أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر القرآن وفقا للتسلسل التاريخي ومصادره اليهودية والمسيحية مع ذكر الهدف من وراء هذا الاقتراح. / سامي الذيب - أرشيف التعليقات - رد الى: المصطفى الادريسي : الجذور ام الفروع؟ - سامي الذيب










رد الى: المصطفى الادريسي : الجذور ام الفروع؟ - سامي الذيب

- رد الى: المصطفى الادريسي : الجذور ام الفروع؟
العدد: 378283
سامي الذيب 2012 / 6 / 9 - 17:02
التحكم: الكاتب-ة

أخي المصطفى الادريسي

اشكرك على مداخلتك ودعوتك لي لدخول الاسلام، وانا اقيم جدا سعيك لخيري. وقد اجبتك لماذا لا اصبح مسلما وما زلت على رأيي. هذا هو مقالي: لماذا لا اصبح مسلما؟
http://blog.sami-aldeeb.com/2011/06/05/%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%A7%D8%B5%D8%A8%D8%AD-%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7-%D8%8C-%D9%88%D8%A3%D8%AF%D8%B9%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D9%8A%D9%86-%D8%A5%D9%84/

انت تريدتي ان اجتهد في الدين حتى يتلائم مع العصر. كأستاذ لأصول الشريعة الاسلامية اريد ان ابين لك ما هي الحلول التي يقترحها بعض المفكرين المسلمين الليبيراليين. وفي النهاية تجد ما اقترحه انا:

الشريعة الاسلامية تنقسم الى قسمين: هناك الاصول وهناك الفروع. الجذور تهتم بالإجابة على الأسئلة التالية: من هو المشرع؟ ما هي مصادر الشريعة؟ كيف تفسر الشريعة؟ ما هي مقاصدها؟ هل تتطبق في كل مكان وزمان؟ اما الفروع فإنها تهتم بالعبادات والمعاملات والعقوبات والعلاقات الدولية. ونقاط النزاع بين القانون الدولي والشريعة الاسلامية في مجال حقوق الانسان تتمثل في الفروع. ولكن لحل النزاع لا يكفي ان ننتقد مخالفات حقوق الانسان في العالم العربي والاسلامي، بل يجب ان نعرف أسباب هذه المخالفات. وهذه الأسباب تتعلق بالشريعة الإسلامية. فالدول العربية والاسلامية تتذرع بهذه الشريعة لرفض تطبيق حقوق الانسان كما تنص عليها المواثيق الدولية، معتبرة ان ما تسنه الشريعة له الأولوية على تلك المواثيق. وقد فطن المفكرون المسلمون لهذه المشكلة فقدموا اقتراحات لحلها، نعرضها هنا بصورة مختصرة:

- التفريق بين المكي والمدني في القرآن: هناك اتجاه يفرق بين القرآن المكي (الذي نزل في مكة قبل استلام النبي محمد الحكم) والقرآن المدني (الذي نزل في المدينة بعد استلام النبي محمد الحكم عام 622). فمن المعروف أن القرآن المدني هو الذي يحتوي على الآيات ذات الطابع القانوني التي تخلق مشاكل في مجال حقوق الإنسان في أيامنا عند المسلمين، بينما القرآن المكي فهو لا يتضمن قواعد قانونية بل يكتفي بوضع مبادئ عامة تؤكد على مبدأ المساواة بين الجميع دون تمييز جنسي أو ديني. ولذا فالقرآن المكي لا يتعارض مع حقوق الإنسان. ولهذا السبب يعتبر البعض أن القرآن المكي هو الذي يعبر عن روح الإسلام بخلاف القرآن المدني الذي تضمن تنازلات من قبل النبي محمد لأهل زمانه. وعليه فإن القرآن المكي ينسخ القرآن المدني . وقد قادت هذه النظرية الجريئة صاحبها وهو الأستاذ محمود محمد طه السوداني إلى حبل المشنقة عام 1985 بتحريض من الأزهر وتصفيق من عدد من الهيئات الدينية الإسلامية الأخرى.

- التفريق بين القرآن والحديث: هذا الاتجاه يقول بأن القرآن هو وحده كلام الله وله وحده الطاعة. أما الحديث، الذي كتب بعد أكثر من 200 سنة من وفاة النبي، فأكثره ملفق ومنسوب زورا له فلا طاعة له. ومن مؤيدي هذا الاتجاه نذكر المصري رشاد خليفة الذي اشتهر بنظريته حول الإعجاز العددي للقرآن، مرتكزاً على العدد 19 (الذي جاء في سورة المدثر الآية 30). ولكنه بعد ذلك اصدر كتيباً يرفض فيه الحديث النبوي الذي اعتبره من كلام البشر، لا بل من عمل الشيطان. وعلى اثر إعلانه عن هذا الموقف، سقطت شهرته وصدر ضده عدد من الفتاوى تعتبره مرتداً. وقد تم اغتياله على يد أحد المسلمين في عام 1990. وأتباع هذا التيار يسمون أنفسهم -القرآنيون- وقد يكون أهمهم الدكتور أحمد صبحي منصور الذي اعتقل مرارا في مصر واضطر للهروب إلى الولايات المتحدة. ومنهم أيضا جمال البنا الشقيق الأصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين.

- تأويل القرآن: هناك عدة محاولات لتأويل القرآن للتغلب على المشاكل الناتجة عن بعض آياته. وقد لجأت حركات نسائية مغاربية تضم نساء من تونس والجزائر والمغرب إلى هذا الأسلوب. فبدلا من التخلي عن نصوص القرآن المعارضة لحقوق الإنسان حاولت هذه الحركات تقديم تأويل تقدمي لهذه النصوص لإلغاء هذه المعارضة ولإسكات المتزمتين دينياً. وقد أصدرت مشروعاً للأحوال الشخصية يلغي كل أنواع التمييز ضد المرأة وغير المسلمين أطلقت عليه اسم (مائة إجراء ومقتضيات من اجل تقنين مغاربي بروح المساواة في مادة الأحوال الشخصية وقانون الأسرة). وهذا المشروع، انطلاقا من هذا التأويل التقدمي، يلغي تعدد الزوجات، ويلغي حق الرجل في تطليق امرأته بإرادته المنفردة، ويمنح المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، ولا ينص على مانع الردة للزواج، ويسمح بزواج المسلمة من رجل غير مسلم، ولا يحرم الغير مسلم من ميراث المسلم. وقد تم نشر هذا المشروع أيضا في لبنان بتحريض مني من قبل (منظمة حقوق الناس). ويعتبر هذا المشروع أهم عمل تقدمي عربي رغم أنه من المستحيل أن تأخذ به الدول العربية لأنه مخالف للشريعة الإسلامية في نظرها. وهنا نرى العائق الكبير الذي تمثله الشريعة الإسلامية في تطور حقوق الإنسان. وقد استفادت هذه المنظمات النسائية كثيرا من آراء المفكر التونسي الطاهر الحداد الذي توفي عام 1935 والذي كان له تأثير كبير على مجلة الأحوال الشخصية التونسية. إلا أن حركة النهضة الإسلامية في تونس ترفض توجهات هذا المفكر. وتجدر الإشارة الى أن الطاهر الحداد اضطهد بسبب مواقفه. فقد جرّد من شهائده العلمية ومنع من حق الزواج وممارسة أبسط حقوق المواطنة وطالب بعضهم بإخراجه من الملّة واخرج قسرا من قاعة الامتحانات ومنع من العمل بسبب كتابه -امرأتنا في الشريعة والمجتمع-.

- ربط القرآن والسنة بزمانهما وإتباع القوانين الأكثر ملائمة لمجتمعنا: ويعتمد هذا التيار على فكرة أن النبي محمد هو خاتم الأنبياء، وتفسر هذه الآية بمعنى أن الله لا يرى ضرورة لإرسال رسل جدد للبشرية بعد النبي محمد معتبرا بأن على البشرية تحديد مصيرها بنفسها. وهذا يمكن التعبير عنه بتحول الطفل من الرضاعة من ثدي أمه أو الزجاجة إلى الأكل بمفرده بعد أن كبر وتم فطامه. ومن أتباع هذا الرأي مع بعض الاختلافات المفكر المصري محمد احمد خلف الله، ووزير التربية التونسي السابق الأستاذ محمد شارفي الذي يعتبر مكملا لفكر الطاهر الحداد، والمفكر التونسي عبد المجيد شارفي.

- إلغاء مفهوم الوحي: إن كانت الاتجاهات السابقة الذكر تحاول التشديد على ضرورة احترام شرع الله أو محاولة التحايل عليه بالمراوغة أو التأويل، فإن هناك من رأى اختصار الطريق برفض فكرة الوحي والأنبياء جملة وتفصيلا لإعطاء الإنسان الحق في تقرير المصير بدلا من إخضاعه لإرادة خارجية غيبية. ونذكر في هذا المجال الطبيب والفيلسوف الكبير محمد بن زكريا الرازي (توفي قرابة عام 923) الذي يعتبر أحد اكبر الشخصيات في الحياة الفكرية الإسلامية على مر عصورها حسب قول الأستاذ عبد الرحمن بدوي. وقد كان الرازي قد كتب كتاباً عنونه (مخاريق الأنبياء) لم يبقى لنا منه إلا فقرات ضمن ردود أعدائه عليه. ويتبين من هذا أن الرازي يؤكد على أن العقل يكفي وحده لمعرفة الخير والشر فلا مدعاة لإرسال الأنبياء لقيادة البشر. فإرسال الأنبياء هذا تفضيل لا تبرير له لبعض القوم على بعض ومدعاة للشقاق بين الناس. فالعقل هو المرجع للإنسانية وليس الوحي. وعندما سئل: -ما تقول فيمن نظر في الفلسفة وهو معتقد لشرائع الأنبياء- أجاب: - كيف يكون ناظراً في الفلسفة وهو معتقد لهذه الخرافات مقيم على الاختلافات مصرٌ على الجهل والتقليد؟-. وفي عصرنا هناك موقف مشابه اتخذه الفيلسوف المصري زكي نجيب محمود الذي يطالب قبل أن يتاح لنا استنبات زرع جديد أن تقتلع من تربتنا الثقافية نظرة العربي بأن السماء قد أمرت وعلى الأرض أن تطيع، وأن الخالق قد خط وخطط وعلى المخلوق أن يقتنع بالقسمة والنصيب، وأن المنقول إذا ما تناقض مع المعقول ضحينا بالمعقول ليسلم المنقول .

- وهناك المفكر والكاتب المصري حسين فوزي الذي التقيت به في 8 سبتمبر 1977 وسألته كيف يمكن التعامل مع الحركات الإسلامية التي تطالب بتطبيق شرع الله الذي جاء في الكتب السماوية علي يد الأنبياء. وكان رده أن الله قد خلق البشرية في ستة أيام ثم ذهب ليستريح في اليوم السابع كما جاء في التوراة. وبما انه رأى قبل استراحته أن كل ما عمله حسن حسب قول التوراة، فلم يكن هناك داع لرجوعه للعمل في اليوم الثامن. وعليه لم يكن له مجال لإرسال الأنبياء. فالأنبياء لم يحصلوا على أي تفويض من الله بل كل منهم جاء بناء علي تفويض ذاتي لا دخل لله فيه، وما ادعاؤهم بان الله أرسلهم للبشرية إلا حيلة للسيطرة على الغير وإسكات معارضيهم .

ونشير هنا إلى أن التيار الديني يري في هذه المواقف العلمانية خروجا عن الدين وردة تستحق القتل. فالقرضاوي على سبيل المثال يقول: -إن العلماني الذي يرفض ـ مبدأ ـ تحكيم الشريعة من الأساس ليس له من الإسلام إلا اسـمه، وهو مرتد عن الإسلام بيقين، ويجب أن يستتاب، وتزاح عنه الشبهة وتقام عليه الحجة، وإلا حكم القضاء عليه بالردة، وجرد من انتماءه إلى الإسلام، و سحبت منه الجنسية الإسلامية، وفرق بينه وبين زوجه وولده، وجرت عليه أحكام المرتدين المارقين في الحياة وبعد الوفاة-.

والآن ما هو اقتراحي؟

انا اتفق تماما مع الفكر الذي يرى ضرورة الغاء فكرة الوحي أو اعادة تعريفه بأنه ليس كلام الله للبشر بل كلام البشر عن الله. وانا اعتبر ان اساس المشكلة هو الاعتقاد الاسطوري بأن القرآن منزل ويعبر عن ارادة الله. ودون الغاء هذه الاسطورة الصبيانية لا يمكن بأي حال من الاحوال تغيير الوضع في العالم العربي والاشلامي.. فلا يكفي رش بعض المبيدات، بل يجب معالجة الجذور. وهذا هو اساس فكرة طبعتي للقرآن موضوع هذا الحوار.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر القرآن وفقا للتسلسل التاريخي ومصادره اليهودية والمسيحية مع ذكر الهدف من وراء هذا الاقتراح. / سامي الذيب




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - نقد النزعة المركزية الأوربية في العلوم الإنسانية والاجتماعية / أحمد رباص
- حديث البيدق- طوفان الاقصى حتى لا ننسى (37) / نورالدين علاك الاسفي
- أين ذهب ذلك -الزمن الجميل-، ومن أين أتى؟ جوليان بارنز، باريس ... / حكمت الحاج
- قراءة للآية 176 من سورة النساء .. مع أضاءة للفتاوى / يوسف يوسف
- وجهة نظر محايدة / شكري شيخاني
- ارهاصات الحاخام سالم الطويل / كاظم فنجان الحمامي


المزيد..... - مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة يبعث رسائل لمسؤولين أمميين حو ...
- اقتحام رام الله والبيرة واعتقال 3 فلسطينيين بالخليل وبيت أمر ...
- عودة النازحين.. جدل سياسي واتهامات متبادلة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- وزيرة التجارة الأمريكية: غزو الصين لتايوان سيؤدي إلى كارثة ا ...
- -أعلى رقم وصلنا إليه-.. وزيرة تركية تكشف عن حجم التجارة مع ا ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سامي الذيب - مفكر وباحث أكاديمي - في حوار مفتوح حول: نشر القرآن وفقا للتسلسل التاريخي ومصادره اليهودية والمسيحية مع ذكر الهدف من وراء هذا الاقتراح. / سامي الذيب - أرشيف التعليقات - رد الى: المصطفى الادريسي : الجذور ام الفروع؟ - سامي الذيب