تحيّة الثورة والياسمين للأستاذ الكبير / جريس الهامس , ومحاورهِ المُبدع / فوّاز فرحان
وشكراً لهذا الحوار , الذي جاء في وقتهِ تماماً , فهو ضروي كما أجد على الأقل لتوضيح الصورة لمن إختلطت عليهم المواقف والمباديء فباعوا الكل بسعرٍ رخيص يقرب من لا شيء
تحفظي الوحيد على ماجاء في أجوبة الأستاذ جريس هو تكرار عبارة / عمالة النظام الأسدي لأمريكا , وأنا لا أعرف تلك الفترة بالضبط , لكن ماعلينا منها , سأذكر ملاحظاتي عن اليوم
****
أولاً / أوافقكَ جداً بإختلاف النظام الأسدي عن سابقيه التونسي والمصري
فرغم بطش الجميع بمعارضيهم إلاّ أن النسبية (حتى في القسوة ) موجودة وظاهرة للعيان
وكمثال توضيحي فقط / الأمس أصغيتُ الى جواب الممثل السوري القدير / جمال سُليمان والظاهر كان مطلوب منهُ موقف مع النظام ( كالعادة ) , وبقدر ما حاول هذا الرجل شرح الأمور وتوضيحها بجميل الكلام , إلاّ أنّ المتابع الحيادي يستطيع فهم ما بين السطور غالباً
أقصد من مثالي هذا / فهمت الغالبية أنّ جمال سليمان ضدّ النظام الأسدي , دون أن ينطقها علناً , كونهِ وجميع السوريين يعرفون عاقبة مجرد التلميح .. بالمعارضة
بينما في مصر كانت الشتائم على الرئيس السابق / مبارك في الشوارع والمدارس وحتى الصحف , ونظرة واحدة لهرجة البرلمان السوري المنبطح ستبدو لنا أننّا في سيرك للتصفيق والشعارات وليس في برلمان ينظر لتداعيات ثورة شعبية جبارة فاجئت الجميع رغم إنتظارها
وهنا أتذكر لقطة من مسرحية الزعيم لعادل إمام عندما يقول له مساعده / طول ما إنتَ رافع إيدك حيفضلوا يصفقوا , ده إحنا بقينا في سيرك مش حفلة زعماء
****
لقطة أخرى شاهدتها اليوم , تجمّع فيها ثلاثة زبانية من الأمن الأسدي يضربون بقسوة رجل على الأرض يتقلب ويتلوى من الألم , لقطة تذكرني بزبانية صدام وتكسيرهم عظام المنتفضين عام 1991 في الإنتفاضة الشعبانية الخالدة والتي ذهب ضحيتها حوالي ثلث مليون شخص
لذلك أقول كخلاصة لهذه النقطة , نحنُ يمكن لنا مقارنة النظام الأسدي بنظام الطاغية صدّام وحتى بقسوة العقيد المجنون أو بجرائم أحمدي نجاد وخامنئي ضدّ الشباب الإصلاحي الإيراني
فهؤلاء تقريباً في سلّة القسوة والعنف اللامحدود ولا يشبهون البشر سوى بالتسمية
****
بالنسبة لمستقبل الثورات العربية الحالية وبالأخص السورية منها
لايستطيع محايد نفي دخول الإخوان المسلمين على الخط كعادتهم دوماً وفي كلّ مكان ( تونس ومصر وليبيا مثلاً ) في ركوب أكتاف الثوّار ليخطفوا الثمرة
لكن ذلك لا يمنعنا من رؤية الحقيقة الماثلة على الأرض في انّ محركي تلك الثورات ومشعلي شرارتها الأولى ليسوا من الإخوان , إن هم محض شباب يريد الكرامة والحرية في بلدهم
وحتى كانوا في بعض الأحيان ( في درعا مثلاً ) محض أطفال مدارس لاتتجاوز أعمارهم
ال 18 خرجوا في البداية يتهكمون على عبارات العقيد الليبي , بيت بيت .. زنكة زنكة
ثم طالبوا بالحرية والكرامة في محاكاة شعبية واضحة لما حصل هناك , وكل ذلك بتأثير الإنترنت ووسائل الإعلام العادي والبديل , وهذا ما يكره المؤدلجون سماعهِ ويقولون إن هي إلاّ حركات عدائية عبرت الحدود وسربّت السلاح وصعد القناصة فوق السطوح وباقي الفلم المؤدلج البائس
وسؤالي الأخير في هذا الخصوص
ما رأيكم بموقف المثقفين الإنتهازية والنفاقية المفضوحة ؟
هل من طريقة لدعوتهم للعودة الى جادة الحقّ والصواب ... والشعب ؟
أو إلتزام الصمت على أقلّ تقدير ؟ بدل تأييد الحاكم الطاغية والإستقتال في هذا الإتجاه ؟
فكم يُحزنني رؤية وسماع المثقفين , يدعمون الطاغية ضدّ شعبه الأعزل
وأحدهم علّق هنا وأخشى عليه شخصياً , أن يصيبه نفس مصير موسى كوسه , الذي شائت الأقدار أن يُسلّم نفسهِ طائعاً لمن شارك في قتل شعبهم وهو مستعد اليوم أن يروي كلّ القصص المريعة ليحصل مقابلها فقط على حقّ اللجوء السياسي عندهم
وكان من حظّهِ لو أنّه تصرّف ك جمال سليمان , أو سكت ,على أضعف الإيمان
آسف للإطالة , تقبّل شكري وتحياتي
رعد الحافظ
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جريس الهامس في حوار مفتوح حول: الطبيعة الخاصة للثورة السورية – المعجزة وتحطيم جدار الرعب ! / جريس الهامس
|
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
RSS
الانستغرام
لينكد إن
تيلكرام
بلوكر
الموبايل