الصفحة الرئيسية - نجيب الخنيزي في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي والثقافي والإصلاحي في السعودية / نجيب الخنيزي - أرشيف التعليقات - رد الى: عامر ناجي - نجيب الخنيزي

رد الى: عامر ناجي - نجيب الخنيزي

- رد الى: عامر ناجي

العدد: 222360

نجيب الخنيزي

2011 / 3 / 4 - 05:22
التحكم: الكاتب-ة

كما ذكرت سابقا ، السعودية كبقية البلدان العربية تواجدت فيها منذ خمسيتات القرن الماضي مختلف التيارات والاحزاب السياسية المعروفة في العالم العربي . إلى جانب الحركة اليسارية المتمثلة في ( جبهة التحرر الوطني ) التي تعتبر أقدم الحركات السياسية في بلادنا كانت هناك تنظيمات البعث والناصرين والقومين العرب . وإلى جانب جبهة التحرر الوطني نشأت حركات يسارية ( ماركسية) عدة أذكر من بينها - الجبهة الديمقراطية الشعبية - التي تشكلت في عام 1966 من قبل بعثيين سابقين منشقين في اعقاب الصراع الذي انفجر بين الخطين اليساري واليميني اثناء مداولات المؤتمر السادس لحزب البعث العربي الاشتراكي في دمشق ، حيث انحاز مندوبي المؤتمر من الداخل في السعودية للخط اليساري في المؤتمر . غير أنهم باشروا بعد عودتهم بقطع كل صلة تنظيمية وفكرية بحزب البعث ، مشكلين تنظيمهم المذكور أعلاه باعتباره فصيلا ماركسيا وطنيا وفقا لما جاء في برنامجه وعلى لسان قادته . كما نشير إلى تشكيل سياسي يساري آخر انبثق من اندماج الجبهة الديمقراطية الشعبية و - منظمة الثورة الوطنية- وهو فصيل يساري منشق من حركة القومين العرب . هذا الفصيل اليساري / الماركسي الجديد تشكل في عام 1970 على خلفية الاعتقالات الواسعة في عام 1969 والتي تجاوزت الالف معتقل من المدنين والعسكرين ناهيك عن العشرات الذين اضطروا للخروج من الوطن . تلك الاعتقالات شملت كافة حركات المعارضة اليسارية والقومية بما في ذلك التشكيلات العسكرية . المسمى الجديد لعملية الاندماج هو - الحزب الديمقراطي الشعبي - . وفي مرحلة لاحقة اندمجت غالبية قيادات وكوادر واعضاء هذا الحزب وخصوصا في الداخل في صفوف جبهة التحرر الوطني . في عام 1982 جرت اعتقالات واسعة شملت قيادات وكوادر واعضاء الحزب الشيوعي في السعودية الذي يعتبر امتدادا لجبهة التحرر الوطني والأمر ذاته شمل حزب العمل وهو حزب يساري تشكل في نهاية السبعينات وقاعدته الأساسية هم طلاب سعوديين درسوا في الولايات المتحدة . الخط السياسي والفكري لحزب العمل هو على غرار أحزاب العمل في العالم العربي والمعروفة بقربها من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين . اعتقالات 1982 انهت عمليا حزب العمل نظرا لانكشاف واعتقال غالبية قياداته واعضاءه ، في حين استمر الحزب الشيوعي في نشاطه رغم اعتقال غا لبية قيادته في الداخل وذلك بفضل الكوادر التي نجت ودور بعض القيادات التي خرجت من المعتقل ، حيث نجح في استعادة عافيته بل وتوسيع عضويته في فترة لاحقة . في عام 1991 انتهى الحزب الشيوعي عمليا لأسباب داخلية وليس بسبب القمع السلطوي ، نذكر من بينها القيام بمراجعات فكرية ونظرية في ضوء انهيار المعسكر الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي وما اعتبر جمودا عقائديا ( ستالينيا ) في الفكر الماركسي وفقا للترسيمة والقراءة السوفيتية ، وما تكشف من وجود انتهاكات خطيرة للمباديء الإشتراكية وخصوصا على صعيد الديمقراطية في تلك الدول و التي لا معنى للأشتراكية بدونها . ناهيك عن الأصرار على استمرار نفس التسمية ، رغم مجافاة ذلك للواقع الموضوعي لبلادنا . في ضوء كل ذلك لمس غالبية القيادت والكوادر بأن الحزب وصل إلى طريق مسدود . ومع انه جرت محاولات يائسة لأنقاذ الوضع من خلال العمل على تشكيل سياسي جديد تحت مسمى - التجمع الديمقراطي / الوطني - ببرنامج وطني / ديمقراطي عام ، غير ا تلك الخطوة جاءت في تصوري متأخرة ، خصوصا مع غياب اليقين و الإحساس لدى الغالبية بأن التغيير كان شكليا و لم يمس القضايا الجوهرية . بالتأكيد الطيف اليساري الديمقراطي لم يختف ولن يختف على الاطلاق في بلادنا ، وهو يؤكد حضوره في مختلف المجالات الفكرية والثقافية والأبداعية ، كما يسهم بفاعلية مع الأطياف الأخرى في الحراك المطلبي / الإصلاحي المتصاعد في بلادنا .

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
نجيب الخنيزي في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي والثقافي والإصلاحي في السعودية / نجيب الخنيزي