الصفحة الرئيسية - نجيب الخنيزي في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي والثقافي والإصلاحي في السعودية / نجيب الخنيزي - أرشيف التعليقات - رد الى: احلام احمد - نجيب الخنيزي

رد الى: احلام احمد - نجيب الخنيزي

- رد الى: احلام احمد

العدد: 222153

نجيب الخنيزي

2011 / 3 / 3 - 12:19
التحكم: الكاتب-ة

الأخت احلام

التجارب التاريخية للشعوب ومنها تجارب الشعوب العربية تؤكد أنه حين تتأخر الإستحقاقات الوطنية الملحة المطلوبة ، واعني بذلك الإصلاح الجذري والشامل ، فأن أي محاولات جزئية ومحدودة على شاكلة القرارات الأخيرة تكون متأخرة جدا عن سياق متطلبات الشعوب التي ارتفع سقف مطالبها في ظل الهبات والانتفاضات الثورية التي تجتاح المنطقة العربية برمتها . القرارات الأخيرة شملت قطاعات محددة ، وبالتالي لن يشعر بتأثيرها غالبية أفراد الشعب . صحيح أنه أتخذ قرار بضخ 30 مليار ريال في البنك العقاري ، واعلن عن اسقاط قسطين لعامين من قرض البنك العقاري ، غير أن ذلك لن يحل مشكلة الإسكان المستعصية بالنسبة للغالبية من الناس ، حيث تبين الإحصاءات الرسمية إن 75 % من السكان لا يملكون منازل خاصة ولا يزال مئات الألاف من المواطنين على قائمة الإنتظا ر للحصول على قرض عقاري منذ أكثر من 20 عاما . ناهيك عن ضئالة المبلغ المقدم المقدر بـ 300 ألف ريال وهو المبلغ الذي حدد قبل أكثر من ثلاثة عقود و هذا المبلغ في ظل إنخفاض القيمة الشرائية للريال بفعل التضخم وغلاء الأسعار والنابع في بعض وجوهه من تبعية الريال للدولار الأمريكي الذي فقد في غضون العقد الأخير أكثر من 40% من قيمته تجاه العملات العالمية الأخرى مثل اليورو والين ، ناهيك عن احتكار وجشع التجار والوسطاء المحليين ، وبالتالي هذا المبلغ الزهيد لم يعد يكفي لبناء شقة فضلا عن منزل ، كما إن اشتراط وجود ملكية أرض خاصة للمقترض في ظل الإرتفاع الخرافي للأسعار يجعل من المستحيل الحصول على اشتراطات بنك التنمية العقاري . على سبيل المثال المدينة ألتي أقطن فيها وهي متوسطة في حجمها وعدد سكانها تصل قيمة المتر المربع إلى 2000 ريال ، وهذا يعني أن قيمة أرض مساحتها 400 متر تصل قيمتها إلى 800000 ريال أو مايعادل 213 ألف دولار أمريكي ، هذا المبلغ الضخم ليس في متناول غالبية الناس . وفي المقابل تم الأستحواذ على المخططات و الأراضي التي تقدر مساحتها بعشرات الملايين من الأمتار ، ويتم ذلك بشكل مباشر أو بطرق غير مشروعة من قبل المتنفذين في الدولة ، وقس على ذلك في المدن الكبرى والمناطق الأخرى . السعودية متأخرة جدا على هذا الصعيد مقارنة بالدول الخليجية الأخرى مثل الكويت والأمارات وقطر التي تصل قروض بنك التنمية العقاري فيها إلى مليون ريال مع منحة أرض مجانية . من القرارات الأخرى الأخيرة ضخ 15 مليار ريال في بنك الأستثمار ، لكن وفقا للوقائع والمعطيات الإحصائية المتوفرة فأن المستفيد الأكبر منها هم كبار رجال الأعما ل والمتنفذين . هناك قرار أخر يتصل بتثبيت علاوة الغلاء البالغة 15 % بالنسبة لموظفي الدولة فقط وهي علاوة مقررة قبل ثلاث سنوات بواقع 5% كل عام . أي ان القرار جاء لتثبيتها فقط . ماهو مطلوب على هذا الصعيد اتخاذ اجراءات ملموسة وجادة إزاء القضايا الجوهرية مثل تفاقم مشكلة الفقر التي يعاني منها 20% من السكان والبطالة التي تتراوح ما بين 20 و30% غالبيتهم الساحقة من الشياب والنساء، ناهيك عن استشراء الفساد على نطاق واسع وعلى كل المستويات ، وما كشفته كارثة جدة هو رأس الجليد فقط وما خفي هو أعظم . نحن لا نشك في النوايا الطيبة و السجايا الخيرة للملك عبد الله بن عبد العزيز وتطلعاته الإصلاحية ، ولا يمكن إغفال وتجاهل ما تحقق في عهده من منجزات مهمة وملموسة، غير أنه بات ملحا أكثر من أي وقت مضى تسريع عجلة الإصلاح نحو مستويات أرقى وهو ما يتطلب أكثر من مجرد الرغبة و النوايا الطيبة .

للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
نجيب الخنيزي في حوار استثنائي مفتوح حول: الحراك الاجتماعي والثقافي والإصلاحي في السعودية / نجيب الخنيزي