|
رد الى: عبد الرحمان بن ملجم - موفق محادين
- رد الى: عبد الرحمان بن ملجم
|
العدد: 260870
|
موفق محادين
|
2011 / 7 / 27 - 01:25 التحكم: الكاتب-ة
|
كيف نتعامل مع ما يجري --------------------------
يميل البعض لرؤية الاشياء من زاوية ثنائية أقرب الى المنطق الصوري، ومن ذلك رؤيتهم لما يشهده الشارع العربي منذ أشهر، فالبعض يرى فيه ثورة شعبية خالية من الشوائب المشبوهة، و البعض الآخر يرى فيه ثورة ملونة و مضادة و مؤامرة أمريكية-صهيونية و فوضى هدامة .. الخ أما المنطق الجدلي فلا يرى الأشياء مجرد ثنائيات متقابلة أو متجاورة، متصادقه أو متعايشة، بل حالة موضوعية لمجرى صراع اجتماعي-اقتصادي-سياسي-ثقافي مفتوح على كل الاحتمالات حسب ارادات الصراع و قدرتها على ادارة هذا الصراع و حسمه لصالحها... بهذا المنطق يشهد الشارع العربي أشكالا من الوحدة و الصراع بين قوى مختلفة في مصالحها و مرجعياتها و آفاقها. فمن جهة، ثمة حراك شعبي واسع مشروع ضد الفساد و الاستبداد، تتباين آفاقه تباين طبيعة القوى المنخرطه فيها من قوى عفويه غير مجربه هي الأوسع الى قوى منظمة أقل تأثيرا، و من جهة ثانية، ثمة حراك أقرب الى ما يعرف بالثورات الملونة أو البرتقالية المرتبطة بالدوائر الرأسمالية العالمية و خاصة الامريكية و تضم هذه (الثورات الملونة) طيفا واسعا أيضا من القوى المختلفة سياسيا و ايديولوجيا فمن ليبراليين خرجوا من عباءة اليسار و نشطاء حقوق الانسان بمقياس منظمات التمويل الأجنبي و مدارسها و فلاسفتها (جين شارب و بيتر أكرمان و جورج سوروس) و الصناديق الأمريكية و الأوروبية التي تدعمها ... الى ليبراليين انزلقوا الى إعادة إنتاج أفكار جون لوك و زوروها في الواقع لتلائم خطابهم ... الى اسلام سياسي برتقالي يستلهم الموديل التركي .. الى جنرالات ترعرعوا في دورات الأكاديميات العسكرية الأمريكية.. و جميعهم بقايا اليسار الذي تحول الى الليبرالية و نشطاء الانجؤوز و جماعات الاسلام التركي و عسكر الأمريكان، يتحركون على ايقاع محاولات المركز الرأسمالي العالمي تجاوز أزمته المتفاقمة و تجديد نفسه في الجنوب العالمي عن طريق استبدال الحرس القديم بحرس جديد يعيد دمج هذا الجنوب في النظام الرأسمالي العالمي. أمام هذا المشهد المتداخل علينا الانخراط في الشارع و الصراع عليه و من أجله و ادراة التحالفات بحذر شديد فلا نجعل من التناقض الثانوي رئيسيا و لا العكس في كل مرة، و علينا التحلي بالثبات و بالنفس الطويل، فالثورة التاريخية مجرى طويل ومعقد، تتراجع و تسرق تارة و تتقدم و تصوب نفسها تارة أخرى، و هكذا على مدى سنوات لا أسابيع أو أشهر .. و لا بد من الاستدراك هنا بأن الثورة قد تسقط شخصا أو فريقا و لكن المعركة ضد النظام بكل علاقاته و بنيته تحتاج لصبر و كفاح طويل. ونخلص من ذلك كله، بأن المؤامرة موجودة و الثورة موجودة، أصابع العسكر الى جانب مطارق العمال و مناجل الفلاحين و العبرة بحرمان الثورات المضادة من سرقة الثورة و تلوينها بالالوان الامريكية و الصهيونية.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
موفق محادين رئيس رابطة الكتاب الأردنيين في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: مقاربات فكرية لموضوعات سياسية / موفق محادين
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
انا و بجعتي والمطر - هايكو - السينيو
/ أكد الجبوري
-
حديث البيدق- طوفان الاقصى حتى لا ننسى (28)
/ نورالدين علاك الاسفي
-
قراءة في يوميات - أوراق من الذاكرة - للأديب عبد السلام العاب
...
/ إسراء عبوشي
-
تغير المناخ والمعادلة المعكوسة هو التلاعب بسنن الطبيعة ومحاو
...
/ رمضان حمزة محمد
-
ذكرى سقوط موسوليني : قوة المقاومة وعواقب العجز الاستبدادي
/ محمد ناجي
-
أَزهارُ - الهالفيتي* - السود / هايكوات
/ سعد جاسم
المزيد.....
-
3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
-
سمير لزعر// الموقوفون، عنوان تضحية الذات الأستاذية وجريمة ا
...
-
من لون بشرتك اعرف مرضك.. السكر والبهاق أبرزها
-
عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر
...
-
مفاجآت في اعترافات مضيفة ارتكبت جريمة مروعة في مصر
-
الجيش الإسرائيلي: إما قرار حول صفقة مع حماس أو عملية عسكرية
...
المزيد.....
|