|
حول المشهد النقابي - سليم نعمان
- حول المشهد النقابي
|
العدد: 290423
|
سليم نعمان
|
2011 / 10 / 26 - 00:35 التحكم: الكاتب-ة
|
الرفيق حسن احراث تحية طيبة
لقد تطرقتم في في هذا المنبر الحر للعديد من المواضيع السياسية في حواركم مع مخاطبيكم، لكن ارى ان موضوعا مهما لم تعطوه ما يكفي من الأهمية رغم ان لكم العديد من المقالات حولها، والموضوع يتعلق بالحركة النقابية في المغرب كذات مناضلة الى جانب الطبقة العاملة ومن شأنها ان تشكل رقما اساسيا في الصراع الطبقي وانتضصار الطبقة العاملة على مضطهديها، لذلك أريد أن افتح قوسا قصيرا حول المشهد النقابي ككل، بغاية انت تبسط للقراء نظرتكم المعيارية حول الموضوع . في رأيي أن البرجوازية مباشرة عقب قفزها على المحن الخطيرة التي اجتاحتها منذ بداية القرن العشرين وأخص بالذكر هنا الحربين العالميتين الأولى والثانية، والثورة البلشفية سنة 1917 والأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، عمدت بعد الحرب العالمية الثانية الى الاستثمار في تدجين الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وذلك بواسطة البرجوازية الصغرى اضحت تقود هذه التنظيمات وترفع من مستوى كفاءتها في تخدير الطبقة العاملة من اجل ضمان انصياعها لمختلف السياسات البرجوازية. وقد ساعد اعتماد السياسات الكينيزية وما يسمى بدولة الرفاه خلال ما يعرف بالثلاثينيات المجيدة في تكريس هيمنة البرجوازية الصغرى في قيادة هذه التنظيمات والابتعاد بالطبقة العاملة عن الفكر الاشتراكي والصراع الطبقي بمضامينها الماركسية اللينينية. وبالفعل ففي هذه الفترة تفشت ازمة الماركسيين وظهرت التحريفية السوفييتية، كما اعتقدت الطبقة العاملة في الغرب ان النمو النسبي الحاصل بعد الحرب قد اصبح دائما
لكن سرعان ما بدأت أزمة النظام الرأسمالي بالعودة بقوة منذ سنة 1967 وانتشار الصراع الطبقي من جديد في عدد من الدول الأوروبية منها على الخصوص فرنسا سنة 1968 بدأنا نشاهد عودة خجولة للنضال النقابي في عدد من الدول، لكن ردود فعل البرجوازية كان قويا، عبر القمع الوحشي للأطر المناضلة في العديد من الدول ومن بينها بلادنا في إطار الحرب الباردة الدائرة بين المعسكرين -الامبرياليين- والتي كان لها مقابل في بلادنا تجسد في سنوات الرصاص. كما اعقب ذلك هجوم ايديولوجي يرمي الى تدجين كافة الاحزاب السياسية والمركزيات النقابية الى درجة ان اختفت ثقافة الصراع وحل محلها ثقافة التوافق تحت رعاية البرجوازية والبرجوازية الصغرى. منذ بداية عقد الثمانينات ومواكبة مع سياسات التفكيك والخوصصة والتكييف الهيكلي مع شروط التراكم الرأسمالي، تراجع الانخراط الواسع للطبقة العاملة في النقابات وان تم ذلك فمن اجل مطالب اقتصادوية بسيطة سرعان ما يتم الالتفاف حولها بغلاء الاسعار، ففي المغرب حيث يتراوح عدد المركزيات النقابية ثلاثون مركزية نجد بالمقابل ان خمسة بالمائة فقط من الطبقة العاملة هي المنقبة. فالثقة انعدمت لدى الطبقة العاملة في النقابات. بل حتى نضالات الطبقة العاملة تتم في الكثير من الأحيان خارج النقابات حيث تحقق بها نجاحات لا تتحقق داخل النقابات. كما لجأ الكادحون الى تأسيس شبكات سحبت الكثير من الادوار من النقابات وذلك مثل تنسيقيات مناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية. تساؤلاتي للرفيق حسن هي كما يلي
أ – هل يعتبر اليوم ضعف انخراط الطبقة العاملة في النقابات بشكلها الحالي المهيمن عليها من طرف البيروقراطية عاملا سلبيا ام ايجابيا بالنسبة للثورة البروليتارية عامة؟ واذا لم تكن النقابة بشكلها الحالي فما البديل؟
ب - نجحت البرجوازية في تفتيت الطبقة العاملة بين العديد من المركزيات النقابية، علما ان جميع هذه النقابات لن تحقق مطالب الطبقة، الا يعني لكم ان هذه الحقيقة راجعة بالدرجة الأولى الى تدني الوعي الطبقي، وأن المثقف الثوري مسؤول بصمته عن هذا التدني؟ فما العمل اذن من اجل استرجاع الوعي الطبقي للطبقة العاملة؟
ج – كيف تحللون المشهد النقابي اليوم، خاصة بعد وفاة المحجوب بن الصديق في الاتحاد المغربي للشغل وتولي قيادة جديدة للامانة العامة للاتحاد؟ فهل الممارسات البيروقراطية الماضية لا زالت مسترسلة أم ان هناك تحول في التذبير؟
د – هل محكوم على المناضل الثوري الذي يريد معانقة قضايا الطبقة العاملة وتطوير صراعها الطبقي وتسييسه، ان ينحني للبيروقراطيات النقابية التي تشتغل في افق معاكس تماما لمصالح الطبقة العاملة؟ واذا كان الجواب بالنفي فما العمل؟
مع صادق تحياتي
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
حسن أحراث، مناضل يساري، معتقل سياسي سابق، كاتب عام الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في حوار مفتوح حول الوضع السياسي العام بالمغرب بعد ثورات الربيع العربي / حسن أحراث
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
من يقف وراء إقصاء الجمعية الوطنية لأسر شهداء و مفقودي و أسرى
...
/ الحجام ابراهيم
-
لتحريض المذهبي وآليات الاستجابة: مسؤولية مزدوجة في تفكيك الم
...
/ خورشيد الحسين
-
رأي الدكتور مزوار محمد سعيد الفيلسوف الجزائري البريطاني المق
...
/ مزوار محمد سعيد
-
بناء القوة لفلسطين ولنظام عالمي جديد
/ سعيد مضيه
-
عندما يرحل الكِرام
/ خطاب عمران الضامن
-
حول الذاكرة الجمعية في محافظة صلاح الدين
/ خطاب عمران الضامن
المزيد.....
-
أسقط رجلا في البحر.. لحظات مرعبة لحوت يصطدم بقارب فتسبب بموت
...
-
كيف علق الكرملين على أمر ترامب بنشر غواصتين نوويتين قرب روسي
...
-
مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
-
اقتصادي: لا وجود لشيء اسمه -رواتب مؤمّنة-.. الرواتب مرتبطة ب
...
-
مستقبل غامض لكيم مين جاي مع بايرن .. هل يطرق أبواب الدوري ال
...
-
3 مشروبات لإنقاص الوزن.. أفضل من حقن التخسيس
المزيد.....
|