|
رد الى: نادر جميلي - علاء عوض
- رد الى: نادر جميلي
|
العدد: 253096
|
علاء عوض
|
2011 / 6 / 30 - 22:14 التحكم: الكاتب-ة
|
تبنى تنظيم الاشتراكيين الثوريين خلال الفترة السابقة لثورة 25 يناير سياسة التحالف مع الاخوان المسلمين فيما أسماه بمعارك النضال ضد النظام من أجل الديمقراطية مثل المطالبة بالغاء قانون الطوارئ أو استقلال القضاء، والواقع أن هذه السياسة كانت تتجاهل حقيقة واضحة وهى أن هذه الجماعة لا تتبنى طرحا سياسيا ديمقراطيا، وأن الديمقراطية تنتهى عندها بتحقيق القدر الأكبر من المكاسب السياسية التى تتيح لها التواجد القانونى على الساحة السياسية والفكاك من ضغوط القمع التى واجهها بها نظام مبارك. وكان موقف الجماعة ازاء ثورة 25 يناير يعكس بوضوح رؤيتها المساومة ازاء النضال من أجل الديمقراطية، فالجماعة رفضت أن تدخل مواجهة مباشرة مع النظام فقررت الامتناع عن المشاركة فى مظاهرات 25 يناير، ومع تصاعد الاحتجاجات والتهديد بالعزلة عن الحركة الجماهيرية قررت الجماعة المشاركة يوم 28 يناير، وفى الكواليس كان المنهج الانتهازى المساوم يظهر فى قبول الحوار مع عمر سليمان والهرولة تجاه اعتراف النظام بهم ومنحهم الشرعية القانونية، هذا المنهج المساوم لم يكن غريبا على تاريخ الاخوان، فقد مارسوه مع الملك فاروق وعبد الناصر والسادات. ان عجز الاشتراكيين الثوريين عن قراءة هذا المنهج والتحليل الطبقى الدقيق لهذه الجماعة باعتبارها أحد التعبيرات السياسية عن البرجوازية بتيعيتها ورجعيتها قد دفعهم الى الدخول مع هذه الجماعة فى معاركهم الديمقراطية. وأعتقد أنه من الخطأ الجسيم التعامل مع هذه الجماعة باعتبارها تنظيما شعبويا يعبر عن البرجوازية الضغيرة المحبطة من تدهور الأوصاع الاقتصادية، فهذا التحليل يعتمد على طبيعة العضوية والخطاب الدينى والأخلاقى للجماعة، ولكنه يتجاهل دورها السياسى فى دعم سياسات الليبرالية الاقتصادية بقوة وبالوقوف فى وجه الحقوق الاجتماعية للفلاحين والعمال، ولقد بدا هذا الدور بوضوح بعد ثورة 25 يناير حين اختارت الجماعة التحالف مع المجلس العسكرى ودعمت من تشريعات تجريم الاضرابات والاعتصامات وهاجمت بشدة الاحتجاجات العمالية والشعبية ومارست ومازالت تمارس دعاية سياسية لوأد الحركة الجماهيرية لصالح صناديق الاقتراع. ان الدور الرجعى والمعادى للثورة الذى تقوم به هذه الجماعة يكشف بوضوح انحيازاتها الاجتماعية الى جانب صفوف البرجوازية والثورة المضادة. الأمر الآخر هو الرهان الذى تلعب عليه بعض الاتجاهات اليسارية – وربما كان منها الاشتراكيين الثوريين – حول دور الانشقاقات المحتملة داخل صفوف الجماعة وما يمكن أن يتبع ذلك من تجذر مواقف بعض من عضوياتها خصوصا بين قطاعات الشباب، والحقيقة أن أعتبر هذا الرهان خاسرا منذ بدايته، وان التمايز بين تيارات الاسلام السياسى على المستوى التاريخى لم يسفر عن طرح سياسي أو اقتصادي مختلف بقدر ما قدم نوعا من تقسيم العمل بين هذه التيارات على المستوى السياسى تراوح بين العمل الدعائى والخدمى الى العنف المسلح، وبعد الثورة وقفت تيارات الاسلام السياسى فى نفس الموقع من قضايا النضال رغم ما بينها من تناقضات، ان الحديث عن تيار اسلامى اصلاحى من الممكن أن يحمل توجها ديمقراطيا لا يعدو أكثر من وهم سيكون ثمن تبنيه فادحا. اننى أدعو الاشتراكيين الثوريين الآن الى الاعلان عن موقفهم من هذه القضية بشكل واضح ولا يحتمل اللبس
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
علاء عوض في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اصلاح اجتماعى أم ثورة - قراءة فى واقع وآفاق الثورة المصرية, دور اليسار والطبقة العاملة ونقاباتها / علاء عوض
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
نظرية الثنائية الجوهر و الماهية (الكسندر أوريفان)
/ ألكسندر أوريفان
-
الدولة النكرة: محاكم التفويض وخرافة السيادة
/ إبراهيم برسي
-
يعنى إيه لغة عاميَّة ؟
/ أيمن غالى
-
الشاي الأخير*
/ إشبيليا الجبوري
-
أمّ ورطات النظام الإيراني!
/ عبد المجيد محمد
-
سقوط الجمهورية الماكرونية وشيك !!!
/ الواسع محمد اليمين
المزيد.....
-
تجربة طعام فريدة في قلب هافانا: نادل آلي يقدّم الطعام للزبائ
...
-
نوع من الخلايا والجهاز المناعى.. لماذا تزداد الحساسية الموسم
...
-
6 فقط من أصل 30: لماذا ترفض دول الناتو إرسال قوات إلى أوكران
...
-
الدفاع التركية: تدمير 121 كم من الأنفاق شمال سوريا
-
صحيفة: خطاب بايدن في الفعاليات بـ 300 ألف دولار
-
وكالة الطيران الأممية ترفض طلب كوريا الشمالية التحقيق في تسل
...
المزيد.....
|