|
|
رد الى: عبد اللطيف عشيق - حسن أحراث
- رد الى: عبد اللطيف عشيق
|
العدد: 292224
|
|
حسن أحراث
|
2011 / 10 / 30 - 01:09 التحكم: الكاتب-ة
|
كما سبق أن أشرت سواء من خلال الافتتاحية أو من خلال الردود عن بعض التعليقات، فإن الوضع الراهن بالمغرب يعرف ترديا فظيعا على كافة المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكمؤشرات على ذلك، الأعداد الكبيرة للمعتقلين السياسيين والتعذيب والأوضاع السيئة داخل السجون. بالإضافة طبعا الى توسع دائرة الفقر والنهب لخيرات البلاد والإجهاز على المكتسبات. وتواصل عمليات القمع الممنهج يؤكد أن أي نظام رجعي، أي نظام لا وطني لا ديمقراطي لا شعبي لا يمكن إلا أن يكرس بالحديد والنار نفس التوجهات التي تخدمه وتخدم أسياده بالخارج. وقد أسفر إجرام النظام المغربي، في إطار التصدي لدينامية 20 فبراير، على سقوط العديد من الشهداء، كان آخرهم الشهيد كمال الحساني. وعلى مستوى آخر، فإن الدستور الجديد لم يعمل إلا على -تكريس الملكية المطلقة-، سياسيا واقتصاديا، حيث تجميع كافة السلط بيد الملك وهيمنة المؤسسات الإنتاجية الملكية على كافة مناحي الحياة الاقتصادية. وعلى ذكر الشهيد المهدي بنبركة، فإن الحقيقة حوله والعديد من مجهولي المصير لازالت غائبة، كما أن العديد من المتورطين في الجرائم السياسية، وحتى الجرائم الاقتصادية، لم يطلهم العقاب ولا المساءلة. ومنهم من يتحمل الآن المسؤولية الرسمية. وبهذه المناسبة التي تصادف اليوم الوطني للمختطف (اختطاف الشهيد بنبركة والحسين المانوزي)، كما تصادف ذكرى اغتيال المناضل المعطي بوملي على يد القوى الظلامية، لا يمكن إلا إدانة النظام المغربي والقوى الظلامية وكافة الجهات المتواطئة والمتخاذلة. وبالنسبة للاتحاد الاشتراكي، فلا صلة له اليوم بالشهيد بنبركة. وما معنى أن يتحمل الاتحاد اليوم المسؤولية الحكومية ويتغاضى على ملف الشهيد؟ وهو ما فعله عبد الرحمان اليوسفي فيما قبل... وكذلك النهج الديمقراطي، فلا صلة له بمنظمة إلى الأمام، وببساطة فالنهج الديمقراطي لا يدعو الى إسقاط النظام، كما دعت الى ذلك منظمة الى الأمام. إن تبني الشهيد، حقيقة، يفرض اتباع خطاه... وهذه كلمة قصيرة في حق الشهيد بنبركة، كتبتها في ذكرى اختطافه واغتياله:
خيانة الشهيد المهدي بنبركة مسؤولية النظام المغربي في العديد من الجرائم السياسية ثابتة، بما في ذلك اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة. والخطير في الأمر هو ما يلي: أولا، استمرار الاختطاف والاغتيال؛ وثانيا، هو التنكر للشهداء بمبررات واهية ومفضوحة، من طرف بعض رفاقهم ومن طرف عتاة المطالبين بالديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان ودولة الحق والقانون... وبالنسبة لاستمرار الاختطاف والاغتيال، فحقيقة ثابتة، بالنظر الى طبيعة النظام المغربي. وهو منطق الصراع في جميع الأحوال، لأن غياب الديمقراطية يعني الانطلاق من مصادرة الحق في التعبير وإبداء الرأي وفي الاختيار الحر الى الإجهاز على الحق في الحياة، أي القتل والاغتيال. ومن يتوقع غير ذلك، فهو واهم أو متواطئ. أما التنكر للشهداء، فغير مقبول تحت أي مبرر كان. إنها جريمة لا تختلف في العمق عن جرائم النظام. إن التنكر للشهداء هو قتل مستمر لهم. فما معنى أن تلتزم مع مناضل قيد حياته بمواصلة طريق ما، ثم بعد استشهاده تواصل طريقا آخرا؟ يمكن تفهم الاجتهاد والإبداع، كما يمكن تفهم التصحيح، إذا كان فعلا تصحيحا. ويمكن أيضا تفهم -المراجعة- إذا كانت تخدم قضية الشهيد. لكن، أن يتم الانتقال من خندق الشهيد الى خندق أعداء الشهيد، فجريمة لا تغتفر، ولا تقبل التقادم، بلغة القانون.. والحال هنا يهم العديد من رفاق الشهداء، كل الشهداء. ومن بينهم، وبالمناسبة (2011/10/29)، رفاق الشهيد المهدي بنبركة. وطبعا، ليس كل رفاق الشهيد المهدي بنبركة. هل يعقل أن يكون -الرمز- و-البطل- عبد الرحمان اليوسفي، رفيق الشهيد بنبركة، وزيرا أولا، ولا ينبش في موضوع اختطاف واغتيال رفيقه المهدي؟ بل، كيف يعقل أن يقبل -المناضل- الكبير اليوسفي مسؤولية الوزارة الأولى دون الكشف عن مصير رفيقه المهدي؟ علما أن الظرفية السياسية التي تمت فيها الصفقة التاريخية (التناوب التوافقي، غير الديمقراطي)، كانت ظرفية ملائمة لانتزاع الكثير من المكتسبات. اعترف الحسن الثاني، آنذاك، بوضعية -السكتة القلبية-، بكل ما تعنيه من انهيار تام، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، دون إغفال الترتيبات التي كانت تهيأ في الخفاء للانتقال السلس للسلطة من ملك الى آخر. وبدورنا، نقر بأن حزب الاتحاد الاشتراكي حينذاك، كان منقسما. كان اليوسفي وكان اليازغي، والسؤال الذي لم يطرح هو: هل رفض اليوسفي كان يعني رفض اليازغي، أم أن رفض اليوسفي كان يعني قبول اليازغي وولعلو ولشكر وأبطال آخرين للاتحاد؟ كان ما كان، وأسفر عن الخيانة، خيانة المهدي، وخيانة عمر وكرينة، وخيانة شهداء شعبنا... وأستطيع أن أقول، إن خيانة اليوم من خيانة الأمس، يوم قتل الثور الأبيض. وثورنا الأبيض -المسكين- قتل إبان -إيكس- لي- بان-، المحطة المشؤومة التي وضعت الحجر الأساس لمعاناتنا. وإذا كان لا بد من المحاسبة، فلنحاسب النظام ولنحاسب بعضنا البعض... انتهى زمن الريع... ومن يتبنى الشهيد يتبع خطاه
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسن أحراث، مناضل يساري، معتقل سياسي سابق، كاتب عام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في حوار مفتوح حول الوضع السياسي العام بالمغرب بعد ثورات الربيع العربي / حسن أحراث
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
ما بين إعلان الدولة الفلسطينية 1988 وواقعها اليوم
/ ابراهيم ابراش
-
أطروحة جامعية تسلط الضوء على- السرد الترابطي- كإفراز للتحولا
...
/ عزيز باكوش
-
كيف تنظر إسرائيل لزيارة محمد بن سلمان إلى البيت الأبيض
/ ازهر عبدالله طوالبه
-
الدين الواحد... سرّ التجلّي الإلهي في مرايا الأديان، و حين ت
...
/ راندا شوقى الحمامصى
-
كرم خليل يكتب: كيف تحوّلت سوريا من ملف أمني إلى شريك استراتي
...
/ كرم خليل
-
(سِفْرُ السِّدْرَةِ) (محو وصحو)
/ سعد محمد مهدي غلام
المزيد.....
-
دمى -لابوبو- تثير ضجة.. وسوني بيكتشرز تستعد لتحويلها إلى فيل
...
-
تونس.. جبهة الخلاص تنظم وقفة تضامنية دعما للمعتقلين السياسيي
...
-
دمشق.. سوريا والاتحاد الأوروبي يطلقان يوم حوار مع المجتمع ال
...
-
الخليل.. إسرائيل تغلق المسجد الإبراهيمي للاحتفال بعيد سارة ا
...
-
جلبها مواطن كويتي من إيران.. داخلية الكويت تعلن إحباط تهريب
...
-
قانون الإعدام والقوة الدولية بغزة.. صراع النفوذ بين-إسرائيل-
...
المزيد.....
|