|
رد الى: Talal Alrubaie - رائد فهمي
- رد الى: Talal Alrubaie
|
العدد: 256192
|
رائد فهمي
|
2011 / 7 / 10 - 23:22 التحكم: الكاتب-ة
|
عزيزي د.طلال الربيعي اشكرك على مساهمتك وعلى ملاحظاتك واسئلتك التي تعكس انشغالات في قضايا فكرية سياسية ومجتمعية جدية نتقاسمها. وان اختلفت الاجتهادات في طريقة التعامل معها ، فاننا لا نختلف في الوجهة والهدف. فيما يتعلق بموضوع العلمانية، ارجو ان يكون واضحاً اننا لا نختلف في الأمر من الناحية الفكرية والمبدأية. فالشيوعيون عموماً، والشيوعيون العراقيون معهم، يدعون ويعملون من أجل فصل المقدس الديني عن الدولة والسياسة، حيث ان في جمعهما اضراراً للمجالين والحيزين ، اي للمقدس اي للدين وما يحمله من قيم وتعاليم روحية ومطلقات، وللسياسة التي تتعامل مع المصالح والظروف والأحول المتغيرة وتميل إلى تحقيق التوافقات التي قد تكون مخلة وفق معايير المقدس. إلى جانب ما يمثله قد ادراج البعد الديني من تعارضات مع بعض المفاهيم والقواعد المدنية التي يجب ان تبنى على اساسها دولة المواطنة. فلذلك لا حرج للحزب الشيوعي العراقي إزاء مفهوم العلمانية ، بما يعنيه من فصل وتمييز بين الدين والدولة. ولا نختلف فيما اوردته عن السيد القمني. ولكن الاختلاف يكمن في التعامل السياسي مع هذه الموضوعة. فهناك تقدير بان المطالبة بالعلمانية، وما يلف هذا التعبير من التباسات في الفهم لدى بعض الأوساط ، وخصوصاً الشعبية، قد يكون عاملاً معيقاً أمام اجتذاب فئات واسعة تتعاطف ، أو تؤيد الدعوة إلى الدولة المدنية وإلى الديمقراطية، وخصوصاً أن بعض أمثلة انظمة الحكم -العلمانية- تبدو متطرفة ومقيدة لحقوق المتدينين في ممارسة طقوسهم وشعائرهم وما تمليه عليهم التعاليم الدينية ، كالاتاتوركيةفي تركياً، وفي تونس قبل التغييرات الأخيرة وفي بعض البلدان الاوروبية العلمانيةكفرنسا. وفي ضوء الملاحظات والاراء التي اطلعت عليها حول وثائق الحزب المطروحة للنقاش، فان ثمة اجتهادات مختلفة حول هذه النقطةوالتي قد تكون تكون ضمن ما يناقشه المؤتمر القادم.
بدون شك أن النقائص التي تعاني منها حكومة المحاصصة الحالية، كانت موجودة في الحكومة السابقة، ولكن بحدة أقل ، اذ بلغت الأن درجة الأزمة، كما ان التحديات الأمنية والاحتراب الطائفي الذي كان قائماُ قد اضفى تماسكاً افضل للحكومة اضافة إلى طبيعة تكوينها الأكثر انسجاماً نسبياً. ومن المناسب هنا أن اوضح الموقف المنطلق الذي يستند اليه الحزب عندما قرر المشاركة في الحكومات السابقة. فرغم الشوط الذي تم قطعه منذ التغيير في عام 2003 في عملية اعادة بناء الدولة، فلا تزال الكثير من القضايا المتعلقة بهوية هذه الدولة وشكلها ومحتواها غير محسومة ويدور حولها صراع شديد. ولهذا الصراع ابعاد سياسية واجتماعية واقتصادية ميدانه المجتمع والمؤسسات قيد البناء و اعادة البناء وفي جوهره صراع على السلطة وعلى المباديء والسس التي تحكم هذا البناء. لذلك فأن الدولة الأن بذاتها مجال للصراع واداة له في الوقت نفسه. لذلك اعتبر الحزب الدولة والمشاركة في مؤسساتها ، ميداناً مهماً على الحزب والقوى الديمقراطية الحضور فيه عندما تتوفر الامكانية ليلعبوا دورهم في الدفع باتجاه بناء دولة المؤسسات والمواطنة الديمقراطية. وفي الوزارتين التي ادارهما الحزب خلال الفترة الماضية ، عمل بهذا الاتجاه ، اي ابعادها باقصى قدر ممكن من منطق وممارسة المحاصصة الطائفية والعمل وفق مبدأ المواطنة. ولكن المشاركة أو عدمها تخضع لتطور الأوضاع وللأسس التي تحكمها. فهي ليست مطلوبة بأي ثمن، بل انها يجب أن لا تفرض على الحزب قيوداً على تطبيق سياسته وعلى العمل والنضال من اجل المشروع الوطني والديمقراطي. لا يتسع المجال لتقديم تقييم كامل لهذه المشاركة وهي لا تقاس فقط باعداد الاصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات، فمكانة وتأثير الحزب في الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد وتكريس وجوده في جميع انحاء البلاد وتبديد وإزالة التشويهات والتلفيقات والافتراءات التي روجتها السلطة الدكتاتورية السابقة والاوساط المعادية للشيوعية وتمت اشاعتها مختلف الاوساط الاجتماعية، والشعبية منها، تعتير ايضاً من الامور المهمة، ومن ذلك الصورة والسمعة الجيدة للشيوعيين بكونهم يتميزون بالنزاهة والاخلاص والكفاءة، رصيد نعتز به ولا يصح التقليل من شأنه وأهميته وان لم يتم ترجمته حتى الان بشكل اصوات انتخابية. وهذا الامر يرتبط بما اوضحته في جوابي على السؤال الثاني بشأن العوامل امؤثرة بالانتخابات.
وبصدد الملاحظة عن -انتكاسة- الديمقراطية الداخلية بعد 2003، فانها قد تتصل باضطرار الحزب إلى عدم تفعيل بعض فقرات النظام الداخلي المتعلقة بالانتخابات الداخلية خلال السنوات الاولى بعد التغيير لأنه واجه مهمة إعادة بناء منظمات الحزب في ظروف استثنائية مباشرة بعد التغييرز ولكن تم تجاوز هذذا التعطيل المؤقت وكانت الالية الانتخابية معتمدة على جميع المستويات الحزبية في التحضير للمؤتمر الوطني الثامن ناهيك عن المؤتمر القادم. ولكن ما تحقق، على اهميته وسعة نطاقه، بحاجة إلى مزيد من التطوير والاغناء، ومنها في الميادين التي وردت في الملاحظات، أي تعامل اعلام الحزب مع الرأي المختلف، وهو موضوع يحظى بالاهتمام المتواصل ويوجد رغبة ومسع لتطويره. اما مشاركة المرأة والشباب، فيرقى إلى كونه هاجس طاغي لدى الحزب لتعزيز ورفع مستوى هذه المشاركة بشكل محسوس وجدي. واتخذت اجراءات وخطوات عملية بهذا الاتجاه، كاعتماد قاعدة الكوتا، اي الحصة الدنيا المخصصة للمرأة والشباب في قيادة جميع الهيئات الحزبية. ولكن لا يزال امامنا شوط طويل في هذا المجال نعمل لقطعه باسرع وقت ممكن.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: قضايا سياسية وفكرية امام المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي / رائد فهمي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
قصيدة ماتكفى شهور فى دمنهور
/ محمود العياط
-
المطر *
/ إشبيليا الجبوري
-
حكاية سورية بنكهة كورية - 1
/ شكري شيخاني
-
الرقابة على الإنترنت في إيران تجارة بمليارات الدولارات!
/ عبد المجيد محمد
-
حول قرار محكمة الجنايات الدولية
/ فتحي علي رشيد
-
عبد الحق
/ محمد طالبي
المزيد.....
-
تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
-
هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا
...
-
كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا
...
-
أغاني لولو للسنة الجديدة.. تردد قناة وناسة 2025 Wanasah TV ع
...
-
غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
-
أسباب السعال المستمر بعد الإصابة بنزلة البرد.. متى يجب زيارة
...
المزيد.....
|