|
رد الى: عارف معروف - عصام الخفاجي
- رد الى: عارف معروف
|
العدد: 363397
|
عصام الخفاجي
|
2012 / 5 / 2 - 09:47 التحكم: الكاتب-ة
|
أبدأ بطرح ملاحظات سريعة: 1. مثلما بينت لأخوة وأخوات آخرين، نشرت، وسأنشر كل التعليقات التي تردني بما فيها التعليقات العدوانية التي -تهدد- بأن المعلق سيلجأ إلى نشر أفكاره في موضع آخر إن لم أنشرها ضمن المساحة لحواراتي. وعليه لا أجد محاربة طواحين الهواء مفيدة لحوار أظل أعتبره متمدنا. 2. يقع كل من يحاول التجاوب مع كم التعليقات التي تشرفت بتسلمها بأخطاء إملائية ناجمة عن سرعة الكتابة. لكنني أظل شاكرا لكل من ينبهني إليها أيا تكن دوافعه. وثمة أخطاء أخرى، لعل عين المراقب الموضوعي لاتخطؤها، هي أن الكاتب غير المصاب بالنرجسية لايتذكر عناوين مقالاته حرفيا، بل مضمونها فيحيل مخطئا إلى مقال -لو انتصر الدكتاتور- وهو يقصد مقال -لو انتصر الجلاد-. 3. وأشكر كل محاور يعتقد في نفسه القدرة على منح أو حجب صفات الوطنية عن الآخرين، فهذا يدلل على قربه من كائنات سماوية مثل رضوان الذي يقرر من يدخل الجنة ومن يذهب إلى جهنم. فيما يتعلق بشخصي المتواضع، يكفيني شرفا إن شاعرا بقامة سعدي يوسف كتب مقالا بعنوان -تحية إلى عصام الخفاجي- يمتدح فيه موقفي من الأمريكان.
موقفي من الغرب: 1. البكتريا جسم حي يمكن أن يكون قاتلا. لعلي لم أفصّل في هذا القول، فتوصل المحاور إلى أنني اعتبرتها جسما مفيدا. أما ما -أريده- فهو ينتمي إلى عالم البحث عن النوايا التي يمكن لأي كان أن يتهم بها أيا كان بأي تهمة يريد إلصاقها به. من ناحيتي، وللآخرين أن يتفقوا أو يختلفوا معي، أحاول النظر إلى الوقائع وأناقشها من دون اللجوء إلى شعارات -لمصلحة من- التي خنقت حرية البحث والتعبير في منطقتنا. 2. أشير بتواضع إلى مساهمات أكاديمية لي منذ أوائل الثمانينات عن سياسات صندوق النقد الدولي وتأثيراتها المدمرة لاعلى التطور الإقتصادي في بلدان العالم الثالث فحسب، بل على الطبقات الإجتماعية الفقيرة فيها كذلك. وأزعم إنني لم أكتف بالإدانة، بل حاولت (مع زملاء تقدميين آخرين) طرح بدائل لمواجهتها. 2. المثال التاريخي الذي استخدمته عن فرض سياسة الباب المفتوح هو عن الإمبراطورية البريطانية في القرن التاسع عشر لا عن أمريكا. ففي ذلك المثال كنت أشير إلى أن البوارج الحربية البريطانية كانت تحيط باليابان فارضة عليها فتح أسواقها. وأرجو ألا أبدو مستعرضا لمعلوماتي حين اشير إلى أن هذا التهديد والعدوان هما من حفّز، كما تحفّز البكتيريا، اليابان على إسقاط نظام الطوغوكاوا الإقطاعي وصعود نظام الميجي الراسمالي عام 1870. 3. يستشهد المحاور نفسه بمقالي -لو انتصر الجلاد- (الذي أقتطف عنوانه بدقة بفضل تصحيحه) إلى الإدانة الشديدة التي وجهتها إلى أمريكا، مبينا، بقدر ما يسمح به مقال صحفي، المصالح التي دفعتها إلى المساهمة في القمع الوحشي لثورة 1991 في العراق. أتمنى أن يكون ذلك، وكتابات أخرى لي، كافيا لتبيّن إن كنت أدافع عن الغرب. 3. في الوقت الذي أدرك فيه أن ثمة مصالح مشتركة قوية توحد عالم رأس المال، إلا أنني تعلّمت من كارل ماركس (وأتمنى أن أكون تلميذا نجيبا له) أن أميّز بين التحليل النظري التجريدي الذي يركز على حركة رأس المال، وبين التحليل الملموس للصراعات الداخلية بين مكوناته والفئات المختلفة التي تنتمي إليه. فتحليله للصراع الطبقي في فرنسا ينتمي إلى مستوى غير مستوى -رأس المال-. 4. وعليه، وبما أننا لانناقش هنا آليات عمل رأس المال عموما، فلابد (في رأيي) أن نرفض اختزال الواقع المعقد إلى غرب وشرق (مثلما يفعل المستشرقون الذين يضعوننا في سلة واحدة). فموقف فرنسا من صدام حسين غير موقف أمريكا منه بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وموقف السويد من حرب فيتنام كان غير موقف أمريكا، وموقف الأخيرة من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 كان غير الموقف البريطاني- الفرنسي- الإسرائيلي، وموقف أمريكا -الملطّف- من نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كان غير الموقف الأوربي. واستباقا لمن سيرى في هذا الرأي -دفاعا عن الغرب- أقول بأن دوافع ذلك كمنت في تباين المصالح لا في النوايا الطيبة أو الشريرة لهذا الطرف أو ذاك. 5. في مواجهة هذا الواقع المتمثّل بسيطرة رأس المال على العالم المعاصر، ولعلي لم أبرز هذه النقطة بما فيه الكفاية، أعتقد أن أمام القوى الثورية أحد أمرين: إما الإستسلام، أو الإستفادة من الصراعات الدائرة في داخل عالم رأس المال لتعديل موازين القوى، وإن جزئيا، لصالحها.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
إسرائيل ترفع القناع عن وجهها القبيح وعزلة دولية في انتظارها
/ سنية الحسيني
-
تصاعد الصراع الداخلي في الكيان يعد انتصار.
/ ابراهيم القعير
-
سعاد وسعيد
/ نعمت شريف
-
سعادة مُعاقة - قصة قصيرة
/ عبد الرضا المادح
-
سولفلي, شكو ماكو اليوم؟
/ ظافر شانو
-
حين يجلس وزير العدل في وجه وزير العدل: كوميديا تارودانت القض
...
/ بن سالم الوكيلي
المزيد.....
-
مسؤول إسرائيلي: نتنياهو يستدعى وفد التفاوض من قطر
-
الحكم بإعدام أحد رجال حقبة صدام لارتكابه جرائم قتل طالت 198
...
-
الإمارات تدين مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واش
...
-
دور الرواية الفلسطينية كسلاح في مواجهة الإحتلال
-
أشعة الشمس لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء
-
السودان: ما أبرز التحديات أمام الحكومة المرتقبة؟
المزيد.....
|