أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: مكارم ابراهيم - الجيلاني الهمامي










رد الى: مكارم ابراهيم - الجيلاني الهمامي

- رد الى: مكارم ابراهيم
العدد: 300070
الجيلاني الهمامي 2011 / 11 / 16 - 11:33
التحكم: الكاتب-ة

تحية حارة
إن ما شهدته منطقتنا العربية في المدة الأخيرة من ثورات (يريدون أن يلصقوا بها كلمة الربيع العربي ) لهو نتيجة طبيعية للمراكمات التي جرت على امتداد عقود من الزمن. إذ لا ينبغي أن ننسى أن شعوبنا لم تتوقف يوما عن محاولة التغيير، للتخلص من الأنظمة الطبقية الرجعية والعميلة والفاسدة، ولكن ضعف نخبها وقياداتها السياسية جعل كل هذه المحاولات تبقى مطلبية وإصلاحية وعفوية وتبوء بالتالي بالفشل ويقع في كل مرة الالتفاف عليها بعد إغراقها في الدم. نتذكر هنا حركة الفلاحين في تونس في 1969 وانتفاضة الشعب المصري في يناير 1980 وكذلك في المغرب والإضراب العام في تونس 1978 وثورة الخبز 1984 وثورات الجياع في السنوات الأخير ( الأردن، المغرب، مصر وتونس ). وهذا قليل من كثير حتى جدت الانتفاضات الأخيرة والتي مست تقريبا كل البلدان العربية ( تونس، مصر، الجزائر، المغرب، ليبيا، البحرين، اليمن، سوريا، العراق..).
الملاحظ أن كل هذه الانتفاضات جرت بصورة فجئية نسبيا دون أن يعني ذلك أنها لم تكن متوقعة. كما أنها جرت في غياب قيادات سياسية تؤطرها وتقودها وترسم لها برنامجها وأهدافها. وكانت القوى الثورية التقدمية هي الغائب الأبرز. أما الحركات الإسلامية التي لم تلعب فيها هي الأخرى دور المرشد والقائد فقد ظلت تتربص بأطوارها وتتحين الفرصة المناسبة للقفز في مقدمتها من اجل جني ثمارها. وبما أنها كانت القوى الأكثر جاهزية من حيث الاستعداد التنظيمي والحضور الميداني والعددي فقد تمكنت من ربح الانتخابات التي جرت في تونس وهي المرشحة قبل غيرها للفوز بها أيضا في مصر وسوريا واليمن. واستطاعت أن تكون القوة الأكثر تأثيرا في الثورة الليبية.
هناك أسباب تاريخية كثيرة مرتبطة بتاريخ النضال الثوري في المنطقة ولكن أيضا بالتطورات الحاصلة على الساحة الدولية.
إن فشل تجربة الماركسيين العرب والحركة القومية منذ بداية القرن الماضي حتى موفى الثمانينات منه فسح المجال للحركات الإسلامية للتربع على رأس حركة الاحتجاج والمقاومة. لكن انهيار الاتحاد السوفياتي وجدار برلين والهجوم الرأسمالي النيوليبيرالي وتصاعد نزعات الهيمنة والتدخل العسكري والصهيونية كانت هي الأخرى من الظروف المواتية لتصاعد تأثير الحركات الإسلامية في ربوع بلداننا حتى بدت وكأنها البديل الثوري لما لحق بنا من إهانات قومية ومن تعديات على كرامة شعوبنا الوطنية ومن استغلال طبقي مقيت وما خلف كل ذلك من فقر ومجاعة وتخلف وأمية وبطالة ... ومن إحساس بالغبن.
لقد كانت الظروف الموضوعية ناضجة لاندلاع ثورات في بلداننا بينما كانت الشروط الذاتية متخلفة بل وشبه مفقودة.
وهو السبب الرئيس في بروز الحركات الإسلامية كمستفيد أساسي من هذه الثورات.
ليس غريبا بالمرة أن تقع ثورة في بلد ما يقدم فيها الشعب والقوى الثورية والتقدمية تضحيات جسيمة من أجل إسقاط النظام الرجعي الحاكم ولكنها، أي الثورة، تؤدي في الأخير إلى نتائج رجعية لأن محدودية أو ضعف وزن وقلة جاهزية العنصر الذاتي هو الحاسم في طبيعة النتائج التي تؤدي إليها كل ثورة.
صحيح أن الأوضاع الدولية الراهنة في صالح الحركات الإسلامية ولكن التطورات التي هي بصدد الظهور في بلدان الرأسمالية التقليدية تبعث على الاعتقاد بأن هذه القوى الإسلامية لا تمثل البديل المستقبلي في المحيط الدولي المستقبلي.
إن الامبرياليات ( الأمريكية والأوروبية ) تقوم بكل ما في وسعها اليوم من أجل أن تتحكم في نتائج الثورات الجارية في بلداننا وقد وجدت في الحركات الإسلامية الأداة لتمرير مشاريعها في ثوب جديد وأصبحت تعول عليها في تمرير مشروع الشرق الأوسط الكبيرة في نسخة جديدة ذات قشرة اسلاموية بعد أن كانت تعول على الرجعيات ذات القشرة الحداثية. فلم تعد الامبريالية تستبعد القوى الإسلامية من أخذ السلطة عندما اتضح لها أن لا مفر من ذلك. ولكنها تعمل على ترويضها ودمجها في مشروعها بعلاقة بمستقبل المنطقة. وليس مستبعدا أن تضخ لها الأموال وتساعدها اقتصاديا ودبلوماسيا مقابل أن تحافظ لها على مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية في معناها العسكري. وليبيا خير مثال على ذلك. ونلاحظ أن حركة النهضة في تونس سائرة على نفس الدرب وسيكون الأمر كذلك في كل من مصر وسوريا واليمن وحتى المغرب.
لقد وجدت الامبريالية في الحركات الإسلامية ضالتها والبديل الأنسب لتمرير مشاريعها.
فما مستقبل الحركات اليسارية والتقدمية؟
بطبيعة الحال ستحاول القوة الامبريالية دوما استبعاد هذه القوى من لعب ادوار أساسية في حياة شعوبها وبالأخص استبعادها من الوصول للحكم. وليس أمام هذه القوى غير الاستفادة من الظروف الجديدة المستجدة بعد الثورات وتدارك أوضاعها لتحسين موقعها في النضال من أجل أن تفرض نفسها كبديل. وأعتقد أن الخيارات الرأسمالية التابعة التي ستواصل الحركات الإسلامية إتباعها - وهي في السلطة - بحكم أنها حركات لا تتناقض خياراتها مع الرأسمالية وبحكم أنها قوى غير قادرة على الإفلات من قبضة المنظومة الرأسمالية العالمية ( العولمة )، هذه الخيارات ستعيد إنتاج نفس المآسي التي بسببها ثارت شعوبنا في المدة الأخيرة.
لكن متى ستكون القوى الثورية قادرة على توظيف هذه الأوضاع لإزاحة الحركات الإسلامية فذلك مرهون بأمرين اثنين :
- أولا التطورات التي ستشهدها الساحة العالمية وخاصة تطور حركة الطبقة العاملة والشعوب ضد مآسي الرأسمالية التي تعيش الآن أزمة اقتصادية مرشحة لمزيد من التعقيد
- ثانيا تطور القدرات النضالية والتنظيمية للحركات والأحزاب الثورية في بلداننا وهو الأمر الذي لا يمكن الجزم فيه بشيء الآن.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - هياء قصة / كاظم حسن سعيد
- العقبة وما أدراك مالعقبه / طالب الجليلي
- محطات جورج - 7 - / شكري شيخاني
- جاء زمن محاسبة ومعاقبة نظام الملالي على جرائمه / سعاد عزيز
- محطة في الذاكرة / سلام ناصر الخدادي
- ظمأ / هدى يونس


المزيد..... - لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- استطلاع: الأهل يعانون من الإرهاق الشديد والعزلة والوحدة.. ما ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: مكارم ابراهيم - الجيلاني الهمامي