|
رد الى: سليم نصر الرقعي - داود تلحمي
- رد الى: سليم نصر الرقعي
|
العدد: 189633
|
داود تلحمي
|
2010 / 11 / 30 - 17:50 التحكم: الكاتب-ة
|
الأخ الكريم سليم الرقعي، شكراً لملاحظتك التي أعتقد أنها، في الجوهر، لا تختلف كثيراً عما أدعو إليه. ستستغرب هذه الكلمات، ولكن سأوضح ذلك أكثر. فأنا لم أدافع لا عن فكرة إلغاء الأحزاب، والأهم فكرة إلغاء التعددية الحزبية والفكرية وحرية التعبير والتحرك الشعبي المستقل عن السلطة: فهذه حقوق أساسية ينبغي التمسك بها والعمل على تحقيقها وصيانتها في مجتمعاتنا العربية. وقد رأينا، طبعاً، النتائج الكارثية لتجارب -الحزب الواحد-، سواء في الإتحاد السوفييتي السابق أو في عدد من الدول العربية. التعددية ضرورة لتكون هناك مساءلة ورقابة على السلطة، أية سلطة، ولتكون هناك مشاركة شعبية فعلية، وليس شكلية وغطاء لسلطة خفية هي سلطة أجهزة الأمن والمخابرات والجهة أو الشخص المسؤول الذي يوجهها كما يشاء. في سياق الديماغوجيا، يمكن قول أي شيء واستخدام اسم الشعب في الوقت الذي يتم فيه قمع هذا الشعب وإذلاله. حدث ذلك في بلدان عديدة في العالم، بما في ذلك في منطقتنا العربية. وحتى جمال عبد الناصر الكبير، أحد أهم الشخصيات العربية في التاريخ المعاصر، كانت نقطة الضعف في نظامه، الذي حقق عدداً من الإنجازات المهمة، هي تغييب الدور الفعلي للشعب، في سياق من الحريات العامة، بما في ذلك حرية التنظيم والتعددية، مع أننا، أو بعضنا الذي عايش تلك الفترة، نتذكر كم كان عبد الناصر محبوباً ومقدّراً وصاحب شعبية كبيرة في مصر وفي عموم المنطقة العربية، ومناطق أخرى في العالم، لأنه كان مخلصاً ونظيفاً على الصعيد الشخصي وكانت له رؤية طموحة لمستقبل المنطقة. كان تغييب دور الشعب المستقل عن النظام، وهو الشيء الذي نسميه الآن المجتمع المدني، بما في ذلك تعدد الأحزاب والإنتخابات الحرة، هو الذي سهّل على القوى المعادية للمشروع الوطني التحرري لعبد الناصر، سواء إسرائيل أو الإدارات الأميركية المتعاقبة، كما كشف الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل مؤخراً، الإطاحة بالمشروع الوطني من خلال الإطاحة بشخص الرئيس وإحلال بديل له من داخل النظام نفسه. وكلنا نعرف الآن ماذا حدث بعد ذلك. كما نعرف ماذا حدث في جمهوريات الإتحاد السوفييتي بعد انهياره. أنا أتفق معك بأن الديمقراطية، حتى المشوهة أو المنقوصة الممارسة في أوروبا الغربية وفي الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، أفضل من غياب أي شكل من أشكال الديمقراطية والحريات. ولكن هناك الكثير من الكتابات من مثقفين ومفكرين بارزين من أوروبا والولايات المتحدة وبلدان أخرى أبرزوا الجوانب المخادعة في الممارسة الفعلية لهذه الديمقراطية والإلتفاف على الحريات من خلال سيطرة الشركات الإقتصادية والمالية الكبرى على وسائل الإعلام في هذه البلدان. الديمقراطية الشعبية التي تحدثتُ عنها أنا في ردودي أعلاه قد تكون الآن مثالية، كما جاء في كلامك، وغير موجودة بشكل متكامل وواضح في أي بلد في العالم، ولكن هناك محاولات للإقتراب منها، خاصة في بعض بلدان أميركا اللاتينية، مثل فنزويلا وبوليفيا، ونحن ننتظر كيف يمكن أن تتبلور هذه التجارب في المستقبل القريب. طبعاً، هذه الديمقراطية الشعبية المباشرة لا يمكن أن تلغي وجود الأحزاب والتعددية الفكرية وحرية التعبير، بما في ذلك لمن هم مختلفون حولها. هناك كتابات كثيرة حول هذا الموضوع. وبما أنك مقيم في بريطانيا، وعلى الأغلب تجيد اللغة الإنكليزية، فهناك الكثير من الكتابات بهذه اللغة، الأكثر انتشاراً في العالم حالياً. عموماً، أشكرك على توضيحاتك بشأن تجارب عايشتها أنت. وأبعث لك بأطيب التحيات.
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
داود تلحمي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإستعصاء الفلسطيني، والديمقراطية الشعبية البديلة، وآفاق اليسار والخيار الإشتراكي / داود تلحمي
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
ثقافة التكرار والإجترار
/ عبدالله عطوي الطوالبة
-
الطائفية السياسية بين سوريا والعراق
/ علاء اللامي
-
أفاتار
/ فراس الوائلي
-
أصحاب الجوارب البيضاء قادمون
/ إبراهيم رمزي
-
وجوب محاسبة من تلطخت كلماتهم بالدماء في سوريا
/ خلف علي الخلف
-
دعوة لإنقاذ الدين من سطوة الفقهاء
/ ماجد الغرباوي
المزيد.....
-
5 نصائح غذائية أساسية للوقاية من السكتة الدماغية
-
مسلسل White Lotus يجذب المزيد من السياح إلى تايلاند
-
السعودية.. الأمن العام ينشر فيديو لاعتقال 14 وافدا يمنيا ويك
...
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل أهالي محافظة آذربايجان الشرقية
...
-
المقاومة تستهدف آلية للاحتلال في طولكرم وحملة اعتقالات بمخيم
...
-
الاعلام الحكومي بغزة: محطات المياه لاتعمل جراء عدم توفر الكه
...
المزيد.....
|