أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حميد زناز - باحث و مفكر جزائري مستقل - في حوار مفتوح حول : أسلاموفوبيا أم رد فعل طبيعي ضد أسلمة الغرب؟ / حميد زناز - أرشيف التعليقات - رد الى: أحمد النجار - حميد زناز










رد الى: أحمد النجار - حميد زناز

- رد الى: أحمد النجار
العدد: 368610
حميد زناز 2012 / 5 / 17 - 00:11
التحكم: الكاتب-ة


تكتب يا سيد أحمد :قولوا لنا بالله عليكم وانصفونا كم تاخرت العوالم الاخرى عن الاسلام في المبادرة الى مكافحة الرق.. ومتى وضُعت (وثيقة حقوق الانسان)..

على ذكر الرق ها أنت تذكرني بمقال كتبته منذ مدة يمكن ان يكون ردا أو تعليقا على ما تقول :

الجدران اللامرئية: العنصرية ضدّ السّود: هل يتغذّى -الرقّ في أرض الإسلام’’، من الإسلام؟

عتبرت العبودية دائما تابو التابوهات، فحتى المستشرقون الغربيّون تجنّبوا الخوض في الحديث عنها في العالم الإسلامي، موضوع دراساتهم الأصليّ! فلا لويس ماسينيون ولا جاك بيرك اعتبرا الرقّ مسألة تستحق الاهتمام الكبير، بل فضلا التحليق في مسائل الفكر الإسلامي المجردة، بدل النزول إلى واقع المجتمعات الإسلامية، التي تعيش فضيحة العنصرية إلى اليوم إذ يرزح تحت العبودية في أرض الإسلام حوالي 3 ملايين من البشر أغلبهم من الملوّنين.
لكن، ورغم التستر والتعتيم عليها في بلاد الإسلام وفي نصوصه من لدن المسلمين وأصدقائهم، فهي غير خافية على الناس العاديين ناهيك عن المهتمين بالعالم العربي الإسلامي غير المداهنين، فقد سبق أن تطرّق إلى الموضوع كثير من الباحثين كجاك هيرس(النخاسون في أرض الإسلام) وأوليفية بيتري غرونويو(المتاجرة بالعبيد) وروبيردافيس(عبيد مسيحيون وأسياد مسلمون، الرقيق الأبيض في البحر الأبيض المتوسط 1500-1800)…
لكنّ الجديد في الأمر هو أن ينبري للموضوع باحثون من العالم الإسلامي ذاته، فبالإضافة إلى كتاب مالك شبل -الرقّ في أرض الإسلام-، كتب المغربيّ محمد الناجي عن العبيد، السلطة والدين في العالم العربي (1)، فالعبودية حسب رأيه ليست إرثا قديما فحسب، بل هي متغلغلة في كيان الدولة الإسلامية، ومهيمنة على ذهنيتها. يبقى تاريخ العالم العربي، كما يقول الناجي، سجينا للخطاب الديني وتصوراته، لذلك فلا تتمثّل السلطة خارج العلاقة بين السيد والعبد. أمّا تيديان نداي، فقد تحدّث عن الإبادة المستورة(2)، فإن كان للعبيد أحفاد اليوم في أمريكا وفي البرازيل وغيرهما، فإنهم لم يتركوا ذرية، إن كانوا سودا أو غلمانا في بلدان الإسلام، إلاّ في حالات نادرة، يقول السينغالي، معتبرا جلب الأفارقة إلى أرض الإسلام كإبادة، لأنّ الترحيل لم ينحصر في حرمانهم من الحرية والأعمال الشاقة فحسب، وإنما كان أيضا ـ وعلى نطاق واسع ـ عملية مبرمجة يمكن أن ننظر إليها على أنّها -إطفاء إثني عن طريق الإخصاء -. وربما هذا ما يفسّر قلّة السود في مجتمعات الخليج وفي مصر وغيرها، مقارنة بالأعداد الضخمة التي جاء بها المسلمون من إفريقيا.
دعا الأنتروبولوجي مالك شبل إلى اجتثاث ثقافة الرقّ من المجتمعات العربية والإسلامية التي مازال فيها حيّا يرزق في رأيه. جاء كتابه (3) صرخة مدوّية، وسط التستّر المفضوح، حول الممارسات العنصرية في البلدان الإسلامية. وقد بدا مالك في هذا النصّ على غير عادته، إذ لم يكن نصّه مجرّد بحث علميّ بارد، بل كان نصّا لهوبا، أطلق فيه العنان لانطباعاته الغاضبة، وتأفّفه من ثقافة الرقّ في البلدان الإسلامية. فهل اكتشف صاحب إسلامات الأنوار السابقة إسلاما آخر كان مغيّبا هو إسلام الرقّ والعبودية؟ أم أنّ عمله يدخل في مجال البحوث الاستباقية، بعدما كثر الجدل والدراسات والكتب المتناولة للموضوع في فرنسا، وظهور أصوات إفريقية زنجية تنادي بمحاسبة النخاسة الإسلامية، مثلما تحاسب أختها المسيحية؟ فهل يضطرّ الأزهر يوما للاعتذار؟ وهل يجبر الإصلاحويون على مراجعة أوراقهم المحسنة؟ وهل يعترف المسلمون بأنّ الأجداد قد استعبدوا الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا؟
إن اعترض المسلمون على كتابات الغربيين في الموضوع، واعتبروها مغرضة وحاقدة على الإسلام والمسلمين، فما هي الحجج التي يرفعونها في وجه باحثين من دمهم ولحمهم؟ فكيف يكون النقد الموجّه لباحث مسلم، كمالك شبل حاول جاهدا في كلّ ما كتب أن يتجنّب، بكلّ ما أوتي من حداثة ولغة فرنسية، المسائل التي يمكن أن تثير حفيظتهم، فلم يتعرّض قطّ لما جاء في القرآن بالنقد، بل انتقد دائما تأويلات المسلمين؟ ربّما ذلك ما يعطي للكتب قيمة مضافة؛ فلا يستطيع أهل -الإسلام صالح لكلّ زمان- اتّهام أصحابها بالتحامل على الإسلام والمسلمين، إذ تضعهم تلك المؤلّفات وجا لوجه أمام واقعهم ونصوصهم الدينية.
نزل مالك شبل، هذه المرّة، من أعالي القراءات التأويلية ليستقصي الحقيقة الميدانية. وهكذا التقى بضحايا الممارسة المشينة للرقّ في جمهورية موريتانيا الإسلامية، والمملكة المغربية الهاشمية الإسلامية، ومصر الشريعة، وفي المملكة العربية السعودية راعي الإسلام الحصريّ، ودول الخليج .. وذهب إلى القول إنّ استعباد الآخرين أصبح أمرا مهضوما، عاديا بحيث لا يشعر مرتكبوه أنّهم جناة لأنّ ثقافة الاستعباد متغلغلة منذ قرون في مجتمعاتهم.
ويشرح مالك؛ لم يذهب الغربيون إلى إفريقيا من أجل جلب خادمات، لرفع مكانة العائلة اجتماعيا كما فعل المسلمون، بل من أجل جلب اليد العاملة، لذلك يعيش العبد في الشرق وسط عائلة أو مملكة، وبهذا تكون العبودية أكثر قبولا وهضما وبالتالي صعب طردها، فهي قائمة منذ 15 قرنا. وربّما هذا هو السبب الأساسيّ الذي يعطّل عملية القضاء على الظاهرة. فلئن بدأت عملية القضاء عليها سنة 1864 مع تونس، فإنّها لم تصل إلى نهايتها النظرية سوى سنة 1981 مع موريتانيا، التي أصدرت قانونا أكثر صرامة سنة 2007 لتحرير آلاف ’الموريتانيين’ الواقعين حتى اليوم في هذا الفخ اللعين(أنظر موقع منظمة نجدة العبيد).
تحدّث القرآن عن الرقّ في آيات كثيرة، يقول مالك، ولكن كانت حسبه في صالح ’العبد’ في معظمها، وإن كانت بعضها مشتبهات. بل يذهب إلى القول بتناقض العبودية مع أسس الدين الإسلامي، وأنّ هذا الدين ضحيّة لثقافة الرقّ! فالإسلام يشجّع على تحرير العبد، خاصّة إذا كان مسلما، ولكنّه لا يمنع الرقّ بشكل صريح. لأنّ الإنسان محترم في الإسلام بإسلاميته أكثر ممّا هو محترم بآدميته، يقول لنا مالك(4). وربّما يقدّم هنا تعريفا يكاد يكون جامعا مانعا للإسلام ينسف به كلّ ما قال عن هذا الدين في كتبه التجميلية السابقة.
هل تلزم الشريعة تطبيق الحدّ على مسلمٍ قتل عبدا؟ هل يتساوى الناس حتى وإن كانوا مسلمين؟ هل تساوى في الماضي الغلمان والفقهاء، الجواري وأمّهات الخلفاء، والأمراء والولاة، وهل يتساوى اليوم الوافد وابن البلد والـ ’بدون’؟
-للأسف الشديد استبدّ بنا شيء من الغرور بل ومن العنصرية، وبدأنا نتصوّر أننا أفضل من أولائك الذين أتونا كي يشاركونا عبء التنمية-، يقول وزير العمل السعودي د.غازي القصيبي، ويضيف -أنّ الله سبحانه وتعالى سخّر الناس بعضهم لبعض، فقد يسخّر الآن أفرادا من أمّة تخدم أفراد أمّة أخرى وربّما تنقلب الآية في المستقبل-. ( صحيفة الوطن السعودية27 يناير 2009م)
إذا كان الأوروبيون قد قاموا باسترقاق السود الأفارقة وقطعوا بهم المحيط الأطلسي من القرن الــ17 حتى القرن الــ19 ، فالمسلمون أيضا مارسوا النخاسة، اختطفوا واشتروا البشر من إفريقيا وغيرها مدّة 13 قرنا كاملة، إذ يرى بعض المؤرّخين أنّ مدنا كثيرة، من بينها القاهرة، قد أسّست بعض ثروتها من تلك التجارة اللاأخلاقية، إذ لم تكن العبودية أبّهة لدى المسلمين، بل مورد رزق ويد عاملة، ألم يكن استغلالها ركيزة من ركائز الاقتصاد العباسي؟ من لم يقرأ في المدرسة -دخلوها كأنهم قطع الليل ..إذا راح مدلهم الظلام -، قصيدة ابن الرومي العنصرية في هجاء ثورة الزنج؟
على عكس ما يرى مالك شبل وآخرون، لم يكن المسلمون أرحم من غيرهم في معاملة ’العبيد الأنجاس المناكيد’، فلم يشتروا عبدا إلا والعصى معه ليخضعوه لعبودية اقتصادية وجسدية وبسيكولوجية وجنسية، فهل سخّر لهم الله العبيد ليخدموهم قديما، والوافدين ليخدموهم اليوم؟
إنه لمن السذاجة أن نطرح القضية خارج إعادة نظر عميقة لمكان الدين في المجتمع العربي، فهل يمكن الوصول إلى شيء إيجابي دون المرور الحتمي بإحداث قطيعة أساسية مع كلّ ما يبرر الاستعباد مقدّسا كان أو عرفيا؟ أم ننتظر تحرك المنظمات الحقوقية الغربية المدافعة عن حقوق البشر وساعتها نصفها بالتآمر علينا وبالتدخل في خصوصيتنا؟
الهوامش:
1- Le Sujet et le Mamelouk, esclavage, pouvoir et religion dans le monde arabe, de Mohamed Ennaji, Mille et Une nuits

2- Le Génocide voilé, de Tidiane N’Diaye, Gallimard

3- L’Esclavage en terre d’islam, de Malek Chebel, Fayard
4- Valeurs actuelles 10/07/2008


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حميد زناز - باحث و مفكر جزائري مستقل - في حوار مفتوح حول : أسلاموفوبيا أم رد فعل طبيعي ضد أسلمة الغرب؟ / حميد زناز




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - مقامة السلح . / صباح حزمي الزهيري
- الّستّ انت من يوقظ الحلم / قصي حزام عيال
- التناص بين الجمال والقبح- قراءة سيميائية في بناء الروح البشر ... / كريم عبدالله
- قالت / مصطفى التركي
- سنين مبارك من الالم / وفاء العبد
- _____________ أثلَجَتكَ ناري / سلوى فرح


المزيد..... - منظمة الصحة العالمية: 59% من المؤسسات الطبية في غزة دُمرت
- نجيب ساويرس يثير تفاعلا بسؤال حول كيفية بناء قاعدة مشجعين لن ...
- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- كم سعره اليوم؟.. أسعار عيارات الذهب اليوم في العراق السبت 23 ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حميد زناز - باحث و مفكر جزائري مستقل - في حوار مفتوح حول : أسلاموفوبيا أم رد فعل طبيعي ضد أسلمة الغرب؟ / حميد زناز - أرشيف التعليقات - رد الى: أحمد النجار - حميد زناز