أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: ناصر عجمايا - الجيلاني الهمامي










رد الى: ناصر عجمايا - الجيلاني الهمامي

- رد الى: ناصر عجمايا
العدد: 298565
الجيلاني الهمامي 2011 / 11 / 12 - 23:45
التحكم: الكاتب-ة

تحية حارة وبعد
أتفق معك تمام الاتفاق أنه لا بد من - استغلال جميع المبادرات والعمل على خلاص الشعب من التخلف والعوز والفقر والمعاناة - وأتفق معك أيضا أنه لا بد من - توحيد اليسار لإدارة الصراع نحو غد مشرق لتونس - واتفق معك تمام الاتفاق أن - اليمين الرجعي لا يمكنه تحقيق مصالح الشعب التونسي -.
ولكن يا صديقي هذا الكلام الجميل يبقى كلاما عاما وسطحيا. ويتعين علينا أن ندقق الأمور قليلا حتى لا نظل نردد كلاما عاما كهذا لا يجدي ولا ينفع بالمرة.
إنني حينما تكلمت عن حركة التجديد -الحزب الشيوعي التونسي الذي سميته بالقديم والتحريفي - لم يكن ذلك من موقع - الضغينة- كما قلت وإنما من باب تسمية الأشياء بمسمياتها وهذا لا يعني البتة أنني أحمل - ضغينة - أو أني لا أرى مصلحة للشعب في البحث عن عمل مشترك مع هذا الفصيل من اليسار.
وقبل أن أدقق أوضح أكثر لا بد من تدقيق ما يلي:
تروج مفاهيم خاطئة حول مفهموم اليسار ومدلول هذه الكلمة. الكثير من الناس يطلقون كلمة يسار على كل تنظيم يطلق على نفسه هذه الصفة سواء لأنه يعتبر نفسه - ماركسيا - أو كان في فترة ما -ماركسيا- أو لأنه يطلق على نفسه صفة - الاشتراكي - أو -الديمقراطي - وما إلى ذلك.
والحقيقة ان هذه الكلمة التي باتت تطلق جزافا على الكثير من التنظيمات دون تحر ولا تدقيق وبالتالي تزرع الكثير من المغالطات والوهام على أطراف سياسية تصنف في اليسار وهي لا تمت لليسار بعلاقة.
فليس يساريا كل من يدعي انه يساري كما ليس ديمقراطيا كل من يدعي أنه ديمقراطي.
فما معنى يسار ؟
اليسار بنظري هو مضمون سياسي لخط فكري وسياسي، محتوى برنامج، أهداف ومواقف وممارسة سياسية. فاليسار سواء كانت له مرجعية ماركسية أو قومية هو في الأساس موقف منحاز لطبقات وفئات اجتماعية معينة ومدافع على مصالحها. وهو برنامج مشروع مجتمعي وممارسة سياسية واضحة لفائدة الطبقات والفئات الشعبية : العمال والفلاحون والموظفون وأصحاب الحرف الصغار والطلبة والتلاميذ والعاطلون عن العمل نساء ورجال في المدينة والريف. اليسار هو قوة التغيير الفعلي والحيقيقي لصالح هؤلاء جميعا. واليسار هو انتصار للقضايا العادلة في العالم وللمساواة وللحرية والديمقراطية. فكم من حزب سياسي يدعي اليسارية ولكنه يدافع على الرأسمالية التي هي نظام الملاكين الكبار والاحتكاريين الذين يمتصون عرق ودم الكادحين؟ وكم من حزب يدعي أنه يساري وينتصر للقوى الهيمنية والاستعمارية بل وللصهيونية؟ وكم من حزب يدعي أنه يساري ويدعم أنظمة رجعية ومحافظة ومستبدة ومعادية لشعوبها؟ فهل كل من يدعي أنه يساري هو بالفعل قوة تغيير ونصير لثورات الشعوب وتحررها؟ فهل مثلا الحزب الاشتراكي الفرنسي حزب يساري بحق؟ وهل الحزب الشيوعي الاسرائيلي حزب يساري بحق؟ وهل ان الحزب الاشتراكي الدستوري الذي تحوّل في عهد بن علي في تونس إلى التجمع الدستوري الديمقراطي هو حزب يساري بحق؟ وهل كان من الممكن ان يقع التحالف معه فقط لأنه يدعي أنه - اشتراكي - أو - ديمقراطي -؟
لقد سطت البرجوازية على كلمة - اشتراكي - و - ديمقراطي - وأطلقتها على الكثير من أحزابها للتمويه وللمغالطة لتعطيل وتمييع نضال الطبقة والشعب ضد البرجوازية ونظامها الرأسمالي. وسطت البرجوازية على هذه الكلمات وأطلقتها على أحزابها لمغالطة وجر العمال وجماهير الشعب تحت هيمنتها ولمنعها من بعث أحزابها الطليعية التي تناضل من أجل الاستقلال السياسي للطبقة عن التنظيمات البرجوازية. وعليه لا بد من التمعن في كل حزب لا فقط من منطلق ما يطلقه على نفسه من صفات بل وخاصة من منطلق ما يطرح بالضبط من برامج واهداف وما يرفعه من شعارات وما يصدر عنه من ممارسات على أرض الواقع.

يتبع


وفي هذا الصدد لا بد من النظر في ما إذا كان الحزب الشيوعي التونسي سابقا في تونس ( حركة التجديد الآن ) يساريا فعلا أم لا.
سوف لن أعود كثيرا لما تميّز به هذا الحزب تاريخيا من مواقف وممارسات منذ أن تأسس بل سأكتفي بعرض بعض مواقفه من القضايا التي طرحها نضال الشعب التونسي ضد النظام الدستوري في تونس في عهد بورقيبة كما في عهد بن علي.
فعلى سبيل التذكير فقط كان الحزب الشيوعي التونسي تبنى سلسلة من المواقف التي لا تمت للـ- يسار- بصلة ومنذ عقود طويلة. فقد وقف ضد شعار الاستقلال الوطني في تونس في الأربعينات من القرن الماضي تحت شعار - الاتحاد العالمي البروليتاري - الذي رفعه الحزب الشيوعي الفرنسي آنذاك بدعوى مواجهة الفاشية. ثم زكى صفقة الاستقلال الداخلي التي عقدها بورقيبة مع فرنسا معتبرا إياها خطوة على درب الاستقلال التام. وزكى سياسة التعاضد التي نفذها نظام بورقيبة طيلة الستينات تحت شعار المساندة النقدية هذه السياسة التي مولتها المؤسسات المالية العالمية ( البنك العالمي ) والتي لم تكن في صالح الشعب التونسي.
اما في عهد بن علي فقد انخرط الحزب الشيوعي التونسي الذي غيّر اسمه إلى حركة التجديد في اختيارات النظام ودخل حلبة الأحزاب الديكورية ونشط في البرلمان في قالب رشاوي انتخابية وساند بن علي في سياسته القمعية وقبل بالذهاب ضمن وفود بن علي للدفاع عليه لدى الاتحاد الأوروبي مدعيا ان الأمور في تونس - عال العال- وان ما يعانيه الشعب التونسي من قمع دموي ليس سوى - تجاوزات - قليلة يقوم بها من حين لأخر هذا العون او ذاك من البوليس ( السياسي ) وان الرئيس بن علي يقف لها بالمرصاد.
ولم يتجرّأ على بعض النقود المحتمشة لنظام بن علي إلا منذ سنوات فقط بعد مؤتمره الأخير.
وخلاصة القول لم يكن هذا الحزب حزبا يساريا بالمعنى الحقيقي للكلمة بقدر ما كان حزبا إصلاحيا يطالب باصلاحات سياسية ليبرالية وجزئية ( وفي قالب نصح للنظام ) دون المساس بجوهر النظام وباختياراته الاقتصادية والاجتماعية وبارتباطاته الدولية.
ومع ذلك لك يكن من المرفوض في نظر الثوريين في تونس وفي نظر حزب العمال الشيوعي التونسي بالتحديد، العمل المشترك معه في نضالات من أجل هذه الاصلاحات في عهد بن علي أيام كانت البلاد ترزح تحت نير القمع الأعمى، ولم يكن من المرفوض أبدا توحيد جهود الحركة الديمقراطية على قاعدة حد أدنى ديمقراطي بل بالعكس كان هذا الحزب في غالب الحالات رافضا لمثل هذه المحاولات كل مرة بعنوان من العناوين، إما برفض العمل مع - اليساريين المتطرفين - او بدعوى الموقف من الاسلاميين خاضعا لتعليمات السلطة التي لم تتدخر جهدا من اجل فرض سياسة فرق تسد.
وبعد الثورة كان هذا الحزب أول من زكى وانخرط في - الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والانتقال الديمقراطي ...- التي يرأسها عياض بن عاشور والتي جاءت للالتفاف على - المجلس الوطني لحماية الثورة - بتدبير من بقايا النظام السابق بل وكان اكثر الأطراف الفاعلين فيها ووقف ضد أهداف الثورة وانخرط في هذه الهيئة جنبا إلى جنب مع حركة النهضة التي لطالما افشل محاولات الحركة الديمقراطية للتوحد بدعوى الموقف من هذه الحركة، واتخذ مواقف مضادة للثورة في مختلف المحطات إلى حين موعد الانتخابات الأخيرة.
وهو يحاول اليوم تجميع القوى - اليسارية - من أجل تشكيل جبهة أو قل في الحقيقة توسيع دائرة - القطب الديمقراطي - الذي شكله ودخل به الانتخابات الأخيرة على قاعدة أهداف حقوقية ديمقراطية ليبرالية مهملا بل ورافضا إدراج المطالب الاجتماعية والاقتصادية الأساسية التي ينبغي لف الشعب حولها لمواجهة الاختيارات الليبرالية التي ستتبعها حركة النهضة، نفس الاختيارات التي كان يسير عليها نظام بن علي، اختيارات مملاة من الخارج، من أمريكا والاتحاد الأوروبي وقطر ودول البترودولار.
إن حزب - حركة التجديد - ( الحزب الشيوعي التونسي سابقا ) لم يشكل ولا يشكل اليوم طرفا في القوى اليسارية الحقيقية التي تحمل برنامج حد أدنى ديمقراطيا ووطنيا بمحتوى سياسي واقتصادي واجتماعي لصالح العمال والفلاحين وبقية فئات الشعب الأخرى. ولا يمكن بالتالي التعويل عليه في بناء جبهة وطنية ديمقراطية ثورية لمواجهة اليمين - حركة النهضة - التي تتهيّأ لإخضاع البلاد مرة أخرى لبرنامج لا يقل رجعية عن البرنامج الذي كان في عهد بن علي.
فالمسألة هي إذن سياسية وليست مسألة - ضغينة -، مسألة سياسية تخضع لتحليل طبيعة مواقف هذا الحزب في علاقة بالاستحقاقات القادمة المطروحة في نضال الشعب التونسي من أجل استكمال مهام الثورة ومنع العودة بها تحت حكم اليمين الديني إلى ما كانت عليه في عهد بن وربما لما هو أتعس.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - مائدة مستديرة بالدار البيضاء لإعادة الاعتبار للصحافيين المهن ... / أحمد رباص
- لتّجريب الرّوائيّ ومولد السلبانيّة الأدبية الحديث / محمد خريف
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1 / كاظم حسن سعيد
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة / جعفر المظفر
- فلسطين والعالم - حين تتحد جبهة المظلومين - / عدنان الصباح
- سيناريو عرس النار طلال حسن / طلال حسن عبد الرحمن


المزيد..... - إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز ...
- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- باريس سان جيرمان يعلن عن اسم أول الراحلين خلال ميركاتو 2024 ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: ناصر عجمايا - الجيلاني الهمامي