أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: ابتسام يوسف الطاهر - الجيلاني الهمامي










رد الى: ابتسام يوسف الطاهر - الجيلاني الهمامي

- رد الى: ابتسام يوسف الطاهر
العدد: 297033
الجيلاني الهمامي 2011 / 11 / 9 - 15:09
التحكم: الكاتب-ة

تحياتي الحارة
إن قولي بأن البرجزاوية كفت من زمن عن أن تكون طبقة اجتماعية ثورية ليس بالكلام الإنشائي. وسأحاول أن أبيّن لك ذلك بمزيد الوضوح.
عندما ظهرت الطبقة البرجوازية في المجتمعات الأوروبية كانت هذه الطبقة ثورية على أكثر من صعيد. فاقتصاديا أدخلت البرجوازية على نمط الإنتاج الإقطاعي، كواحد من أنماط الانتاج الطبيعي، تغييرا جذريا وأحلت الإنتاج البضاعي الكبير الموجه للسوق محل الإنتاج الإقطاعي ذي الطابع العام العائلي. وقد نتج ذلك أساس على المكننة والتصنيع وتطوير سيرورة عملية الإنتاج. وفتح هذا العهد أبوابا كبرى على الاكتشافات والاختراعات الصناعية في جميع المجالات. وتناسب هذا مع الثورة الصناعية الأولى.
أما على الصعيد السياسي فإن الإنتاج الكبير استوجب خلق سوق للترويج والتبادل الواسع لوفرة الإنتاج واقتضت السوق توحيدها تحت نظام سياسي جديد أكثر تقدمية من النظم القديمة ( الامارت والمماليك والمقاطعات .... ). وقد تزامن هذا مع الثورات القومية التي وحدت القوميات المتناثرة فبرزت أمم موحدة ( الفرنسية والألمانية والايطالية ... ) تحت حكم دولة من نوع جديد الدولة القومية المركزية التي أدخلت على تنظيم الدولة تحويرات عميقة تمثلت في الدولة الديمقراطية التي فصلت السلطات وأقرت الحريات العامة والفردية التي كانت حركة التنوير قد مهدت لها.
وعلى الصعيد الاجتماعي فإن الإنتاج الكبير خلق طبقة اجتماعية جديدة هي طبقة العمال الذين أصبحوا يتمتعون بحرية بيع قوة عملهم وتخلصوا من قيد الإقطاع القديم الذي كان يحرمهم حتى من اختيار من يستغل قوة عملهم. ولكن هذه الحرية حولتهم من عبيد الإقطاع إلى عبيد الأجرة. فانقسم المجتمع الجديد حينئذ انقساما جديدا بين أقلية تملك وسائل الإنتاج ( المال والمصانع والعقارات الخ... ) وبين أكثرية لا تملك إلى قوة عملها ومجبرة على بيعها لمالكي وسائل الإنتاج حتى تضمن البقاء على قيد الحياة. هذا في المدن التي تمثل واحدة من المميزات التي رافقت ظهور النظام الرأسمالي. أما في الريف فمن الأعمال الثورية التي قامت بها البرجوازية هي الإصلاحات الزراعية التي أعادت تقسيم الأرض لتفكيك واحدا من أسس النمط الإقطاعي ووسعت من دائرة الانتاج البضاعي.
هذه الميزات التي ظهرت مع بروز الرأسمالية في البلدان التي شهدت ثورات برجوازية في البلدان الأوروبية وغيرها لم تظهر في بلداننا العربية لأسباب تاريخية. ففي حين كانت البلدان العربية تتهيّأ لدخول هذه المرحلة التاريخية من التطوّر صادف أن تتطورت الرأسمالية في حضنها الأصلي الأوروبي وتحوّلت إلى نظام استعماري. إن الانتاج البضاعي الكبير في أوروبا استوجب في تلك الظرفية بالذات خلق وفرة غير محدودة من الانتاج لم تعد السواق الوطنية قادرة على استيعابه المر الذي حدا بالبرجوازيات الأوروبية إلى البحث عن أسواق جديدة لتسويق فائض إنتاجها. لقد بدأت الرأسمالية في البحث عن نشر نمط مجتمعها، تصدير نظامها إلى كل أصقاع العالم. لقد بدأت الرأسمالية في العمل على خلق نظام عالمي على صورة نظامها. وهو الباعث الأساسي، إلى جانب عوامل سياسية واقتصادية وثقافية أخرى، لظهور موجة الاستعمارات المباشرة. وقد كانت البلدان العربية، بحكم عوامل جغرافية ولأسباب اقتصادية وتجارية ( التسليف، الصادرات الخ ... ) هي أول المناطق التي اتجهت لها الأطماع الاستعمارية الأوروبية.
وعندما شرعت فرنسا وبريطانيا وإيطاليا في غزو بلدان المغرب العربي والمشرق ( في إطار اتفاقيات لتقسيم المستعمرات ) كانت عناصر تشكل النواتات الأولى للبرجوازيات العربية في بدايته وكانت أيضا عناصر التراكم الرأسمالي بصدد التشكل والظهور. وبحكم ضعفها لم يكن بمقدورها الصمود أمام رأس المال الاستعماري الزاحف عليها بتواطئ الأنظمة السياسية المتخلفة والتابعة للإمبراطورية العثمانية المترهلة.
وما أن دخل رأس المال الاستعماري لبلداننا دمّر هذه النوتات الرأسمالية الناشئة وألحقها به وحوّلها إلى نواة رأس مال تابع له يعمل في ركابه وخاضع له. بل وشجع على ظهور رأسمالية جديدة تابعة وخاضعة له لتسهيل عملية سيطرته على مجتمعاتنا. ولم يكن ذلك بطبيعة الحال بهدف تطوير القاعدة الاقتصادية بقدر ما كان لتوفير أفضل شروط استغلال مقدراتنا الاقتصادية وأسواقنا. فالسكك الحديد التي مدنا والمواني التي أنشأها والمكننة التي أدخلها على الفلاحة في بلداننا والمناجم التي اكتشفها كانت كلها خاضعة له وتحت سيطرته بصورة مباشرة ( المعمرون ) أو بواسطة عملاء يعملون في صالحه وتحت إمرته.
لذلك لم تظهر في بلداننا برجوازية وفق الصيرورة التي عرفتها مثيلتها في أوروبا.

( يتبع )

لذلك لم تظهر البرجوازية كطبقة نتاج تطور طبيعي للمجتمع وإنما وجدت في مسار مشوه وبتدخل خارجي وهو ما لم يسمح لها بإنجاز مهماتها التاريخية وإنما تولت القيام بدور الوكيل لإنجاز المهمات التي تخدم الأغراض الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للرأس المال الاستعماري الغازي ...
هذا هو المسار التاريخي لظهور البرجوازيات العربية الماسكة بالسلطة ( الدولة الاستبدادية ) والمهيمنة على وسائل الإنتاج ودواليب الاقتصاد. وتستمر هذه البرجوازيات في الحكم حتى اليوم في جميع بلداننا ( رغم كل التفاصيل المختلفة من بلد إلى آخر ) ولم تختف كما ذهبت أنت لقوله ( فاختفاء الطبقة البرجوازية في بلداننا ...) كما أنها لم تصب - بالفقر - ولم تنضم - لركب الفقراء والمعدمين - كما جاء في تعليقك لأن هذا البرجوازيات الكمبرادورية تكدس ثروات طائلة على حساب الكادحين وجماهير الشعب أو جماهير - الفقراء والمعدمين - كما قلت. ولا تزال هذه الطبقة تقمع شعوبنا وتستبد بالحكم مهما كان شكل الدولة التي تعتمده ( جمهوريات ومملكات ... ) وهي في تعارض تام وتناقض جوهري مع - الفقراء والمعدمين - من أبناء شعوبها ولم تنضم إليهم كما قلت. ربما تقصد انه في ظل سيرورة الاستغلال الرأسمالي الفاحش في بلداننا وفي ظل مسار مركزة رأس المال يقع تفقير طبقة البرجوازية المتوسطة والصغيرة أي الذين يملكون رأس مال مادي ( مؤسسات إنتاج أو خدمات صغيرة ومتوسطة الحجم ) ومعرفي ( موظفون وتقنيون وبرقراطيون في أجهزة الإدارة ومؤسسات الجيش والأمن الخ ... ) فهذا أمر واقعي ولا يمكن نكرانه بحكم عملية مركزية رأس المال التي تتم بصورة طبيعية في سيرورة التراكم الرأسمالي في كل مجتمع طبقي قائم على الملكية الفردية لوسائل الإنتاج.
أما المسألة الأخرى والتي أشرت إليها في تعليقك بشكل إنشائي هي قولك أن - موضوع الطبقة العاملة لم يعد يتماشى مع الواقع العربي ... لاسيما وتلك الطبقة معدمة لا حول ولا قوة لها..-. يبدو لي أنك تخلط بين أمرين هما الوجود الموضوعي لطبقة ما وحالة وعيها وقدرتها على الفعل والتغيير. فالقول بأن - موضوع الطبقة العاملة لم يعد يتماشى مع الواقع العربي - فهذا يعني أنها لم يعد لها وجود وهو خطأ فادح فكأنك تقول أن - الواقع العربي - أصبح خاليا من الطبقات. أي كأن مجتمعاتنا أصبحت خالية من الطبقات وتجاوزت التناقضات الطبقية. فأي من المجتمعات العربية لا يوجد ضمنه أغلبية من العمال الذين يعيشون على بيع قوة عملهم للعيش؟ فمن ذا إذن ينتج الخيرات في القطاعات الاستخراجية ( مناجم البترول والفسفاط والحديد ... )؟ ومن يشغل آلات المصانع التحويلية؟ ومن يعمل في حقول الفلاحة والصيد البحري؟
وأي من المجتمعات العربية لا يوجد فيه كادحون حتى إن ملكوا رأس مال صغير واستغلوا قوة عمل غيرهم ( حرفيون مضطرون للكدح إلى جانب عمال آخرين يعملون لصالحهم ) أو موظفون وفلاحين صغار الخ...
إن الحديث عن - فقراء ومعدمين - هكذا في المطلق لا يؤدي معنى دقيقا للتركيبة الطبقية لكل مجتمع ذلك أن الفقر خاصية يمكن أن تجمع العامل والفلاح الصغير والموظف والمستخدم في الورشات الحرفية والعاطل عن العمل. هؤلاء كلهم فقراء سواء كان لهم دخل قار أو ظرفي أو فقدوا كل دخل ومع ذلك لا ينتمون كلهم لنفس الطبقة أو الشريحة الاجتماعية.
إن مجتمعاتنا العربية كلها مجتمعات طبقية فيها ملاكون كبار لرأس المال الصناعي والخدماتي والفلاحي وملاكون متوسطون وصغار تنمو ملكياتهم وتتدهور بحسب ظروف عملية التراكم الرأسمالي في كل بلد على حدة وبحسب درجات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها كل بلد على حدة وبدرجة تبعية كل اقتصاد من اقتصادياتنا وفيها في الجانب المقابل عمال وفلاحون صغار وأصحاب حرف وموظفون وعاطلون عن العمل الذين يمثلون على الدوام الجزء المهمش من الطبقة العاملة أو احتياطيها. وتبقى الطبقة العاملة بصفتها الطبقة الأكثر عددا والتي تتبوأ مكانة خاصة في عملية إنتاج الثروة هي الطبقة التي موكول لها لعب الأدوار الرئيسية في أي عملية تغيير سياسي ( السلطة ) واجتماعي ( ملكية وسائل وعلاقات الإنتاج ).
ومهما كان من أمر وبصرف النظر عن رغبتك فإن وجود هذا الانقسام الطبقي أمر موضوع خارج عن إرادتك وإرادة أي كان منا. وهو الذي يبرر ويفسر الصراعات الطبقية التي تشق مجتمعاتنا بدرجات متنوعة ومختلفة من الحدة.
وهنا أود أن اعلق بسرعة على قولك أن - موضوع الطبقة العاملة - أصبح أمرا غير متماش مع الواقع العربي لأنها - لا حول ولا قوة لها - فهذا وجه ثاني من أوجه الخلط عندك لأن وجود طبقة اجتماعية لا يتحدد بدرجة وعيها وقدرتها - وحولها وقوتها - على الفعل. لأن وعي الطبقة العاملة يمكن أن يكون في ظرف من الظروف رغم أنها الطبقة الأكثر عددا والأخطر دورا في عملية الإنتاج وعيا متخلفا ويمكن أن يكون نضالها من أجل مصالحها الخاصة كطبقة ضعيفا أو منعدما دون أن يعني ذلك أنها غير موجودة أو أن - موضوعها لم يعد يتماشى مع الواقع - العربي.
( يتبع )

ومن جانب آخر أنت لا تقدّر كما ينبغي النضالات الت


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - الردّ الإيراني: ليلة الرعب وتوازن الردع / صبري الرابحي
- الاستفادة من مياه الأمطار / عماد الشمري
- جبهة دولية لتغذية الاعلام المنحاز / غالب المسعودي
- زهرة الليلك الأرجوانية / فوز حمزة
- زوبعة على ورق / فوز حمزة
- : رؤية ماركسية حول الحرب الاوكرانية -- الروسية ( بمناسبة الذ ... / نجم الدليمي


المزيد..... - اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الجيلاني الهمامي رئيس المؤتمر الوطني لحزب العمال الشيوعِي التونسي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: إن عالما آخر أفضل ممكن ...عالم خال من استغلال الانسان للانسان / الجيلاني الهمامي - أرشيف التعليقات - رد الى: ابتسام يوسف الطاهر - الجيلاني الهمامي