|
استشراف لآفاق الربيع العربي - موسى غافل الشطري
- استشراف لآفاق الربيع العربي
|
العدد: 399203
|
موسى غافل الشطري
|
2012 / 8 / 3 - 20:39 التحكم: الكاتب-ة
|
استشراف لآفاق الربيع العربي الأستاذ خالد الحروب أرجو السماح لي لكي أدلي بدلوي ، و أطرح ما يدور في بالي من مقاربة لا بد أن ترتبط بظاهرة الربيع العربي . بل هي جزء لا ينفصل عنها، رغم التضبيب لكي لا يجري ربط الحلقات بعضها ببعض ، حتى تتكون لدينا السلسلة حسب المواصفات التي يجري التعتيم عليها . أعتقد أن الموضوع لا يمكن حصره بنموذج واحد من الهبات الجماهيرية التي حدثت في البلدان العربية ، وما جرت تسميته بالمصطلح الأمريكي ( الربيع العربي ) ـ هذا المصطلح أول ما استخدم في قراءة أميركية للهبات الشبابية العربية ـ و إنما هناك خصوصية لأية انتفاضة في بلد بعينه . و نحن لا نطعن الهبات الجماهيرية و نتقبلها باهتمام كبير و تعاطف يومي . و أعجاب بصناع المد الجماهيري من الناشطين المتفانين . لكن .. ربما يكون من السابق لأوانه أن نطلق تعريف ( ثورة ) إذا أخذنا بنظر الاعتبار : أن الثورة تؤدي إلى تغيير كامل في بنية المجتمع و مفاهيمه . أو يمكن أن نعتبرها مشروع ثورة ، ثم توأد بمشروع نسميه ثورة الردة . و عندما نتفق على أن لكل بلد من البلدان العربية التي شملتها هبات الربيع العربي خصوصية معينة ، عند ذاك يمكن أن نشرع بتفكيك الحدث الثوري و قراءة أبعاده ، و ما يكتنفه من ظروف أدت إلى حدوث الردة أو التعطيل في دوران عجلة الانتفاضة . و إذا اعتبرنا العراق هو البلد السبّاق في بداية الانتفاضة عام 1991 التي كادت أن تطيح بالسلطة الدكتاتورية آنذاك . ثم التدخل الأمريكي ألذي أجهز على مخازن العتاد و السلاح ، لكي لا تقع بيد المنتفضين . و شرع بتفجيرها لإتاحة الفرصة للنظام الصدامي للإجهاز على المنتفضين و تشتيتهم . و من ثم حدث الذي حدث من مآس لم يشهد لها التاريخ مثيلاً . و تاريخ النكبات للحركة السياسية في العراق هو تاريخ ذو شجون . فقد لاقت الحركة اليسارية عملية إبادة في فترات حكم البعث . و كانت لعملية الإبادة دوافع لها دلالاتها . ففي عام 1978 تمت تصفية الحزب الشيوعي تصفية تكاد أن تكون تامة . و فيما بعد ذلك ، أُتيح لحزب الدعوة أن ينشط ، حتى إذا ما تمكن أن يستحوذ على الساحة السياسية كمعارض جرى الإجهاز عليه و تمت تصفيته ، في السجون ، ومن ثم المقابر الجماعية . و أمكن مَنْ خدمته الظروف من بقاياهم أن يلجأ إلى إيران . و هناك واصل تنمية تنظيماته . ثم انفصل البعض ليكون المجلس الأعلى . تلا ذلك فسح المجال لكي ينشأ التيار الصدري . لتجميع الناقمين على السلطة و مراقبة تحركهم الذي نشأ علنياً و بعد ذلك تمت تصفية قيادته المتمثلة بالسيد محمد محمد صادق الصدر وولديه . هذا النمط من التعامل الرقابي لما يحدث من نشاط . ثم الاستحواذ على القدرات الجارية على الأرض و إلغائها . مثل هذا التعامل : أتيح للمعنيين أن يتم إلغاء التيار اليساري من ذاكرة الجماهير . كذلك ـ لولا احتضان إيران ـ لجرى التعامل مع الحركة الدينية المتمثلة بحزب الدعوة بنفس الطريقة التي ألمت بتنظيمات اليسار. إن نشوء الحركة الدينية و توغلها في عواطف الشيعة . كان على حساب هيمنة الحركة اليسارية ( الحزب الشيوعي العراقي حصراً ) التي غابت عن ذاكرة العراقيين لثلاثة أجيال بفعل مقصود . كان خلالها لا يعرف المواطن غير حزب البعث وحزب الدعوة و التيار الصدري .و قد حصرت مساحة التعرف على الحركة المعارضة بحركتين معروفتين لدى الجمهور العراقي . و من ثم كان لليسار أن يبدأ النشوء من جديد . و كأنه لم يخلق من قبل . و لا بد لنا أن نؤشر على أنه تم تكوين خلايا الفكر الوهابي ، في بحر التسعينيات ـ الانتباه لذلك رجاء ـ و كان لكل عنصر ينتمي إلى هذا الفكر يمنح ورقتين ( 200 ) دولار من قبل قوى خارجية، دون أن تحرك حكومة صدام ساكناً . و كان هذا المبلغ كبير جداً في ظرف ، كان الشعب العراقي يعاني من فقر لا نظير له في تاريخه الطويل . و طبعاً : هذا أمر له دلالته . إذ ما أن هيئ للولايات الأمريكية أن تشن هجومها ، و تأتي ( المعارضة ) المتكونة من الأحزاب الشيعية و السنية و القوميين على شاكلة الوفاق الوطني و جماعة المطلك و النجيفي و العشائريين . حتى أعدت الطبخة على نار هادئة . لتكوين الشراكة على أسس طائفية و عشائرية و قومية . أعدت هذه الطبخة العجيبة الغريبة ، و منح لها المال بالمليارات. و من ثم بدأت الحرب الطائفية و كأنها تختفي وراء الستار لتبدأ عملية العرض بالقتل و الذبح و التهجير تحت مسمع و بصر القوات الأمريكية . و لأول مرة بدأت تنظيمات القاعدة تتواجد على أرض العراق كقوة مؤثرة . كما لو أنها انبثقت من تحت الأرض على وزن عفريت عملاق . كانت الشركات المتواجدة و منها الأمريكية هي التي تستورد أفواجاً من القاعدة بلحى جاهزة في سيارات مبرقعة و حتى حوامات . و تلقي بهم في المنطقة السنية . استيراد و ليس منشأ عراقياً . و في ممر الأيام نشا لهؤلاء مكون من الممثلين في الجهاز الحكومي و البرلمان و الوزراء . و تحت سمع و بصر المحتلين . في نفس الوقت جرت سرقات الأموال العراقية على قدم و ساق ، و بالمليارات من الدولارات . إضافة للعقارات و المؤسسات التي كان يرتكز عليها الاقتصاد العراقي . عشر سنوات، و عملية الاستنزاف للأموال العراقية و لخيرات العراق . و الإمعان يوماً بعد يوم لتهديم هيبة السلطة التنفيذية و التشريعية و القضائية . بشكل لم يسبق له مثيل . نشأت البلوتوقراطية بخصوصية فريدة. و الأوليغارشية و مكونات دهاليزها و الكومبرادور و البرجوازية الطفيلية . و ممرات الالتفاف على أموال الشعب بشكل علني ، و دون خشية . بالطبع ماذا يرافق ذلك ؟ عملية نهب لأموال الشعب بلا ذرة إنصاف . الكل من المتسلطين في سعار النهب و السلب . الكل ينهشون .و هكذا سقط القناع عن الوجوه الغادرة . و لم يعد هناك حرمة للدين و العمائم . و تعددت سبل العداء للشعب من الدهاليز إلى اللحى و الثياب القصيرة . و تعددت سبل الكوارث و الموت واحد . أعطتنا ظروف ـ ما بعد الاحتلال ـ قراءات عديدة منها : 1 ـ نشوء التيار الوهابي و ترسيخ حاضنة له في مناطق بعينها مثل ديالى و الموصل و الأنبار و مناطق بغدادية، و هي قاعدة مفتعلة لا تلق
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خالد الحروب - كاتب وباحث أكاديمي / مدير مشروع الاعلام العربي في جامعة كامبريدج/أنجلترا - في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الربيع العربي: من رُهاب الواقع والاسلاميين إلى افق المستقبل. / خالد الحروب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الحركة الشعبية: وفاة البروفيسور خالد ياجي نقيب الأطباء السود
...
/ سعد محمد عبدالله
-
يحيى السماويّ وقصيدة (حين أضعْتُ الطريق الى بانكستاون)
/ عبد الستار نورعلي
-
الوسواس:بين الإكراه النفسي و التساؤل الفكري
/ فاطمة الزهراء بونسيف
-
قراءه في أهداف أبو مرزوق لطوفان حماس
/ سليم يونس الزريعي
-
خواطر : مقتل سلوان مموكا حارق القرآن !
/ نيسان سمو الهوزي
-
مترفون كلهم من حكم هذه الارض
/ صفاء علي حميد
المزيد.....
-
مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
-
السعودية.. لقطة بين رونالدو وجماهير نادي الرائد تشعل تفاعلاً
...
-
مصر.. تفاعل مع جملة قالها أشرف بن شرقي عند إعلان انضمامه للأ
...
-
شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
المزيد.....
|