|
رد الى: سالم قبيلات - فهمي الكتوت
- رد الى: سالم قبيلات
|
العدد: 254866
|
فهمي الكتوت
|
2011 / 7 / 6 - 13:43 التحكم: الكاتب-ة
|
جاء الحراك الشعبي في الوطن العربي من اجل التغيير والإصلاح في ظل تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واتساع مظاهر الغطرسة الأمريكية والصهيونية في الوطن العربي، ففي العقدين الأخيرين شهدنا أحداث وتطورات كان أبرزها قيام سلطات الاحتلال الصهيوني في ابتلاع الأراضي العربية المحتلة، بإنشاء وتسمين المستوطنات والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتهويد القدس وبناء الجدار، والعدوان على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتدمير المساكن والمدارس ودور العبادة، ومواصلة الحصار والتجويع، مقابل حالة الانقسام والاقتتال الفلسطيني، وتراجع النضال الفلسطيني ضد المحتلين الصهاينة، في ظل التنسيق الأمني والسياسي والمفاوضات العبثية، كنتيجة طبيعية لاتفاقية أوسلو وما تبعها من تنازلات، كما جرى احتلال العراق وإثارة الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، والعمل على تقسيمه كنموذج لما ينتظر بعض البلدان العربية، ورغم فشل قوات الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانها على المقاومة اللبنانية إلا أنها قامت بتدمير المجمعات السكنية والبنية التحتية انتقاما لفشلها العسكري، كما فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي كان يستهدف طمس الهوية الوطنية للأمة العربية، وربط المنطقة بالمشروع الصهيوني اقتصاديا وسياسيا، تعمقت المواقف الغربية المعادية للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وجاءت تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية لتسهم بزيادة معدلات الفقر والتهميش لأوسع الجماهير الشعبية، وتعمق شعور الشباب بالاستلاب، مع تدني الأمل بالمستقبل ومستوى معيشي مناسب ومع توسع المعرفة بما يجري في العالم نتيجة ثورة المعلومات، واتساع ظاهرة الفساد وتحطم قدسية الحاكم، عمق الإحساس بالإحباط من أنظمة الحكم، وعزز الشعور بالظلم والنقمة لدى الشباب على النظام العربي. هذه المعطيات شكلت مقدمات موضوعية لاختمار الوعي وبلورت المشاعر الوطنية، وكان لثنائية الفساد والاستبداد التي اتسم بها النظام العربي، اثر عميق في بدء الحراك الشعبي، عربة بوعزيزي في تونس وخالد سعيد في مصر وغيرها من مظاهر الظلم والاضطهاد الطبقي فجرت الثورة في وجه الطغيان. ترافق الواقع العربي الأليم بالتغيرات التي طالت النظام الرأسمالي العالمي وخاصة تفاقم الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، والتي كشفت عن مظاهر وحشية النظام الرأسمالي، الذي انتصر في الحرب البارد، وشن حروب غير مبررة من الناحية الأخلاقية والقانونية في مختلف أنحاء العالم طالت منطقتنا بالعدوان على العراق عام 1990 وحروب هنا وهناك بحجة محاربة الإرهاب، لم نهتم كثيرا بحصار كوريا الشمالية او التدخل الفظيع في أميركا اللاتينية وحتى ابتزاز الحلفاء الأوروبيين والحروب البديلة في أفريقيا وهدف كل ذلك كما عبر عنه برنامج المحافظين الجدد، بجعل القرن الواحد والعشرين قرننا أمريكيا، البرغماتية الأمريكية ليس لها حدود ولا تضبطها الأخلاق، في هذه الأوضاع سعت الإدارات الأمريكية في البحث عن حلفاء جدد أو تعيد بناء تحالفاتها السابقة من مرحلة الحرب الباردة والعداء للنظام السوفيتي، وخاصة في ظل سقوط حلفاء تقليديين، ومن موقعها كقوة مهيمنة ترى ضرورة التواصل والاتصال مع مختلف القوى المرشحة لدور ما في العملية السياسية، والحركة الإسلامية في المنطقة العربية من بين هذه القوى تحظى بنفوذ وتأثير لا يمكن الاستهانة به، وسبق لها أن تحالفت الإدارة الأمريكية في خضم الحرب الباردة، باعتقادي ان الإدارة الأمريكية سعت وتسعى للحوار والتفاوض مع الحركة الإسلامية ضمن هذه الاعتبارات، وفي المقابل فإن الحركة الإسلامية بدورها تقدر حجم الدور الأمريكي في العالم والنفوذ الهائل الذي يتمتع به في المنطقة، سواء كان من خلال التواجد العسكري او السياسي، او عبر التحالفات التي تقيمها مع الأنظمة العربية، ضمن هذا السياق فالحركة معنية بالحوار مع الولايات المتحدة خاصة وان الإنباء رشحت عن حوار جرى مع الإسلاميين في مصر ومناطق عربية أخرى، وأرى أن مستوى وعمق التفاهم بين الحركات الإسلامية وأمريكا محدد بالوضع العيني لكل حركة، وللمصالح الأمريكية والظروف المحيطة بها كل على حدا، وفي إطار الصورة العامة لاستراتيجيات الطرفين. فالحركة الإسلامية في الأردن إذا افترضنا وجود مثل هذا الحوار تصبح معنية أكثر في إبراز قوتها وتأثيرها على الحراك الشعبي وليس العكس، تحت سقف منضبط وموجه مع أن الحركة الإسلامية في الأردن صرحت رسميا بعدم وجود حوارات مع الأمريكان منذ الحرب على العراق، أما بالنسبة لحماس لم تتوقف الحوارات المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين، لان لإسرائيل مكانة خاصة في الإستراتيجية الأمريكية ما يؤهلها أن تحل مكانها في بعض المنعطفات التي تمس المصالح الأمريكية بشكل مباشر وخطير، ومن المتوقع أن التيارين الفلسطينيين الفتحاوي والحماسي رؤوا أن من مصلحتهم القيام بالمصالحة بشكل محدود وضمن التنافس بين الطرفين الذي يعيق تطور المصالحة ويوصلها الى الهدف المنشود.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
فهمي الكتوت في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي في الأردن، والمصالحة الفلسطينية، ومحاولات احتواء الثورات العربية، والازمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الوطن العربي. / فهمي الكتوت
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
نظام الإدارة العامة والموارد البشرية في القطاع العام.
/ فهمي الكتوت
-
حول قدرة السياسيين الغربيين على تدمير الكوكب
/ شابا أيوب شابا
-
جولة للبحث عن مفهومي الحقيقة والحرية في قارة الفلسفة (الجزء
...
/ أحمد رباص
-
الحرب في السودان: كيف لشعب (مهمل) ان يعبش في دولة فاشلة؟
/ حسن بشير محمد نور
-
لبنان
/ إلياس شتواني
-
البيئة العراقية ومشاكلها
/ عبد الكريم حسن سلومي
المزيد.....
-
حالة تحكيمية جدلية في مباراة ليفربول وساوثهامبتون.. وهيئة ال
...
-
المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف
...
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
المزيد.....
|