أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: حسين عوض - عصام الخفاجي










رد الى: حسين عوض - عصام الخفاجي

- رد الى: حسين عوض
العدد: 361120
عصام الخفاجي 2012 / 4 / 26 - 16:45
التحكم: الكاتب-ة


حسين عوض

لا أختلف مع الأستاذ عوض في كثير من ملاحظته، بل لا أختلف مع معظمها. ثوراتنا هي ثورات شعبية بامتياز كسرت حاجز الصمت. هذا ما قلته في حواري مع كثير من الأخوات والأخوة الذين تساءلوا إن كان ما يحدث في منطقتنا ثورات، بل أن بعضهم ذهب إلى رفضها بالكامل. وأتمنى أن يتاح لك الوقت لقراءة الحوارات الأخرى
وأويد رأيك في تعذر عودة الثورة إلى الوراء، قبل وصولها إلى تحقيق أهدافها، كما أتفق معك بأن الثورة ستجابه، ولابد أن تجابه، قوى ثورة مضادة تتباين إمكاناتها بين بلد وآخر.
ولكن إسمح لي بتدقيق نقطتين أثرتهما في تعليقك المهم.
أولا، نعم وكما تقول، فقدت الأنظمة البائدة مصداقيتها بعد اندلاع الثورة، بل أزيد على ذلك بالقول إن الثورات لاتحدث إلا حين تقتنع الجماهير بأن تلك الأنظمة فقدت مصداقيتها وشعبيتها قبل اندلاع الثورات التي ما كان لها أن تحدث لولا وصول غالبية الشعب إلى تلك القناعة. ولكن ماذا عن العقود السابقة التي بقي خلالها حسني مبارك رئيسا للسلطة ثلاثين عاما، والقذافي ثلاثة وأربعين عاما، والبعث السوري تسعة وأربعين عاما وبن علي أربعة وعشرين عاما وعلي عبدالله صالح أربعة وثلاثين عاما؟ كتبت أكثر من مرة في هذا الموقع وفي صحيفة الحياة قائلا إن تفسير هذه الظاهرة باعتماد تلك الأنظمة على القمع الوحشي وشراء الذمم ونسج العلاقات المصلحية، تفسيرات صحيحة لكنها ليست كافية.
وليتسع صدرك لتقديم المثال التالي.
قد لايعرف كثيرون إن الثورة المصرية ابتدأت عهدها بعد أشهر قليلة من انتصارها بإعدام القائدين العماليين الخميسي والبقري لأنهما قادا إضرابا في معامل النسيج في كفر الدوّار، ومن ثم دارت دورة القمع فحارب جمال عبد الناصر الأخوان المسلمين عام 1954، والشيوعيين بعد ذلك بقليل وأنشأ الإتحاد الإشتراكي العربي كحزب وحيد. في كل هذا، كانت جمهرة كبيرة من فقراء الشعب، لا المنتفعين أو الخائفين من القمع الذي كان وحشيا فقط، تؤيد تلك الإجراءات منطلقة من اقتناع حقيقي بأن مجابهة الأعداء من الغرب إلى إسرائيل تتطلب وحدة الصف. ولم يقف الكثيرون للتفكير بأن الوحدة الوطنية لاتعني إلغاء التعددية أو قمع الحريات وإقامة حزب واحد يهيمن على كل مجريات الحياة، مستخدما أجهزة المخابرات التي كممت الأفواه. ويكفي أن أسوق مثلا هو الشعبية الكاسحة التي حققتها المسلسلات التلفزيونية (مثل رأفت الهجان) وأظهرت رجل المخابرات بطلا أسطوريا مهمته محاربة إسرائيل. ولم يتوقف أحد ليسأل: ما هو عدد العمليات التي نفذتها أجهزة المخابرات ضد إسرائيل وما هو عدد ضحايا تلك الأجهزة من المواطنين؟
هذا ما قصدته بالضبط حين تحدثت عن جمهرة من الناس تظل لفترة تطول أو تزيد واقعة تحت تأثير ما أسميته القمع الآيديولوجي الذي هو (برأيي) أخطر بكثير من القمع الجسدي.
وأهم أدوات القمع الآيديولوجي هي نظم التعليم والإعلام التي -تثقّف- أجيالا من الشباب بالرؤية الرسمية للسلطة حول تاريخ بلدانهم ونجاحات النظام القائم ومعنى الوطنية، كما تراه. إنها بالأحرى تزوّر الثقافة وتدمّر وعيهم السياسي حتى تتكشّف الحقائق المرة أمام أعينهم حين يقارنون بين ادعاءات السلطة وبين الواقع الذي يعيشونه. وحتى حين تندفع الجماهير للثورة، علينا ألا نغمض إعيننا عن حقيقة أن تلك الثقافة (أو تشوّهها) يلقيان بثقلهما على حركة الثائرين، وإلا كيف نفسر أن أعدادا ممن نزلوا ببطولة إلى ميدان التحرير بالقاهرة وسعد زغلول بالإسكندرية مطالبين بالحرية والتعددية والقضاء على تسلط الحكام كانوا يرفعون صور عبد الناصر الذي ابتدأ عصر الدكتاتورية ونشأ كثير من الفاسدين في ظله (أبناء محمد حسنين هيكل على سبيل المثال)؟
وثمة ملاحظة ثانية يثيرها الأستاذ عوض بودي التعليق عليها هي أن الثورة لن تتوقف -حتى تحقق أهدافها-. ولعل المعضلة الكبرى التي تواجهها الثورات تكمن هنا بالضبط. فالثوار ومؤيديهم من غالبية أبناء الشعب ينتمون إلى فئات عدة تتباين أوضاعها الطبقية ومستىى دخولها، وتتباين مستوياتها الثقافية وانحداراتها الجهوية. فمن الطبيعي إذن أن تتباين تصورات كل من هذه الفئات للأهداف التي يريدون تحقيقها، والحدود التي يرون عندها إن الثورة حققت أهدافها. ولو تأمل الأستاذ عوض الأمثلة الغنية التي قدمها عن الثورة الفرنسية ولم يكتف باستعراضها لساعدنا على ملاحظة كيفية انقسام الثوار إلى -متطرفين- و-معتدلين- و -ووسطيين-، وفقا للتعابير الشائعة، فضلا عن بقاء تأثير الملكيين ورجال الكنيسة من قوى الثورة المضادة. باختصار يتفق الثوار في كل العالم، وفي منطقتنا كذلك، في تحديد عدوهم وهو النظم الحاكمة، لكنهم لن يتفقوا على شكل وحدود ومحتوى البناء الذي يريدون إقامته على أنقاض النظام البائد (قارن مرة أخرى موقف محمد نجيب الذي ترأس مجلس قيادة الثورة بعد انتصار الثورة المصرية وكان داعية للعودة إلى النظام التعددي وإنهاء دور الجيش السياسي وبين موقف يوسف صدّيق -الصاغ الأحمر- و كمال الدين حسين اليميني).

أخلص إلى القول: قبل أن يجرفنا الحماس، علينا أن نتذكر بأن مصائر الثورات والحدود التي تتوقف عندها يحدده توازن القوى على الأرض، والتحالفات التي ينسجها كل طرف لتعديل ميزان القوى لصالحه، وإلا كررنا الفكرة القائلة بأن الثورة تأكل أبناءها.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - اليتيم ..بين الألم والامل / ندى الهاشمي
- التداولية الطاهية / يحيى محمد
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التاسع والتّسعون، بتاريخ الثال ... / الطاهر المعز
- سلطات الاحتلال تستأنف هدم منازل المقدسيين وتغير القوانين لتس ... / مديحه الأعرج
- وداعًا النقابي محمد المرباطي / فهد المضحكي
- عُصْفُورُ الْانْتِظَارِ... / فاطمة شاوتي


المزيد..... - نجل ولي عهد النرويج متهم بارتكاب اغتصاب ثان بعد أيام من اتها ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- 6 عادات يومية تدمر صحة دماغك وتسبب الزهايمر.. كيف تؤثر سماعا ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: حسين عوض - عصام الخفاجي