أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: الدكتور لطيف الوكيل - عصام الخفاجي










رد الى: الدكتور لطيف الوكيل - عصام الخفاجي

- رد الى: الدكتور لطيف الوكيل
العدد: 360680
عصام الخفاجي 2012 / 4 / 25 - 15:30
التحكم: الكاتب-ة


شكرا للدكتور الوكيل على الإطراء الذي أتمنى أن استحقه.
كما أحترم رأيه، ورأي كل السيدات والسادة المعلقين، لكنني أعترف بجهلي بأسباب الإنطباع الذي تولّد لديه عن -خجلي- في تناول موضوعتي تركيب المجتمعات والقومية.
لا أختلف معك، أخي الدكتور الوكيل، عند الحديث عن الدور المشين الذي لعبته الدكتاتوريات العربية، وغير العربية، في محاولة تصفية اليسار الثوري. أنت تقول إنها صفّته، وأنا اقول أنها حاولت تصفيته، ولم تنجح كليا لكنها أضعفته إلى حد كبير. ولم يتأت هذا الضعف عن القمع الوحشي فقط، بل عن أمراض حادة عانى ويعاني منها اليسار بيّنت بعضها في مساهمتي المتواضعة في الملف الذي نشرته الحوار المتمدن عن اليسار.
لم -أخجل- من تناول موضوعات مهمة عدة أثارتها مساهمتك، لكنني حصرت مقدمتي بالدعوة الكريمة من قبل الأخوة في الحوار المتمدن لتحليل ثورات العالم العربي. من هنا لم أتوسّع بتناول الممارسات السياسية لهذا الطرف أو ذاك، مع اتفاقي الكامل معك في توصيفك للقيادة الكردية، أي الحزبين الرئيسين فيها، بالدكتاتورية. أما أن يكون الدكتاتور عميلا بالضرورة، فإن هذا القول يقود إلى مزالق كثيرة: هل كان ستالين وماوتسي تونغ وقيادات أوربا الشرقية وكاسترو، وكلهم دكتاتوريون في رأيي، عملاء؟ أترك لك وللقارئ الحكم على استنتاجك الخطير,
فلنتتقل إلى جوهر ما أثرت عن القومية، وهنا ستجدني أغادر -خجلي-.
لماذا يشعر الغربي (وشعوب أخرى كثيرة) بالفخر بانتمائهم القومي؟ لأن النظم السياسية في معظم تلك البلدان تميز بين قومية المواطن وتشجّعه على الإفتخار بها، وتشجّعه، ولاتقسره، على الشعور بالإنتماء إلى الوطن الذي ينتمي إليه، واعذرني إن أحلتك إلى حواراتي مع أخوات وأخوة آخرين تناولت فيها بعض هذه المواضيع.
كيف يتم التوفيق بين هذه المشاعر التي تشمل أيضا الإفتخار بالإنتماء الديني؟
حاول هتلر صهر الألمان بالقوة تحت إسم -الأمة الألمانية- ووحدة -العرق الآري- لكن بافاريا ظلت كاثوليكية على عكس باقي ألمانيا البروتستانتية. وحاول فرانكو أن يغمض عينه عن التعدد القومي في إسبانيا مستخدما القوة العسكرية، لكن الكاتالونيين والباسك ظلوا محافظين على هوياتهم القومية، بل كارهين لإسبانيا والشعب الإسباني. وفي العالم العربي يشكّل الأمازيغ أكثر من نصف سكان الجزائر والمغرب (تعترف السلطات بخجل أنهم يمثلون النصف) لكن أنظمة البلدين لاتزال تصر على الطابع العربي لهذين البلدين، مع أن وضع الأمازيغ تحسّن نسبيا في المغرب، إثر إقرار دستور جديد.
ما الذي أريد الوصول إليه؟
إن أبناء هذه القوميات والأديان لم يخففوا من تعصبهم القومي والديني إلا بعد قيام نظم ديمقراطية تساوي بين الجميع لا من خلال الشعارات فقط، بل من خلال الإعتراف بأن الهويات مركّبة لايمكن اختزالها إلى -إما أو-، أي إما أن تلغي فخرك بالإنتماء إلى الأمة الويلزية (نسبة إلى شعب ويلز في بريطانيا) أو أن تكون مواطنا مخلصا للملكة المتحدة، وإما أن تكون كاتالونيا أو أن تكون مواطنا إسبانيا. والديمقراطية هنا لاتقتصر على بعدها الدستوري فقط، بل على ردم فجوات الدخل وفرص العمل والتعليم والخدمات وغير ذلك بين ابناء الوطن الواحد، وأهم من ذلك كله تمكين كل مواطن، مهما كان دينه أو مذهبه أو قوميته من أن يمارس أعلى المناصب في الدولة على اساس كفاءته الفردية وحصوله على ثقة الناخبين. هكذا تولى جون كينيدي إبن الأقلية الكاثوليكية رئاسة الولايات المتحدة (وشعبها محافظ دينيا على عكس التصور السائد)، وهكذا تولى أوباما الأسود الرئاسة في بلد غالبية سكانه من البيض.
حتى الآن لايبدو أن هناك خلافا بيننا، لكن هذا الإتفاق ظاهري فقط لسوء الحظ.
فليس سبب الإفتخار أو الخجل بالإنتماء القومي أو الديني عائدا إلى -سوء استعمال مصطلح القومية أو الدين- كما ترى، بل هو كامن في تعريف طبيعة بلدان منطقتنا أصلا، سواء كان حكامها ديمقراطيين أو دكتاتوريين، كبلدان تنتمي إلى وطن عربي مزعوم. إذ ما إن نوافق على هذا القول فإننا نحيل غير العرب وغير المسلمين، بالتعريف، إلى مواطنين من الدرجة الثانية، حتى وإن أقرّت الدساتير مبدأ المساواة شكليا.
دعني أحيلك إلى أمثلة معاصرة.
1. لم يجرؤ السادات على تعيين المسيحي بطرس بطرس غالي، الشخصية المرموقة والخبير بالعلاقات الدولية، وزيرا للخارجية فظل الرجل وزيرا للخارجية -بالوكالة- في بلد يشكل فيه المسيحيون الأقباط أكثر من عشرة بالمئة من السكان.
2. ثارت ثائرة دول الجامعة العربية على الدستور العراقي الذي تم تبنيه بعد سقوط النظام البعثي حتى تم تطمينهم بأن هذا الدستور سينص على أن العراق جزء من الأمة العربية، في حين أن المنطق والمبدأ القائم على المساواة الحقة يتطلب النص على أن الشعب العربي في العراق جزء من هذا الوطن (إن استمر الإصرار على هذه التسمية) في حين أن الشعب الكردي جزء من الأمة الكردية.
3. واستطرادا لما سبق أقول، هل إن موقفا كهذا يشجّع على أن يفتخر الكردي بقوميته وبمواطنته العراقية في آن واحد، أم إنه -سوء استخدام للمصطلح القومي- فقط، كما يعتقد الدكتور الوكيل.
4. لماذا يحق للمصري الحديث عن انتمائه إلى أمة مصرية (يسمي منتخب الكرة الوطني المصري نفسه: فريق الفراعنة على سبيل المثال) ويعرّف الدستور المغربي الشعب بأنه -أمة مغربية- لا جزءا من -الوطن العربي- ومع هذا لاتثور الجامعة العربية على ذلك؟
5. وفي المقابل، لماذا تعتبر هذه الجامعة بلدانا مثل الصومال وجيبوتي دولا عربية في حين أن نسبة كبيرة من سكانها لاتتحدث العربية؟
لو قرأ أي مواطن واع غير عربي أو مسلم تعليقك هذا، فإنه سيشكرك على عطفك عليه وموافقتك على -عدم تهميشه- في ظل دولة القومية العربية التي -لاتسئ استخدام مصطلح القومية-.
لا أدعو العربي إلى الخجل من انتمائه القومي، ولا المسلم من عقيدته الدينية. لكن على من يتمسك بالموقف القومي أن يتحلى بالشجاعة (أرأيت إنني لست خجولا؟) ويطبق المبدأ نفسه على قوميات أخرى لاتطلب العطف بل الإعتراف بأن أكبر أمة بلا دولة في العالم المعاصر هي الأمة الكردية. فإما أن نوافق على الموقف القومي (عربيا كان أم كرديا أو تركمانيا أو أمازيغيا) أو أن نبني مواطنتنا على أسس أكثر رحابة، تعلن أن هناك أمة عراقية متعددة القوميات، يغلب عليها الطابع العربي، وأمة سورية متعددة الأديان يغلب عليها الطابع الإسلامي، وأمة مغربية يتشارك فيها العرب والأمازيغ، وهكذا.
فهل هناك رابط بين تلك الأمم؟
كتبت في مقال نشرته صحيفة الحياة مقالا بعنوان -خرافة الأمن القومي العربي- قارنت فيه بين تأثير الحرب الأهلية الجزائرية على المشرق من جهة، وتأثير الثورة الإسلامية عليه من جهة أخرى. ومن الجلي القول بأننا وإن تعاطفنا مع الشعب الجزائري فإن التعاطف غير الإنتماء المشترك.
وذكرت أمثلة عدة لاتقتصر على السياسة: العمالة المشرقية في الخليج والسعودية، التاريخ المشترك في الخضوع للحكم العثماني، الموسيقى والمطبخ، وكل هذه وغيرها هي ما يكون الفضاء المشترك بين الأمم.
فدعونا نعترف، إن أردنا الحفاظ على عيشنا في أوطان واحدة، بوجود أمم مشرقية، تتشارك في همومها وأنماط معيشتها وتقاليدها وتاريخها، وأمم مغربية تجمعها العناصر ذاتها.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - العالم صار يعرف إن مستقبل نظام الملالي مجهول / سعاد عزيز
- ما لا تعرفونه عن سيناء المجزأة / كاظم فنجان الحمامي
- مقامة الهلوسات (العقد الثامن - الشيخوخة). / صباح حزمي الزهيري
- انفاس أنت هنا: ترجمة و سياسة فضاء الترجمة جورج قرم: نزاعات ج ... / أحمد رباص
- في الدين والقيم والإنسان.. (43) / أذ. بنعيسى احسينات - المغر ... / بنعيسى احسينات
- الريح والجن وسليمان بين الدين السياسي والتنزيل / طلعت خيري


المزيد..... - - إذا كانت الكحول غير مسكرة فلا تُعد خمرا-.. تفاعل على فيديو ...
- الجيش الإسرائيلي يُطالب سكان بعض مناطق رفح بـ-الإخلاء الفوري ...
- شاهد لحظة مداهمة الشرطة الإسرائيلية مكتب قناة الجزيرة القطري ...
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- زيادة 780 ألف دينار عاجلة!!.. “وزارة المالية” تكشف سلم رواتب ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عصام الخفاجي - مفكر أكاديمي وباحث في العلوم الاجتماعية - في حوار مفتوح حول : موضوعات للنقاش حول ثورات الربيع العربي وآفاقها. / عصام الخفاجي - أرشيف التعليقات - رد الى: الدكتور لطيف الوكيل - عصام الخفاجي