|
المسافة بين الدكتاتورية والديمقراطية - محمودج هادي الجواري
- المسافة بين الدكتاتورية والديمقراطية
|
العدد: 267857
|
محمودج هادي الجواري
|
2011 / 8 / 20 - 03:34 التحكم: الحوار المتمدن
|
المسافة بين الديمقراطية والدكتاتورية محمود هادي الجواري [email protected].. لي راي ككاتب ، ولك راي ايها القارئ العزيز ، وللدولة رايها .. ننقول هذا الكلام عندما تتوفر لنا مساحة من الحرية وكما انك لو حصلت على ارض زراعية خصبة وصالحة للانبات فحتما ستكون امامك من الخيارات العديدة في توظيف كل الامكانات وتهيئة كل الظروف من اجل الحصول على ناتج ولا يهم ان يكون هذا الناتج يسهم في الانتاج الوطني اكراها او انه لمجرد تحقيق غايات كمالية من اجل المتعة ولربما توظيف خبرة لايمكن لك تعميمها على الاخرين وكما اسلفت انها تقع في تابو المزاج والمقبولية لدي الاخرين من عدمها .. ولكن الفعل الاخير هو انك حققت ما تصبو اليه دون الاكتراث لاراء الاخرين المتعددة والتي تحكمها وكما اسلفت النزعة الرومانسية او المنعشات للذات التي لا تعرف ما تريد ولااريد ان اضعها في خانة الانانية .. اذن ناتج عملك في الارض كان مقنعا وفعلت التجربة الخبرة دورهما وتحقق كل ما هو كان دفين في النفس ولايمكن له ان يتحقق لولا توافر ظروف اسهمت في تحقيق الهدف ..اذن كان هناك مشروع قائم وواضح المعالم من حيث النشاة ومن ثم اتباع الوسائل الكفيلة في انجاح ذلك المشروع وفي الاخر تحقق الهدف واصبح واضحا لصاحب الارادة الاولى وهو الفرد ومن ثم صاحب الراي الاخر الذي لا يستمتع بالحديث وان كان يريد ان يرى النتائج ومن ثم الدولة التي وقفت منذهلة امام نتاج غابت فيه ارادتها عن تحقيقه ولربما لم تستطع توفير الوسائل لانجاحه وهي في الاخر توفرت لديها القناعة في ان الفرد قادر على تحقيق المشروعات الصغيرة والكبيرة وعلى حد سواء ... هنا لي وقفة ولربما بتساؤل بسيط هل استطاع المواطن العراقي في اجبار الدولة على تبني العقلية العراقية في تحقيق مشاريعها الكبرى ومنها على سبيل المثال الديمقراطية التي هي لا زالت اسم لمشروع لم يتم ولحد الان وضع حجر الاساس الرصين لبناء هذا الصرح الذي من خلاله سيشهد العراق انطلاقته الاولى في تنفيذ المشاريع الموضوعة سواء ا كانت الانية او الاستراتيجية ؟؟؟؟ الخوض في غمار الحديث عن الديمقراطية هو في الواقع بحاجة الى توافر الظروف سواء المتاحة او التي تشكل جبهة تحدي واسعة وكبيرة ولكن كما اسلفت من اولويات الشروع هو ان تتحقق الارادة الصادقة وليس رفع الشعارات ... اذن التغني اليوم بالديمقراطية هو في الواقع هو ضرب من ضروب الخيال وليس له وجود على ارض الواقع فكرا او تطبيقا ...اذن ما علينا سوى ان نكون اكثر شجاعة من أي وقت مضى ونقول وبشكل واضح وصريح .. نعم اننا استطنا زعزعة القاعدة الدكتاتورية ولكننا كل ما فعلناه هو تحطيم تلك الصخرة الكبيرة الجاثمة على صدور العراقيين .. وكذلك نحن نجحنا في تهشيم قوامها المتامسك .. ولكنا ما زلنا نعاني من تفتت تلك الصخرة الكبيرة الواحدة وحولناها الى اجزاء صغيرة وليس من العيب ان نقول ان الدكتاتورية الواحدة تشظت الى دكتاتوريات صغيرة توزعت بين كتل واحزاب وكيانات لازالت تمارس ذات النهج الدكتاتوري ولكن هذا لا يعني اننا نتوقف عند هذا الحدود من الرغبة الوطنية الجامحة والمتطلعة الى تفتيت تلك الصخور الصغيرة ومن ثم يمكننا غسيل الارض وتنظيف العقلية التي لا زالت تعتاش على فرض الانماط التي هي في تماس مباشر مع تحرر الانسان من العقلية الازدواجية التي يعيشها في وقتنا الحاضر .. فلا ديمقراطية في ظل فكر رديكالي ، ولا فكر في ظل ديمقراطية زائفة .. ولو اجيز لي تقدير المسافة بين الديمقراطية والدكتاتورية وفي مجتمع وكما المجتمع العربي والعراق هو احد مكوناته .. فانني ساخلص في القول الصادق والصريح اننا كمن يخطط الى الصعود الى الفضاء الخارجي ولا يمتلك الوسيلة ... وعلينا ان نعلم ان ذلك يتطلب منا معرفة وحدة قياس الزمن بالسنين الضوئية ..الفضاء الخارجي كان بالنسبة للانسان المعجزة الحقيقية ولكن اليوم توصل الانسان الى بناء محطات للتسلية على سطح القمر واقامة الرحلات الدورية لمن يشاء ويرغب في رؤية كوكبنا من على سطح القمر ..فهل بمقدور العراقيين رؤية الديمقراطية وبشكل واقعي وملموس على ارض العراق ؟؟؟؟ اذن المسافة بين الديمقراطية والدكتانورية هي الاخرى لها وحدات قياس وبينهما مسافة معلومة وكذلك هناك محطات بينية لتتعرف على المسافة التي قطعتها عندما تريد المغادرة من محطة الدكتاتورية ومتجها صوب الديمقراطية ومن وحدات القياس تلك هي الوقوف على تعريف الدكتاتورية .. فلو افترضنا وبمعرفية بسيطة ان الدكتاتورية هي ، الحكم بالنار والحديد ، مصادرة الراي ، التضييق على مساحة الحريات الشخصية .. العبودية .. والخ من المحطات الكثيرة التي يتوقف عندها المرئ .. ومن ثم ناتي الى تعريف الديمقراطية .. ونقول .. هو ان يحكم الشعب نفسه بنفسه .. اتاحة مساحات الراي مفتوحة امام الاخر .. الحرية الفكرية والعقائدية وبما لا يتقاطع والقيم الاخلاقية ..والخ من المحطات .. من هنا نستطيع ان نحدد المسافة التي قطعناها وعلى اساس المحطات التي اصبحت وراء ظهورنا ... نحن اليوم نسير في قطار يسير بشكل دائري وسط مناخات ضبابية فلم تكن هناك مسافة معلومة ولم تستطع رؤية المحطات وفي الاخر ستجد نفسك انك تسير الى ذات النقطة التي انطلقت منها . انا لا اريد ان اقول ان تطبيق الديمقراطية في الوطن العربي هي من المعجزات ولكن استطيع ان اقول ان الارادة الشعبية والارادة السياسية بحاجة الى ثقافة جديدة ويجب على الكتاب والصحفيين والادباء وكل الشرائح التي تؤمن بالفكر التنويري ان تصب جل اهتمامها على انجاز مشروع الديمقراطية والمشاريع التي لها صلة مباشرة بحياة الانسان ورفاهيته ، لان انساننا كان في سبات ومبعد تماما عما يدور في العالم الذي من حوله وما الصراعات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية هي شاهد على ان صخرة الدكتاتورية قد تشظت بين الكتل السياسية وكل من تلك الاحزاب لا زال يحتفظ بها وكانها بقايا من حجر سليمان عليه السلام ... اذن الضغط على العقلية السياسية القابضة على السلطة هو المفتاح والحل في فتح البوابات المؤصدة امام الانسان العراقي والعربي كي يستطيع ان يرى العالم .. الامر لا يكفي ان يتقلد زمام ادارة البلاد من كان في المهاجر ولربما لم ينهل من دفق الحرية والديمقراطية التي عاشها بل كانت كل جهوده منصبة في صناعة المال والكسب .. ولا ابالغ اذا قلت كان لي صديق في المهجر كان ينزعج عندما يراني اكتب مقالا سياسيا .. ولا يستطيع الجلوس معي عندما اتحدث عن العراق واوضاع الشعب العراقي في نهاية التسعينيات .. اليوم هو يتبوأ منصبا سياسيا مرموقا ولا ادري هل ان السياسة هي استعارة ام كناية ام ماذا؟؟؟ علينا ان نراجع من جديد كل شئ جديد نسعى الى تحقيقه وان نترك ماهو بالي ورث وقديم .. الشعب العراقي يستحق من ينتصر له ، ويستحق كذلك عصارة اقلام المفكرين لانها السبيل الامثل الى احياء الروح الوطنية التي اوشكت على الموت بسبب سوء الادارة والفساد والظلم .. ومن هنا لي صرخة لاستنهاض العقول السياسية المستقلة والتي ابت ان تشارك الساسة الجدد تعسفهم وغطرستهم والا فان العراق يسير خلسة الى المجهول ....
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
ماذا انتجت العقلية السياسية العراقية / محمود هادي الجواري
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
/ محمد رضا عباس
-
القطة و الفأرة في منزل واحد
/ رامي الابراهيم
-
مبادرة الدولة الديمقراطية الواحدة ..ليس كل ما يلمع ذهباً
/ غسان ابو نجم
-
بلا شيء.....
/ عبد الغني سهاد
-
المقامرة *
/ إشبيليا الجبوري
-
علوم العاطلين عن العمل
/ كاظم فنجان الحمامي
المزيد.....
-
مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” ..
...
-
مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا
...
-
سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال
...
-
يعزز المناعة ويضبط سكر الدم.. فوائد تناول أوراق هذه الفاكهة
...
-
كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
المزيد.....
|