|
رد الى: علي الكندي - يعقوب بن افرات
- رد الى: علي الكندي
|
العدد: 350920
|
يعقوب بن افرات
|
2012 / 3 / 31 - 08:25 التحكم: الكاتب-ة
|
سؤالك في الصميم وهو يشغل بال واهتمام حزب دعم باستمرار. ان للقوى التقدمية في اسرائيل دورا مهما جدا بكل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، ومع ذلك ففي العقد الأخير طرأ تراجع كبير في هذا الصدد بين أوساط القوى الليبرالية الاسرائيلية. مع ذلك، من المنصف التذكير بان هناك نوعا من عدم الثقة والاستياء في صفوف هؤلاء ازاء الحكومة اليمينية وسياستها تجاه الفلسطينيين. لهذه الظاهرة تعبيرات عدة مثل التهرب من الخدمة العسكرية، استياء كبير من اعمال المستوطنين تجاه المواطن الفلسطيني في المناطق المحتلة، وإضافة لذلك استياء كبير من القوانين والحملة العنصرية ضد المواطنين العرب الفلسطينيين داخل اسرائيل. الى جانب هذا التطور هناك قاسم مشترك بين ما يحدث في بعض دول العالم، والعالم العربي، وبين اسرائيل من ناحية اقتصادية واجتماعية. ان الدولة الصهيونية التي انشئت على اساس تعاوني خلق اجماعا صهيونيا متماسكا تم بيعها من خلال الخصخصة الى قلة من العائلات الغنية التي تستفيد من الاقتصاد، مما خلق فجوات اجتماعية كبيرة جدا بين الاغنياء والفقراء الاسرائيليين لدرجة انها اعمق فجوة في كل الدول المتطورة. ان رأس المال يشتري الساسة الذين تم الزج بالكثيرين منهم في السجون ومنهم وزير المالية الاسبق، كما تمت الاطاحة برئيس الحكومة اولمرت بتهمة الفساد، هذا ناهيك عن الالقاء برئيس الدولة في السجن بتهمة الاغتصاب مما يدل على عمق الانحلال في الاوساط الحاكمة. من هذه الصورة يمكن الاستخلاص بان المجتمع الاسرائيلي يمر بأزمة قيم عميقة جدا انتهت الى خروج مئات الآلاف في الحراك الاحتجاجي في الصيف الماضي في سابقة لا مثيل لها. غير ان الخطاب القومي او الديني المتعصب والعنصري احيانا من جانب الاحزاب والتيارات العربية في اسرائيل، لا يفيدنا في استثمار الحراك الاحتجاجي كما يجب وجذبه لدعم ومناصرة القضية الفلسطينية، لانه يدفع المجتمع الاسرائيلي بعماله وقواه الليبرالية الى أحضان اليمين او حتى الاحزاب الليبرالية الصهيونية ويزيد من انغلاقه عن القضية الوطنية الفلسطينية. ان ما حدث من ثورة عميقة في العالم العربي وتحديدا مصر وتونس وتحديدا ما يحدث في سورية، فتح آفاقا جديدة امام حزب دعم الذي أمثله، لأنها قامت على اساس برنامج ديمقراطي، مدني يطلب العدالة الاجتماعية. ان الديمقراطية والتقدم يقوي المجتمع العربي بشكل عام وهو في نفس الوقت يسدد ضربة معنوية كبيرة جدا لاسرائيل لانه يفند الدعاية الصهيونية التي تصور العرب كإرهابيين ومتخلفين لا يستحقون الديمقراطية، كما قال عمر سليمان، وكما يروج ايضا بشار الاسد وهو يذبح شعبه. ومن هنا يعمل حزبنا على بناء اوسع ائتلاف ممكن للقوى السياسية في اسرائيل تضم عربا ويهودا على اساس شعار -السلام، المساواة والعدالة الاجتماعية- ونشارك في الانتخابات على اساس برنامج عمالي ديمقراطي ويترأس القائمة الرفيقة اسماء اغبارية. واكرر هنا ما كتبته في المقدمة بان بناء حزب او ائتلاف بديل لحركة فتح وحماس، بعيد عن امريكا من ناحية وعن الأصولية الدينية من ناحية اخرى، قادر على انهاء الانقسام السياسي والإقليمي، هو شرط لا بد منه لتجنيد القوى الليبرالية في اسرائيل ضد اليمين الفاشي الحاكم ودعم نضال الشعب الفلسطيني من اجل انهاء الاحتلال وازالة الاستيطان وبناء دولة مستقلة ذات سيادة كاملة. لا شك ان حدثا من هذا القبيل هو ثورة بحد ذاتها ستؤدي الى تغيير جذري في المجتمع الفلسطيني والاسرائيلي ايضا.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
يعقوب بن افرات الأمين العام لحزب دعم العمالي - اسرائيل في حوار مفتوح حول : الربيع العربي والطريق الثالث، القضية الفلسطينية، والحركة العمالية والاحتجاجية في اسرائيل / يعقوب بن افرات
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
مسلسل انتفاضة تشرين- الوسيط بين المتظاهرين وجهاز المخابرات ا
...
/ قاسم حسين صالح
-
اية دولة في عراق اليوم ؟
/ صادق إطيمش
-
عندما ينحدر الحكام
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
الفقه الوعظى في كتابات ( إبن تيمية ) ج 1 ـ كتاب الفقه الوعظى
/ أحمد صبحى منصور
-
الثقافة العربية ..تعدد الإشكاليات وندرة المساءليات- ح 2
/ ياسر جاسم قاسم
-
ظِلُّ يَقِينٍ يَرُومُ الشَّفَقْ
/ مرشدة جاويش
المزيد.....
-
فيديو يُظهر ما حدث بعد انهيار جزء من مبنى شاهق في نيويورك
-
السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي
...
-
ورقة ختامية: لاستنتاجات وخلاصات عن وبينار المراقبة والعقاب
-
تهديد بوجود قنبلة يغلق مهرجان أكتوبر في ميونيخ بعد وقوع انفج
...
-
حماس: تصريحات ’كاتس’ تمهيد لتصعيد جرائم الحرب في غزة
-
لبنان: الهيئات النسائية بحزب الله تحيي الذكرى الأولى لاستشها
...
المزيد.....
|