أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: عارف معروف - عصام الخفاجي










رد الى: عارف معروف - عصام الخفاجي

- رد الى: عارف معروف
العدد: 362309
عصام الخفاجي 2012 / 4 / 29 - 12:05
التحكم: الكاتب-ة





رجوتني أن أقرأ مادتك التي أحسنت تسميتها -أقل من مقال-. لم تصدمني لغتها العدوانية لأنني تعلمت إن الصراخ تعويض عن ضعف الحجة، إن كان ثمة حجة.
لكي يكون النقاش نزيها، لابد ألا يقوّل الكاتب ما لايقول. وعلى المناقش أن يفهم الحجج قبل أن يتهم الطرف الآخر بالتألم على- الغرب ، لانه يُشتم بلا مسوغ ويُطالب بلا حق ويُستعمل كشماعة للهروب-، وهو قول ظننت إنه لايحتاج إلى ثقافة واسعة أو ذكاءا حادا لإدراك معناه. ومع هذا، فقد علمتني تجربتي في التدريس أن أميز بين الطلاب حسب تلك المعايير وأحاول جاهدا أن أقرّب وابسّط لهم بعض الأفكار، وقد لا أنجح على الدوام، لابسبب مستوى إدراكهم فقط، بل لأنه بعضهم يحمل قناعات مسبقة بحيث لايعود النقاش إلا مونولوغين لارابط بينهما ولايمكن وصفه نقاشا.
إن كنت قرأت واستشهدت بالمثال الذي أوردته في مقالي -لو انتصر الدكتاتور-، كما فعلت فيما أسميته -أكثر من تعليق- (ولا أدري لماذا أحببت أن تميز نفسك عن الزميلات والزملاء الآخرين فلم تكتب تعليقا، بل -أكثر من تعليق-) فما الداعي لتذكيري بأن للغرب مصالحه وأطماعه وأساليبه الإنتهازية في التعامل مع الشعوب؟ قلت هذا وأكثر منه في حواراتي في هذا المحور حين قارنت بين موقف الغرب تجاه الثورة على حسني مبارك وبن علي من جهة والثورة ضد القذافي من جهة أخرى. ولم أكتف بالإشارة إلى تمايز المصالح الغربية بل أشرت في مقدمتي لهذا الحوار الى التمايز في مصالح أنظمة عربية. ولكن، لأنك تكتب -أكثر من نقاش- فلابد أنك أرقى من قراءة النقاش.
ماذا قصدت بالدعوة إلى الا نلقي بأسباب أمراضنا على الخارج؟
مثال من البايولوجيا ما دمنا نتحدث عن الأمراض. يحقن الناس باللقاحات لتحصينهم من الأمراض. واللقاحات هي جرعات صغيرة من البكتريا. يقاوم الجسم السليم هذا الإختبار بتوليده مضادات مقاومة، فيما ينهار الجسم العليل لضعف مناعته. لا يدافع الطبيب عن البكتريا حين يقول إن السبب يكمن في الجسم المريض!!!
ومثال آخر من تاريخنا المعاصر في علاقتنا بالإستعمار. بين الثلث الأول من القرن التاسع عشر ونصفه الثاني فرضت بريطانيا، وهي القوة الإستعمارية الأكبر في العالم، على كل بلدان العالم (بما في ذلك دول أوربية) أن تفتح أسواقها وتتبنى سياسة الباب المفتوح لهدف واضح (واضح لمن يريد خوض نقاش نزيه بالطبع) هو الإستفادة من تفوقها الصناعي وفرض سلعها والحصول على مواد خام رخيصة الثمن. وكان على الرافضين أن يتعرضوا لمجابهة عسكرية مع القوة الإستعمارية. فتحت اليابان أسواقها تحت هذا الضغط، واستنفرت قواها الداخلية لبناء اقتصاد صناعي قادر على منافسة سلع الدولة الإستعمارية الكبرى. و بفضل هذه -النتائج غير المحسوبة- من جانب الإستعمار تحولت اليابان إلى قوة صناعية كبرى. أما حين استجابت الإمبراطورية العثمانية لهذه الشروط ذاتها، فقد بدأت بالإنهيار لأن بنيتها الطبقية الداخلية لم تكن مهيئة لبناء اقتصاد قوي قادر على المنافسة والوقوف بوجه القوة العظمى. ويصح هذا على نظم اليوم العربية ذات النظم والبنى الداخلية المتهرئة. فالبرازيل وتركيا تعرضتا إلى ضغوط صندوق النقد الدولي، مثلما تعرضت البلدان العربية، لكن الدولتين الأولتين على أبواب الإنتقال إلى دول متقدمة.
هل في ماذكرت تبريرا للسياسة الإستعمارية؟؟؟ أم إن تلك حجة العاجز وصاحب الجسم المريض الذي يلقي اسباب مرضه على البكتريا؟؟؟
ليس بودي الدخول في نقاش يدور حول مفردات يستسهل ويستمتع السيد معروف بابتكارها عن الثورات -الحقيقية- وال-مصنوعة- و-نصف المصنوعة- التي أظنها أصلح للنقاش بين الطبّاخين حين يتحدثون عن الوجبات مما هي عن العمليات التاريخية.
وبنفس الدرجة من الإختصار، أدعو السيد معروف إلى إعداد جدول لايتطلب جهدا عن الكومبرادور العرب ليرى إن غالبيتهم الساحقة ولدت من قطاع الدولة ومن أبناء وأقارب القادة الذين بنوا هذا القطاع، ومن آخرين لم يكن بوسعهم ممارسة النشاط الخاص إلا من خلال مشاركة رجال قطاع الدولة أو دفع عمولات لهم. وأشفق على أولئك المقتنعين حقا بخدمة هذا القطاع لمصالح الشعب ولا أشفق على من يرون هذا الواقع لكنهم يمضون في أدلجة الدفاع عنه انتظارا بالإلتحاق بالمستفيدين منه.
أخيرا أقول، أحدثت تكنولوجيا الإتصال الحديثة من القنوات التلفزيونية الفضائية إلى الإنترنيت (وكل هذه طوّرتها الدول الإستعمارية وحققت المؤسسات الرأسمالية أرباحا طائلة من ورائها) ثورة هائلة لاشك فيها في إيصال المعلومة والإنتاج الفكري والعلمي إلى جمهرة متسعة من البشر. ولكن لكل عملية تاريخية ديالكتيكها. فقد بات بمقدور القوى الظلامية تعميم آيديولوجياتها عبر هذه الوسائل كذلك. وبات بإمكان من يكتبون -أقل من مقال- أن يجدوا نوافذ مفتوحة أمامهم.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - من عبودية الإقطاع إلى عبودية الرأسمالية / سعود سالم
- كيف يمكن لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني تطبيق رؤيته في -ال ... / احمد موكرياني
- وهم (الحياد) وعنجهية السلام الصهيوني!! / مازن صاحب
- صلاة الاستسقاء نقد الفكر التقليدي ومسؤولية العقل / سعد كموني
- قضاء وقدر أم أخطاء البشر؟ / ابراهيم ابراش
- الصين والولايات المتحدة ومكانة الدّولار والصناعة والتكنولوجي ... / الطاهر المعز


المزيد..... - رغم اعتذارها.. ترامب يهدد بمقاضاة BBC وتعويض قد يصل لـ5 مليا ...
- جناح مستوحى من قصة أطفال كلاسيكية في فندق أمريكي .. كيف يبدو ...
- خفف من آلام الركبتين والوركين والظهر.. بتحريك كاحليك
- الصحة العالمية: 900 مريض في غزة فقدوا حياتهم بسبب تأخر الإجل ...
- رئيس وزراء العراق يوجّه بتسهيل دخول جماهير منتخب الإمارات إل ...
- إعلانات فيسبوك السياسية تقفز إلى 5 مليارات دينار بارتفاع 500 ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: عارف معروف - عصام الخفاجي