|
رد الى: ابن الثورة السورية - عمار ديوب
- رد الى: ابن الثورة السورية
|
العدد: 319446
|
عمار ديوب
|
2012 / 1 / 2 - 08:17 التحكم: الكاتب-ة
|
السيد ابن الثورة السورية، وكل من شارك بها ابنها بالتاكيد: الثورة السورية، هي ككل الثورات العربية، حدثت نتيجة إفقار وتدهور كبير في الاوضاع الاقتصادية وكذلك بسبب الاستبداد وتطورت بفعل العنف الشديد. العنف ليس له دين وكذلك الثورة. هذا يجب ان نفهمه بالدرجة الاولى. تبسيط ان بعض السنة لو يستطيعوا الانفكاك عن السلطة ينطبق على كثيرين خائفين من السلطة، والمسالة مسالة مصالح ومسألة خوف وبطبع مسألة قناعة. هنا عليك أن تنتبه إلى أن من يشبح على الناس في حلب مثلاً هم ليسوا من الطائفة العلوية، وكذلك هناك مجموعات آخرى بأماكن أخرى، وبالتالي الموضوع ليس أن الطائفية العلوية هي السلطة والسلطة هي الطائفة العلوية، هذا تفكير طائفي..
ثم ألم تلاحظ، وهنا يعنيني انك سميت نفسك باسم الثورة السورية وتوجهت لي بأخي السوري، يعني أنت لست طائفيا ولكنك تتبنى بعض الافكار التي هي بالتأكيد طائفية وفق تعليقك.
ألم تلاحظ كيف أن الثورة قالت وبوضوح شديد أن الشعب واحد ولا طائفية وو وبالتالي هذه الثورة ثورة شعبية، شاركت بها فئات من كل المدن وكل الطوائف بدرجات مختلفة. هل الطائفة السنية طائفية، بالتاكيد لا ولا أية طائفة طائفية، بل هناك من يحاولون الاستفادة من الدين من أجل مصالحهم وهذا ينطبق على الحزب الطائفي وهو ما فعله الاخوان السملين تاريخياً وهو ما فعله النظام بدرجة معنية ولا سيما أبان أزمة الثمانينيات، ولكن من اجل حسم المعركة، وتحدد ذلك بصفة خاصة بالسرايا الدفاع. أما غير ذلك فهذا النظام يستند إلى بعض الشخصيات ليس بسبب الصلة الدينية بل بسبب الشعور بالامان. هذا يجب ان يفهم بدقة كبيرة. مهم ان نعلم، أن ابناء الطائفة العلوية كما كل الطوائف السورية، لم يغتنوا من النظام، بل وتعد مناطقهم من الافقر في سورية، وبالتالي ماذا استفادوا من النظام. لا شيء، ودخول قسم كبير منهم في الجيش هو بالاصل بسبب الفقر وليس بسبب طائفي. وصول حافظ الاسد او ابنه إلى السلطة مسالة لها علاقة بطبيعة القوى المسيطرة أنذاك وليس بسبب عدم طائفية أو طائفية الطائفة السنية. الموضوع متعلق بالستينيات بطبيعة المشروع القومي واستجابته لمواضيع فلسطين وتوزيع الارض للفلاحين وإعطاء حقوق للعمال والتعليم المجاني وغير ذلك، وهي المسائل التي كانت مفتقدة زمن الاستقلال وبعده، وهو ما سهل وصول الرجل. وليس للموضوع صلة بالطائفية أنذاك. لا صديقي ليست الطائفة العلوية قاتلة، ولا الذين يموتون لأنهم سنة بل لآنهم ثائرين، وهناك من يموت وهو قليل من غير هذه الطائفة وهناك من دخل السجون وعذب وفي كل المدن ومن كل الطوائف وهناك من يعمل كل الوقت مع الثورة من طوائف مختلفة. هذا ما لايجوز نسيانه مطلقاً وأبداً. الاعلام السوري فعلاً يبث أخبار وتحليلات فيه كثير من الطائفية البغيضة، ولكنه لايقدم وجهة نظر طائفة بل يقدم إعلام لتشويه الثورة وتعمية الفهم أن النظام نظام استبدادي على كل الناس، وهو ليس ضد طائفة محددة، ولا يمثل طائفة محددة. قلت لك عن الافقار في مناطق اللاذقية وغيرها، وهناك تاريخ كامل من النضال ضد النظام، كما حال كل السوريين، بإمكانك أن تسأل عن ذلك ومن دخل السجون وكيف يعامل السجناء الان من الطائفة العلوية وغير العلوية. بعض أرائك تؤيد وجهة نظر السلطة، أليست هي القائلة أن الثورة سنية منذ البداية. وأنها هي التي تحمي الاقليات. لذلك أيها العزيز علينا الانتباه لعدم الوقوع بأيديولوجية السلطة. هل على العلويين فك صلتهم بال الأسد؟ أقول الثورة صراع مفتوح، وحتى الان لا يزال كثير من السنّة صامتين في دمشق وحلب وبلدات أخرى، وفي مختلف المدن، وبالتالي مسالة الوقوف إلى جانب النظام أو إلى جانب الثورة مسالة سياسية وليست متعلقة بالطائفة والمذهب الديني. وجود كتلة كبيرة من الطائفة العلوية إلى جانب السلطة، هذا ما يجب التفكير به، وهو بالحقيقة متعلق بدرو الاخوان ومحاولتهم تمثيل الثورة بانها ثورتهم وبالتالي النظام يحمي هؤلاء، ووجود خوف كبير عن هؤلاء من جراء أزمة الثمانينات. أن يقول الاخوان أنهم مع دولة مدنية، ويعلنوا عن مسؤوليتهم عن أحداث الثمانينات، كما يعلنوا عن مسؤولية السلطة عن ذلك الدور وهذا صحيح بالمطلق سيخفف الكثير من التشويشات الطائفية. لذلك أقول وبعد تحليلي هذا: الثورة شعبية، وديمومتها لزمن طويل ستؤدي إلى تطور في الوعي المدني الوطني الديموقراطي، وهذا الوعي مطابق لكون الثورة شعبية، وتريد الوصول إلى سلطة حديثة ومتقدمة عن الافكار القديمة النابعة من قوى أصولية أو من قوى السلطة. وشكراً لك.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
عمار ديوب - كاتب وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح حول: ثورة الخبز والحرية في سوريا ضد سياسات الليبرالية الجديدة والاستبداد، دور ومكانة القوى اليسارية والتقدمية / عمار ديوب
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
/ عصام محمد جميل مروة
-
أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..(32)
/ زكريا كردي
-
خبراء مغاربة وأجانب بالجديدة يتدارسون افضل السبل لإدماج الذك
...
/ عزيز باكوش
-
زميلتي الكورية التي فازت بجائزة نوبل للآداب2024/محمود شقير3
/ محمود شقير
-
وقف الحرب في لبنان أكثر احتمالاً من غزة
/ سنية الحسيني
-
الراسمال الرمزي ودوره في ترسيخ الاستلاب في الشرق الأوسط
/ غالب المسعودي
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
المزيد.....
|