|
رد الى: zoulikha - المناضل-ة
- رد الى: zoulikha
|
العدد: 246883
|
المناضل-ة
|
2011 / 6 / 11 - 14:19 التحكم: الكاتب-ة
|
شكرا على المشاركة نعم، لسنا بحاجة لانقلاب عسكري ولا لانقلاب أقلية أيا كانت، نحن محتاجون فعلا لانقلاب تاريخي تصنعه الجماهير الغفيرة المنتفضة وعلى رأسها طبقة العمال صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير. ثورة اجتماعية من هذا القبيل لها سابقاتها في تاريخ البشرية وتلك الثورات هي من دفعت عجلة التقدم إلى الأمام، وما يحصل أمام أعيننا حاليا مغاربيا وعربيا هو تكرار في سياق تاريخي مختلف لملاحم الشعوب المتحررة. النظام وخدمه مصرون على الإبقاء على الوضع القائم مع بعض التزيين الضروري انسجاما والسياق الحالي المليء توقا للحرية والكرامة والعدالة. حتى الآن لم يحدث اختراق نوعي في الوضع، والماسكون بزمام الأمور يهيئون مخططاتهم للاستمرار في السيطرة ومواصلة مجمل السياسات القاتلة للحقوق والمصادرة للحريات. غاية النظام إدخال ترميمات طفيفة على آلية الحكم الفردي، بقصد تأمين استمرار السياسات ذاتها التي أغرقت، طيلة عقود، غالبية الشعب المغربي في الجهل و البؤس و التخلف، فيما أقلية مستحوذة على ثروات البلد بالنهب و بفرط استغلال العمال ومجمل الطبقات الشعبية. لم يتمكن المناهضون للوضع القائم في إطار الحراك الحالي بعد من لف جماهير غفيرة وتاركة للسلبية، حتى الآن مجرد تحرك نوعي طبعا لكن في البدايات الأولى لتشكله في سيل جارف منظم وواعي وقتالي. مصير البلد كلها مرتبط بنتيجة النزال، ونتمناها ونعمل جاهدين لتكون لصالح الحراك الشعبي، وأن تفضي لتمتع واسع بالحقوق والحريات، وتفتح آفاق أرحب لتقدم البلد وازدهارها، في إطار بناء مغرب آخر تشاركي ديمقراطي ومتحرر يتسع لعيش مواطنيه في إطار تعددي وضامن للحقوق. إنها أول مرة تجد الديكتاتورية نفسها بوجه خطر معارضة ميدانية يتجند في صفوفها مئات ألوف المغاربة الرافضين استمرار نظام القهر السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي السائد. إن خطر 20 فبراير بالنسبة للحكم كامن في أنها تبلور سياسيا إرادة الرافضين للاستبداد الذين عبروا بنسبة عالية من مقاطعة الانتخابات، و بنضالات اجتماعية ما فتئت تتنامي في السنوات الأخيرة، عن سخطهم وتوقهم إلى حياة أفضل. يقف المغرب في مفترق طرق: إما استمرار الاستبداد و الاستغلال، أو التحرر و السير إلى الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة. في مفترق الطرق هذا تتواجه قوى النضال مع قوى الحفاظ على الوضع القائم، ويتوقف انتصار معسكر التحرر على تعزز حركة النضال الفبرايرية، و على التقائها بحركات النضال الأخرى: الحركة العمالية، وحركة النضال ضد البطالة بمكوناتها المتعددة، و حركة كادحي العالم القروي من فلاحين صغار و فقراء مطالبين بشروط حياة لائقة، وبحركة طلابية يتعين إخراجها من سباتها. وجلي أن هذا التلاقي المطلوب سيرورة مديدة، يقع فيها على كاهل الثوريين واجب استنفار القوى بروح وحدوية بناءة، لأن اليسار الثوري بالمغرب لا ُيسهم بعد بكل قدراتها بفعل تشتته و ثقل رواسب ماضي الإخفاق. وما يزيد الطابع الملح لهذا الواجب المكانة التي لجماعة سياسية حاملة لمشروع سياسي-اجتماعي غير ديمقراطي في حركة 20 فبراير. فالتحالف الجاري معها لن يدوم في طور مقبل، طور ما بعد إسقاط الاستبداد، حين سـتُطرح مسألة البديل بكل تفاصيلها الجوهرية. واجبنا في هذا الظرف الدقيق، ونحن على أبواب استفتاء الدستور الممنوح، وما يليه من انتخابات، أن نوحد جهود الثوريين في ممارسة ميدانية تتصدى للتضليل الرسمي و لحملات القمع. واجبنا الانخراط بكل قوانا في حملة سياسية لمقاطعة دستور الاستبداد الجديد، الذي يكفي لرفضه انه لم يوضع من طرف ممثلين للإرادة الشعبية، بل من خدام أوفياء للاستبداد. حملة سياسية صوب أوسع كادحي مغربنا لتنويرهم بحقيقة الصراع الجاري ومرامي أطرافه التي لها أساس طبقي في المقام الأول. و بمقدمة جبهات النضال تأتي الحركة النقابية التي يصر قادتها على تغييبها قسرا عن تطلعات الجماهير الشعبية المتجاوبة مع حركة 20 فبراير. فانخراط الطبقة العاملة في الكفاحات الجارية من اجل الديمقراطية سيضمن في الآن ذاته توطد الحركة وتجذرها أولا ، و ثانيا تغليب جانب القوى التحررية بوجه قوى برجوازية صغيرة رافضة للوضع القائم لكن من منظور رجعي. اللحظة تاريخية بكل المقاييس، وكل تغليب لاعتبار غير توحيد فعل الثوريين إخلال بالواجب لا يُغتفر في ميزان مصلحة الطبقة العاملة و عامة الكادحين. طبعا يتطلب الوضع بالبلد ثورة اجتماعية، ولا جدال حول ضرورة تحضيرها تحضيرا محكما وواعيا، وتلك مهمة صعبة لا مستحيلة، وهي مسار مديد قد يدوم لسنوات من النجاحات والإخفاقات، وفقط الإصرار على التغيير والسعي له هو ضمان بلوغ الهدف: امتلاك الشعب العامل والكادح لمصيره بيده وبسط سيادته على كامل أوجه تنظيم المجتمع وتقدمه. هذا الأمر(مسار مديد) تثبته كامل ثورات التاريخ البشري، وتأكده السيرورات الثورية الجارية. مسعى التغيير تناهضه أنظمة رجعية مسيطرة بالحديد والنار، وتخنقه الامبريالية بكامل نفوذها وجبروتها، وهؤلاء يعملون على استعادة ما أخذته الشعوب المنتفضة غصبا، لذا نلاحظ تكالب الأنظمة والامبريالية على المنطقة للحفاظ على مصالحها وتقويتها. لم يشهد تاريخ البشر ثورات ناجحة بدون مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وثقافية...الخ، ولن يشهد ثورات دون مشاكل. إنها صعوبات وجب توقعها والعمل لتخطيها بأقل التكاليف الممكنة، ولأجل ذلك لا مفر من درجة وعي مرتفعة ودرجة تنظيم واسعة ودرجة قتالية عالية. تلك سبيل التحرر وعلينا سلكها وتحضير كل ما يلزم لتسهيل النجاح.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
تيار المناضل-ة بالمغرب في حوار مفتوح مع القارئات و القراء حول: الحالة النضالية الراهنة بالمغرب و آفاق تثويرها، ودور الاحزاب والقوى اليسارية / المناضل-ة
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
لقمانيات (45)
/ محمود شاهين
-
المؤتمر العربي الأول ومبدأ الدولة اللامركزية واسقاطها على ال
...
/ بير رستم
-
ظاهرة هوكشتاين
/ لبيب سلطان
-
ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال..
...
/ راسم عبيدات
-
سَرد قَلَم..
/ مكارم المختار
-
تخبط السوداني لدى محاولاته تأمين مستقبله السياسي
/ سعد السعيدي
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
المزيد.....
|