|
من اجل تاسيس حقيقي للسياسة - نزيه كوثراني
- من اجل تاسيس حقيقي للسياسة
|
العدد: 280354
|
نزيه كوثراني
|
2011 / 9 / 29 - 15:42 التحكم: الكاتب-ة
|
كشيوعي اعرف با ن التحليل على المستوى الاقتصادي قاصر اي ان زاوية النظر للصراع الاجتماعي الطبقي لاتقف عند مستوى البنيوي الطبيعي وهذا ما يسعى اليه النظام لانه يجد ديمومة وضعه في هذا المستوى القريب مما يسميه مهدي عامل بالزمن البنيوي حيث تبدو البنية الاجتماعية في وضع اشبه بالطبيعي بما يعنيه من قتل للاجتماعي السياسي وبالتالي نفي للتاريخ وهذا ما جعل الكثير من المثقفين السوريين يصرون في كتاباتهم اليوم على استراتيجية السياسي والثقافي كسند مادي موضوعي لحركة الانتفاضة الشعبية يعمق وعيها ويجذر مطالبها واهدافها ويوسع افاقها لاحتضان الجميع في اطار الدولة المدنية الديمقراطية . من هنا ضرورة رؤية وممارسة الصراع في مستواه التطوري حيث يتمثل المغزى العميق للنظري السياسي الثقافي كقوة مادية فاعلة في التاريخ ولاتبقى اسيرة سطح الواقع . وما دمت اشرت الى مهدي عامل فهو لا يجامل المفاهيم ولايقبل بجاهزيتها بل يرى تكونها في نقدها اي في تميزها بواقعها بعيدا عن استسهال النظري في التحديد العلمي للمفاهيم كقولك بالطبيعة الطبقية الرخوة للنظام السوري او انه نظام ممانع ومقاوم ...الوجه البارز والقانوني الشكلي للحكم العائلي تراجع ليفسح المجال للوجه الدموي الرجعي والمتخلف الذي لاتؤسسه الثقافة ولا السياسة بل يمتح وجوده من البربرية الدينية كاله يفعل ما يشاء من الكوارث والمجازر والابادة ولو الى درجة الحكم على الشعب بالانقراض والفناء . وفي سياق هذا العنف يجد المثقف السوري نفسه في وضع صعب وحرج معرفيا و سياسيا واخلاقيا في وصف طبيعة الحكم الهمجي بمفهوم النظام وبالتالي استحالة التعامل معه معرفيا وسياسيا على مستوى الحوار والاصلاح .نخلص من هذا التحليل السريع والمكثف الى ان مقاربة الوضع السوري في مستواه البنيوي الطبيعي حتى لو كان مدعما بارقام احصائية يخدم ديمومة الوضع لا اسقاط الاطار البنيوي الحاكم ومن ثمة ضرورة مستواه الثقافي السياسي ومنه يمكن فضح واسقاط همجية الممارسة البربرية للنظام التي تجد نفسها كتمفصل عائلي طبقي وطائفي اثني اي كعنف سياسي يؤطره المعتقد الغيبي الديني وليس المبادىء والاخلاق والقواعد الثقافية السياسية .بمعنى ان مايمكن به تفسير قتل وابادة الشعب ببرودة دم وراحة ضمير تتجاوز الفاشية والنازية في قتل الاخرين . لايمكن ان يتم ذلك الا وفق اللاشعور النفسي والمعرفي والمتخيل الاجتماعي الثقافي حيث الحاكم جبار وقهار وقوي وفعال لما يريد في المسخ والابادة لشعبه والمعارضة او بالاحرى لخلقه وعباده ( الم يصرح المستبد العربي انه هو الذي بنى كل شيء طوبة طوبة بتعبير القذافي ) ينزاح التارخي التطوري عن مستواه الانساني لياخذ مظهر الطبيعي الاسطوري الديني المقدس والمتعالي عن الحق الانساني في الوجود والاستقلال والحرية والكرامة . انطلاقا من هذا العمق المرجعي للمستبد العربي تنتزع انسانية الشعب فتتم شرعية تدميره وابادته تشبها بما حدث في السردية الدينية التوحيدية الاسطورية لشعوب تعرضت للتدمير والفناء والطوفان والتعذيب والمسخ ...لان المعتقد هنا هو الله او يهوه اي يرى في ذاته صورة الاله .نحن هنا امام تحدي للفكر الماركسي واليساري والنقدي لان واقع المقاربة والفعل السياسي والثقافي هو ابعد واعقد من وضوح وتمايز الواقع الراسمالي الغربي .وعلى هذه الاضية من الفهم يمكن نقد ونقض التيارات الدينية وفضح ما تحمله في سيرورتها من مشاريع همجية عنصرية واستعمارية ولا اخلاقية...
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
نايف سلوم عضو اللجنة القيادية في تجمع اليسار الماركسي في سورية في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: فهم واسباب -الثورة السياسية- السورية الراهنة / نايف سلوم
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الأحلام من داخل السجن مريحة..
/ حسن أحراث
-
لماذا تعمد الشيخ نعيم قاسم عدم الربط الصريح بين لبنان وفلسطي
...
/ هاني الروسان
-
مناظرة في أبي الجعد وبني ملال تقارب العلاقة التكاملية بين ال
...
/ ادريس الواغيش
-
سؤال وجواب/2
/ مراد سليمان علو
-
هل يكتب التاريخ الحديث بمصطلحات طائفية؟
/ محمد علي مقلد
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
/ أحمد رباص
المزيد.....
-
صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
منظمات مناصرة للفلسطينيين تسعى لوقف صادرات الأسلحة الهولندية
...
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في
...
المزيد.....
|