتي: هل ما نُسِبَ إلى النبي من أقوال وإجابات، في -التفاسير الثلاثة-، قد جاء من مسلمين افتروا على النبي كذبا؟ إنَّه سؤالٌ ينبغي لهم إجابته قَبْل، ومن أجل، أن يصبح لـ -تأويلهم العلمي- مَنْطِقاً.
عرش الله، قَبْلَ الخَلْق، كان على -الماء-، فهل لهذا -الماء- من معنى غير الذي نَعْرِف؟! هل هذا الماء غير الماء الذي يتألَّف الجزيء منه من ذرَّتي هيدروجين وذرَّة أوكسجين ؟!
عندما سُئِلَ النبي -أَيْنَ كَانَ رَبّنَا قَبْل أَنْ يَخْلُق خَلْقه؟-، أجاب قائلاً: -كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا تَحْته هَوَاءٌ، وَمَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ بَعْدَ ذلك-.
إلى أن يقيموا الدليل (ولن يقيموا) على أنَّ هذه الإجابة قد نُسِبَت إلى النبي زورا وبهتانا، لا بدَّ لنا من أن نستمسك بهذا -التصوُّر الكوزمولوجي-، فالله، قَبْلَ الخَلْق، كان في عَمَاءٍ، أي في سَحاب. ومِنْ حَوْل هذا السَحاب كان -هواء-.. كان من فوقه، ومن تحته، -هواء-. ثمَّ قام الله بـ -خَلْق- عرشه.. وقد خَلَقَه على الماء، -وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ..-. وكان -اللوح المحفوظ- أيضاً.
إنَّ الله، وقَبْلَ أن يشرع يَخْلُق السَّماوات والأرض، أو قَبْل أَنْ يَخْلُق خَلْقه، كان في -عَمَاءٍ-، من فوقه ومن تحته، -هواء-؛ وكان -ماءٌ-، وكان -اللوح المحفوظ-؛ وقام الله من ثمَّ بخَلْق عرشه، فكان عرشه على الماء.
كان الله، ولَمْ يَكُن -العرش-؛ وكان، أيضاً، -العَمَاء-، و-الهواء-، و-الماء-، و-اللوح المحفوظ-؛ ثمَّ خَلَقَ الله عرشه، فكان عرشه على الماء، ثمَّ -بدأ الخَلْق-، أي خَلْق السَّماوات والأرض؛ وقد استغرق هذا الخَلْق -سِتَّة أيَّام- أرضية. وليس في القرآن، أو في تلك الأحاديث النبوية، ما يُشير إلى أنَّ الله قد خَلَقَ (قبل خَلْقِهِ السَّماوات والأرض وما بينهما) العَمَاء، والهواء، والماء، واللوح المحفوظ.
النبي قال: كَانَ اللَّه قَبْل كل شَيْء، وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء..
وقال: كَانَ اللَّه وَلَمْ يَكُنْ شَيْء قَبْله. وَكَانَ عَرْشه عَلَى الْمَاء..
أمَّا وهب بن مُنَبِّه فقال: إِنَّ الْعَرْش كَانَ قَبْل أَنْ يَخْلُق اللَّه السَّمَوَات والأرض, ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَة مِنْ صَفَاء الْمَاء, ثُمَّ فَتَحَ الْقَبْضَة فَارْتَفَعَ دُخَان, ثُمَّ قَضَاهُنَّ سَبْع سَمَوَات فِي يَوْمَيْنِ..
من هذا الماء، الذي كان -على متن الرِّيح-، والذي كان عليه عرش الله، ومن -الصافي النقي- منه، قبض الله قبضة، ثمَّ فتح القبضة فارتفع -دخان-، أي ظَهَرَ -بخار الماء-؛ ومن هذا -البخار-، أو -الدخان-، خَلَقَ الله، في يومين من أيَّام الخَلْق السِتَّة، سَبْع سماوات. وذاك -الصافي النقي- من الماء هو ما يُفَسِّر -صفاء وشفافية- السماء.
وهذا -البخار-، أو -الدخان-، يمكن ويجب فهمه على أنَّه -السماء الأولى، أو البدائية، أو الهُيُوليَّة- التي -سَبَّعها- الله، أي جَعَلها -سَبْع سماوات-.
إنَّ -الخَلْقَ من العَدَم- ليس بالخَلْق الذي يقول به القرآن، فالله كان، وكان عرشه على -الماء-، ولَمْ تَكُن السَّماوات والأرض (وكان أيضاً -العَمَاء-، و-الهواء-، و-الريح (التي على متنها كان الماء)-.
-أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ-.
-السَّماوات- و-الأرض- كَانَتَا -رَتْقًا-، أَيْ كانتا متَّصلتين، مُتلاصقتين، مُلْتَزقتين، مُتَرَاكِمتين، في ابتداء الأمر، أي قَبْل أن يشرع الله يَخْلُق السَّماوات والأرض وما بينهما. ثمَّ -فَتَقَ- الله هذه مِنْ تلك، فَجَعَلَ السَّمَاوات سَبْعًا والأرض سَبْعًا؛ وَفَصَلَ بَيْن السَّمَاء الدُّنْيَا والأرض بِالْهَوَاءِ، فَأَمْطَرَتْ السَّمَاء، وَأَنْبَتَتْ الأرض؛ وَلِهَذَا قَالَ -وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاء كُل شَيْء حَي أفلا يُؤْمِنُونَ-.
إذا كان -الخَلْقُ- هو -الفَتْق- فغنيٌ عن البيان أنَّ -الأرض-، وعلى هيئة ما، كانت قبل -الخَلْق-.. كانت -ملتصقة، ملتزقة، بالسماء (الهُيُوليَّة)-، فبدأ -الخَلْق-، من ثمَّ، بـ -فَصْل- كلتاهما عن الأخرى. كانت -الأرض- و-السماء- مُرْتتقتين؛ ثمَّ فَصَلَ الله بينهما إذ أصْدَر أمْر -الفَتْق-.
إنَّكَ لا تَخْلُقَ من العَدَم الهيدروجين والأوكسجين -المُرْتتقين (أي المتَّحِدين)- في الماء، أي في جزيء الماء، إذا ما قُمْتَ بـ -فتقهما (أي فصلهما)-. إنَّكَ تُغَيِّر فحسب حال وجودهما، فَهُما كانا (الهيدروجين والأوكسجين) متَّحِدين (اتِّحاداً كيميائياً) في جزيء الماء فَجَعَلْتُهُما (بالفتق الكيميائي) منفصلين.
وإنَّكَ لا تستطيع أن تَزْعُم أنَّكَ قد خَلَقْتَ الهيدروجين والأوكسجين من العَدَم إذ قُمْتَ بـ -فتقهما- فَتْقَاً كيميائياً.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - تفاسير عنصرية وإستعلائية لتخلف منطقتنا / رابح لونيسي
- أربع سنوات على اتفاق أبراهام - إسرائيل تحصد - والعرب - يجرون ... / علي ابوحبله
- الأيام دول والتاريخ شواهد فكل الطغاة رحلوا.. ولو دامت لهم لم ... / محمد حسين الموسوي
- تجربة 1973(عباس كيارستمي):اللقطة هي الحياة / بلال سمير الصدّر
- قصيدة الحال عجب - الشاعر مروان سالم / مروان سالم
- المرجعيات المركزية الإجتماعية ومفهوم التجريب / علي ماجد شبو


المزيد..... - عربات قطار بأمريكا تستبدل الركاب بالشعاب المرجانية والسلاحف ...
- مسؤولان أمريكيان لـCNN: فريق بايدن ليس لديه خطط وشيكة حول اق ...
- -ميتا- تحظر وسائل الإعلام الروسية الرسمية على منصاتها لمنع أ ...
- مذيعة CNN تبارز أول سعودية تشارك في فنون القتال المختلطة.. م ...
- التفاصيل الجديدة وأهم الشروط.. سن التقاعد للنساء في الجزائر ...
- أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - جواد البشيتي - كاتب ومُفكِّر ماركسي - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التَّصوُّر المادي للكون....والنَّظريات الكوزمولوجية الحديثة. / جواد البشيتي - أرشيف التعليقات - رد الى: عبدالغني زيدان - جواد البشيتي