أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: نضال الخياط - عصام الخفاجي










رد الى: نضال الخياط - عصام الخفاجي

- رد الى: نضال الخياط
العدد: 360926
عصام الخفاجي 2012 / 4 / 26 - 02:56
التحكم: الكاتب-ة




لا أخجل من البدء من تجربة إسرائيل، إذ أن العدو الذي هزمنا مرات عدة لابد وأن يمتلك عناصر قوة، لايمثل دعم الولايات المتحدة إلا جزءا منها، بعكس ما يرى الراغبون في التهرب من الإقرار بضعفهم. لم تبن إسرائيل من غير قتال على السلطة، فعصابات الهاجانا وشتيرن كانتا تتقاتلان بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن النظام السياسي الذي قام بعد تكوين الدولة استطاع بناء نظام حزبي يضبط الصراعات السياسية من خلال الإنتخابات السلمية. ومع هذا فلا يزال جزء كبير من الإسرائيليين يتمسك بأكثر التقاليد الدينية رجعية.
ولا أتهرب من التذكير بأن اليابان وألمانيا نهضتا من تدمير وحشي لايقارن بما تعرّض إليه العراق، فقد محيت مدينة درزدن كليا في ألمانيا وكانت اليابان ضحية بشاعات قنبلتين نوويتين ألقيت عليها. وأتذكر أنني تعرضت لهجوم حاد من مثقفين ومختصين عراقيين كبار حين ألقيت محاضرة دعوت فيها إلى أخذ العبر من هزيمتي هاتين الدولتين والإعتراف بأننا دولة مهزومة والإنكفاء على إعادة بناء بلدنا عوض إطلاق الشتائم التي لن تؤذي المحتل، فإذا ببعض المدعويين يثورون، وياللعجب، بالقول إننا لم ننهزم، بل إن نظام صدام حسين هو الذي انهزم وكأن هزيمته كانت إزاحة لقشرة على سطح إناء من اللبن ظهرت سلامته إثرها!!!
والإقتتال بين الطوائف في أوربا كان أكثردموية وبشاعة مما حصل في العراق قبل نشوء الدول القومية فيها.
مأساة العراق، في نظري، هي أن النظام الذي أقيم بعد سقوط البعث عجز عن تثبيت أسس مدنية تدير الصراعات الطبيعية في كل مجتمع بما يضمن ألا تؤدي إلى تدمير المجتمع.
ولكن لماذا لم يقم نظام كهذا؟ لأن أساس الديمقراطية يكمن في تسوية حلبة الصراع بين الأطراف المختلفة بحيث يدرك كل طرف عجزه عن إلغاء الأطراف الأخرى، حتى وإن كانت تلك الأطراف ضعيفة. وتسوية الحلبة، في ظروف العراق لم تكن، وليست حتى الآن عملية هيّنة. إذ كيف تتنافس القوى السياسية المختلفة وبعضها يتحكم بميليشيات مسلحة فيما لاتمتلك قوى أخرى سوى قناعة الآخرين ببرامجها؟ وكيف تتساوى أرضية الحلبة وبعض القوى تمتلك أموالا طائلة تشتري بها الأصوات في بلد تم إفقاره وتعاني غالبية سكانه من الجوع والبطالة، فيما لاتمتلك قوى أخرى غير وعود صادقة بتحسين مستويات المعيشة؟ وكيف تستطيع مؤسسات القانون والنزاهة والأمن الداخلي أداء وظائفها وهي تحت طائلة الخوف من القوى النافذة في السلطة؟
لكني أقول، رغم كل ذلك، نعم! نحن نعيش عصر تحولات كبرى في منطقتنا قد لاتبدو ثمارها ناضجة بعد، لكن انفلات المارد الشعبي من القمقم الذي كان يخنقه سيجعل إعادته إليه مستحيلا.
من كان يتخيل أن هيأة مشرفة على الإنتخابات ستلجأ إلى أسس قانونية صارمة لتبطل ترشيح أقوى المتنافسين على الرئاسة في مصر؟
من كان يتخيل أن انتخابات لاتخضع للتزوير ستحصل في بلدان العالم العربي؟
إن صعدت القوى الظلامية إلى الحكم بإرادة الناخبين، فلأن إمكاناتها المادية أكبر من غيرها. لكن هذا التفسير لايكفي إلا إذا أردنا إعفاء أنفسنا من المسؤولية (وقد تناولت هذا الأمر في مساهمتي في ملف -اليسار- الذي أطلقه الحوار المتمدن).
إن بناء النظام الديمقراطي الحق يبدأ من بناء مؤسسات مدنية خاضعة للقانون، لكي تشرع الأحزاب المختلفة بالتنافس استنادا إلى مرجعية تلك المؤسسات. وليست القوى الإسلامية، من العراق حتى الأخوان المسلمين، غافلة عن ذلك. لكنها استخدمت الإستقطاب الدائر في المجتمعات وسارعت إلى تأجيج مشاعر الإضطهاد الذي تعرضت له هي وجماهيرها لكي تكسب أكثر ما يمكن من أصوات. ألم يكن السستاني أول من حرض الشيعة إلى النزول إلى الشوارع للدعوة إلى الإنتخابات بشكل متسرع بحجة كسب السيادة، وهو يعرف قبل غيره إن الإحتلال باق سواء جرت الإنتخابات أم لم تجر؟
ومع هذا أقول إننا نعيش عصرا أكثر إيجابية وتحفيزا وأملا للقوى الديمقراطية من العصور التي تطلبت ثلاثة قرون من الحرب في أوربا وثمانية عقود في تركيا لكي تصل إلى ما وصلت إليه.
قد يعتقد البعض أنني طوباوي حالم، لكنني مؤمن أن المد الديني وصل ذروته، وإن مزيدا من أتباعه آخذين بالإنفضاض عنه. يكفي أن نفخر بالمتظاهرين في بغداد الذين رفعوا شعارات -نحن نادمون لأننا انتخبناكم.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - قرن من النضال: ضوء على خبرات الحزب الشيوعي اللبناني ومخزون ت ... / أحمد الديين
- مائة عام من النضال لقضايا شعبنا ووطننا / موريس نهرا
- عبد الحميد الحاج (فتحي) يغادرنا / حمه الهمامي
- الشعبوية والمرفق التربوي: الشعارات الخاوية عوض الا ... / علي الجلولي
- تفكيك الجرح: سيميائية العلاقة بين الذات والقصيدة في منطق الف ... / كريم عبدالله
- حصاد غوغائية العربان / وهيب أيوب


المزيد..... - تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
- ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما ...
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي ...
- تفسير حلم المطر الغزير في الحرم المكي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: نضال الخياط - عصام الخفاجي