أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - خليل كلفت - مفكر وسياسي ماركسي- في حوار مفتوح حول: طبيعة الثورات العربية الراهنة، الثورة المصرية وآفاق الديمقراطية الشعبية من أسفل / خليل كلفت - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن احساين اعلي - خليل كلفت










رد الى: حسن احساين اعلي - خليل كلفت

- رد الى: حسن احساين اعلي
العدد: 338569
خليل كلفت 2012 / 2 / 25 - 20:45
التحكم: الكاتب-ة

تأجيل الثورة يعنى هزيمتها
بالطبع لا جدال فى أن الثورتين المصرية والتونسية حققتا على الأقل ثلاثة إنجازات مهمة: الإنجاز الأول هو عودة الروح إلى الشعب وكسر حاجز الخوف والاستعداد للفعل الثورى المتواصل. والإنجاز الثانى هو التسييس الواسع النطاق للشعبين نتيجة للتعرية الشاملة للمستويات المفزعة لفساد واستبداد نظامىْ مبارك و بن على. والإنجاز الثالث هو توجيه ضربة قاصمة للتمديد والتوريث وحكم الشخص الذى يقود إليهما. وقد تحققت هذه الإنجازات الثلاثة جميعا ليس فى مصر وتونس فقط بل فى كل البلدان العربية وفى مناطق أخرى فى العالم الثالث. وينطبق بوجه خاص على ليبيا واليمن وسوريا. فقد تحقق التسييس ووأد التمديد والتوريث وعودة الروح إلى الشعوب فى هذه البلدان أيضا. لقد سقط القذافى وعلى عبد اله صالح ويوشك الأسد على السقوط. وفى البلدان الخمسة سقط الرئيس وأسرته وحلقة ضيقة من أقرب المقربين من رجاله، غير أن الأنظمة لم تسقط. لم يسقط الفساد ولم يسقط الاستبداد ولم تسقط نتائجهما التراكمية التى تتمثل فى إمپراطوريات اقتصادية ومالية قامت على اللصوصية والقرصنة، كما تتمثل فى الشروط السياسية العامة التى تجعل من تحقيق الديمقراطية مهمة بالغة الصعوبة. وقد شاركت الشعوب فى هذه الثورات بكل طاقاتها وبكل بناتها وأبنائها ولا أوافقك على أنها كانت ثورة سبعة ملايين فى مصر. وكانت ثورة الشعوب ثورة طبقية ضد الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المفروضة عليها ولم يتحقق شيء إيجابى فى هذا المجال، بل كان ما حدث هو العكس: تفاقم الغلاء والتضخم وتفاقمت البطالة وتدهورت مستويات معيشة الطبقات الشعبية عما كانت عليه منذ عام وأكثر قليلا. وإذا تم تعليق الثورة أو تأجيلها أو إرجاؤها فسوف يعنى هذا هزيمة الثورة وويل لثورة مهزومة! وبالطبع سيضع الحاكم القادم فى سلوكه السياسى فى اعتباره احتمال استئناف الثورة ولكنْ وكما رأينا إلى الآن فإن الطبقة الحاكمة غير مستعدة لأن تقدم أىّ تنازلات مادية فعلية تراى أنها خصم على استمرار أرباحها القصوى وسرعة نمو ثرواتها اللصوصية. فهل سيفيد كثيرا، والحالة هذه، وضع قوة الشارع فى الحسبان؟ وإذا أردنا أن نعرف كيف -تتعود الشعوب والحكومات على السواء على الوضع الجديد- فإن علينا أن ننظر حولنا الآن، فالآن نجد وضع قوة الشارع فى الحسبان فى ذروته العليا لأن الثورة مستمرة. وتقول إن -البحث عن نتائج أفضل لهذه الثورات قد تكون نتائجه كارثية وسيكلف تضحيات كبيرة جدا-، وتخشى استغلال قوى سياسية بعينها للموقف فى حالة استمرار الثورة بحثا عن نتائج أفضل. وبالطبع فإن القوى الحاكمة، أىْ الثورة المضادة، هى التى تستغل مثل هذه المواقف وهى التى تستغل الموقف الراهن. غير أن تعبيراتك توحى بأن الخطر يكمن فى البحث عن نتائج أفضل بوسائل عنيفة. لكن الثورات الراهنة سلمية يا عزيزى ولم تستخدم عنفا إلا فى لحظات دفاع عن النفس فى مواجهة قوات أمنية أو عسكرية تستخدم أقصى العنف. إن أىّ بحث عن نتائج أفضل فى سبيل إسقاط النظام وتحقيق الديمقراطية الشعبية من أسفل سيكون نضالا سلميا. وكما نواجه الآن مذابح وكوارث تنظمها الثورة المضادة أىْ الأنظمة الحاكمة فإن استمرار الثورة سيجلب بالطبع المزيد من هذه المذابح والكوارث. غير أن الكارثة الكبرى ستتمثل فى تراجع الثورة أو تأجيلها فعندئذ سوف تُداس الشعوب بالأقدام وتوطأ بالمناسم. وكما تقول فإن الديمقراطية ستكون بالطبع فى مصلحة الشعوب المقهورة بل إن الديمقراطية الشعبية من أسفل هى الهدف الحقيقى لهذه الثورات، وهى ثمرتها الحلوة وهى تمثل، فى حالة تحقيقها، إذا فهمناها على وجهها، خطوة تاريخية كبرى إلى الأمام. وإذا كان مقصدك بحديثك عن النظرة الماركسية التى تقتضى ثورات عظيمة هو الإشارة إلى الثورة الاشتراكية فعندك حق فالشروط الموضوعية والذاتية لمثل هذه الثورة الاشتراكية الأممية غير متوفرة فى أىّ مكان فى العالم فى الوقت الحاضر وفى المستقبل المنظور. أما استكانة وتمرد الشعوب فهو جدل كبير ولا مجال هنا لأكثر من الإشارة إلى أن شعوب كل بلدان العالم المتقدمة والمتخلفة تعانى معاناة رهيبة ولكنها لا تثور إلا عندما تتجمع عواصف الثورة وتهب وعند هبوبها فقط نعلم أن شروطا لثورة فعلية ما قد توفرت ونضجت. وليس هناك خلل. والحقيقة أن جدل رضى وسخط أو خضوع وتمرد الشعوب جدل بالغ التعقيد؛ فلا تتوقع أن تكون الشعوب فى حالة ثورات يومية أو سنوية متواصلة، والخضوع لا يعنى الرضى بل يكون رغم السخط الذى لا يتفجر إلا فى أحوال بعينها.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
خليل كلفت - مفكر وسياسي ماركسي- في حوار مفتوح حول: طبيعة الثورات العربية الراهنة، الثورة المصرية وآفاق الديمقراطية الشعبية من أسفل / خليل كلفت




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - المادية الجدلية والمنهج العلمي الجدلي وتعريف المادة وأشكال و ... / غازي الصوراني
- استهداف قاعدة كالسو العسكرية في بابل / رياض سعد
- الهوية الرومانية أم الفرعونية !؟ / حسن مدبولى
- التم المتعوس على خايب الرجا”, حول لقاء سوداني- بايدني المدفو ... / مكسيم العراقي
- “التم المتعوس على خايب الرجا”, حول لقاء سوداني- بايدني المدف ... / مكسيم العراقي
- لقاء الله بين الميثولوجيا والدين السياسي / طلعت خيري


المزيد..... - دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- رئيس الإكوادور يعلن حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهرين
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الأمم المتحدة تعلق على مقتل مراسل حربي روسي على يد الجيش الأ ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - خليل كلفت - مفكر وسياسي ماركسي- في حوار مفتوح حول: طبيعة الثورات العربية الراهنة، الثورة المصرية وآفاق الديمقراطية الشعبية من أسفل / خليل كلفت - أرشيف التعليقات - رد الى: حسن احساين اعلي - خليل كلفت