|
رد الى: اميرة بيت شموئيل - جمال البنا
- رد الى: اميرة بيت شموئيل
|
العدد: 211227
|
جمال البنا
|
2011 / 1 / 27 - 12:23 التحكم: الكاتب-ة
|
تقولين فإذا كان الخيار هو ما بين الديمقراطية والديكتاتورية والشيوعية .. إلخ وتتساءلين لماذا الخلط ما بين مفهوم الديمقراطية والشيوعية وممارسات الديكتاتورية .. إلخ . ليس هناك خلط لأننا نتحدث عن نظم سياسية حاكمة هي : ( أ ) ديمقراطية كالتي في بريطانيا والولايات المتحدة . (ب) ديكتاتورية كالتي في عهد هتلر وموسوليني . (حـ) وشيوعية كالتي كانت في الاتحاد السوفييتي . فليس هناك خلط لأنها نظم سياسية ، ولأننا نفضل الديمقراطية عليها ، أما قولنا إن الديمقراطية هي الوجه السياسي للرأسمالية ، فالرد عليه تاريخي أن تجربة الديمقراطية في المجتمعات الأوروبية لا تعود إلى تجربة أثينا ، ولكنها نشأت في أواخر عهد الإقطاع الذي كان يقوم على الالتزام .. التزام الفلاح (الذي كان وقتئذ في منزلة القن serf ــ أي أنه وإن لم يكن عبدًا ، فإنه لم يكن حرًا تمامًا ، باللورد والتزام اللورد بالملك والتزام الملك بالبابا ، وكانت العلاقات تقوم ما بين الطبقات لأن شخصية الفرد لم تكن حتى استكملت خصائصها ، وكان الهدف هو السلام وإبقاء كل شيء على ما هو عليه . وفي الحقبة الأخيرة لهذا العهد نشأت مجموعة من فلاحين وتجار نابهين أرادت الاستقلال من القيود الطبقية فلجأت إلى «بورو» borough وبالفرنسية burg بورج ، أي قلعة قديمة مهجورة ، أو ناحية نائية ، وكانت مثل هذه موجودة بكثرة ، وأعطت اللورد صاحب هذه الأرض مبلغاً من المال لقاء إعطائها «شارتر» بحريتها في العمل وإعفائها من الالتزامات الطبقية نحوه ، وبدأت هذه النخبة عهدًا جديدًا تكون العلاقة بين الأفراد بعضهم بعض وليس الطبقات وتكون على أساس «تعاقدي» ، ويكون مناخ العمل الحرية ، أما الهدف فهو الربح ، ونجحت تجربة هذه النخب وظهرت في أواخر عهد الإقطاع هذه النخب وأخذت تتسع وتقوى بقدر ما كان الإقطاع يتهاوى وينتهي وأطلق على هذه النخب البورجوازيين . كان ظهور هذه النخب في أواخر العهد الإقطاعي في أوروبا الذي أنهى عهد الإقطاع وبدأ عهدًا جديدًا ظهرت فيها الـ Craft unions ، النقابات الحرفية أو المهنية بدور قصير في تمثيل الإنتاج ولكنها أسلمته إلى أصحابه الطبيعيين «التجار» الذين تقلدوا الزمام الاقتصادي ووضعوا أساسها شرعة حرية العمل وحطموا الحواجز التي كانت بين المدن بعضها بعضًا ليصلوا إلى السوق القومي ، فمهدوا الجو لظهور الثورة الصناعية التي وضعت حدًا فاصلاً في التاريخ الإنتاجي إلى ما قبل الثورة الصناعية وما بعد الثورة الصناعية . إن شعار laissey-faire laissey faire لم يكن شعارًا اقتصاديًا فحسب ، بل كان أيضًا سياسيًا ، وهو الذي أوجد «لا ضرائب دون تمثيل» No taxation without representation الذي هو أساس انتخاب نواب . وأوجه الشبه بين الديمقراطية والرأسمالية واضحة السمة ، فكل منهما يقوم على الفرد وكل منهما متمسك بحرية العمل وكل منهما يستهدف الربح «الكسب» في مجال الاقتصاد والسلطة في مجال السياسة ، ولا يعسر على من يتصدى لدراسة التاريخ الاقتصادي لأوروبا أن يلمس التواصل والتشابه ما بين الديمقراطية والرأسمالية التي كانت سابقة وأورثت الديمقراطية خصائصها .
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
جمال البنا في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: التنوير والعلمانية، وحقوق المرأة والعمال في الإسلام. / جمال البنا
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
الطائفية السياسية بين سوريا والعراق
/ علاء اللامي
-
أفاتار
/ فراس الوائلي
-
أصحاب الجوارب البيضاء قادمون
/ إبراهيم رمزي
-
وجوب محاسبة من تلطخت كلماتهم بالدماء في سوريا
/ خلف علي الخلف
-
دعوة لإنقاذ الدين من سطوة الفقهاء
/ ماجد الغرباوي
-
عنزة ولو طارت
/ حاتم عبد الواحد
المزيد.....
-
ترامب يتحدث عن موعد لقائه مع بوتين في السعودية ومشاركة زيلين
...
-
شاهد.. سلاحف بحرية -ترقص- تبعًا لإشارات المجال المغناطيسي لل
...
-
بري: لسنا مستعمرة إسرائيلية ونرفض أي إملاءات خارجية من شأنها
...
-
فيدان: لتسوية الأزمة الأوكرانية يجب حل مسألة الأراضي واتخاذ
...
-
انا البرتقالة أنا البرتقالة .. تردد قناة طيور الجنة 2025 الج
...
-
30 ألفا يتظاهرون ضد اليمين المتطرف في ألمانيا
المزيد.....
|