|
مداخلة 2 - محمد دحنون
- مداخلة 2
|
العدد: 183675
|
محمد دحنون
|
2010 / 11 / 14 - 01:23 التحكم: الكاتب-ة
|
الأستاذ كميل تحيّة طيبة وشكراً على الرد التفصيلي! (أرجو ألاّ يكون الخطأ التقني في الموقع قد اقتطع قسماً كبيراً من الجواب؟!) بداية أود أن أوضح لك أنني وإياك، من وجهة نظر مبدئية، نتشارك الاحتجاج على ظروف جائرة، وعلى واقع بائس، ومن هنا، وكما وضحّت في مداخلتي الأولى، أود أن أؤكد أنني أتبنى قسماً كبيراً من تحليلك للواقع العربي، الذي تضمن عرضاً تاريخيّاً نقدياً لمختلف القوى التي كانت فاعلة على مسرح الأحداث، والتي من هذا المنطلق، تتحمّل جزءاً من المسؤوليّة عن الوضع المزري الذي نعيشه (أرجو ألاّ ينم فهم الفكرة الأخيرة على اعتبارها رغبة في توزيع المسؤوليّة، ولكنها ذات علاقة بالمقطع التالي من مداخلتي!) وعلى الرغم من النقاط المشتركة التي أشرت إليها توّاً، فإن هذا لن يمنعني من أن أصارحك بكوني وجدت نفسي مختلفاً معك مجدداً (بعد قراءة ثانية لردك)، ابتداءاً بالفكرة الأولى التي وردت فيه، إذا تقول أن الشعارات، موضوع حوارنا، رفعت في ظروف أقل تقدّماً بكثير، ومن قبل قوى يسارية عموماً (ماركسيّة ، قومية،...)، بالطبع لا يخفى عليك، أستاذ كميل، مدى حجم وفاعلية تلك القوى على الأرض في تلك المرحلة ( ربما حين لم أكن قد ولدت بعد!)، والحال هذه، ألا يحق لنا ـ أنا وأنت ـ أن نبدي حرصاً نقديا أكبر حول استيعاب طبيعة الظروف (أو الشروط) التاريخية والسياسية والاجتماعيّة والدولية التي أحاطت بعمليّة رفع تلك الشعارات؟ هل يمكن أن نغض الطرف عن مد يساري اجتاح العالم أجمع ودغدغ مشاعر الملايين من الجماهير المسحوقة (تعبيرك المفضّل) وأدّى إلى القول بما قاله غيفاراً (الذي أكن له كل الاحترام باعتباره كان يجسّد، في عصره، روح الشباب والثورة)؟ أليس الحرص النقدي، المشار إليه، هو الطريق الأسلم لاختبار راهنية هذه الشعارات هنا والآن؟ وبعد ذلك، هل يمكن أن تكون أزمة القيادات فقط، وفقط أزمة القيادات، هي وراء عدم تحقيق تلك الشعارات لأهدافها؟ هل يمكن أن نقبل، نقديّاً، بإرجاع الهزيمة التي مني بها كل من المشروعين القومي والماركسي إلى سبب واحد فحسب؟ أليس في الأمر الكثير من الاختزال والسياسوية؟ بخصوص الطبقة العاملة، لا أجد أن التحديد (الاقتصادي؟!) الذي تقدّمت به (الطبقة التي تبيع قوة عملها وتقبض أجراً بمقابلها) مفيد في رسم صورة واضحة لمفهوم الطبقة العاملة التي تعولون عليها أساساً في مشروعكم الثوري، أليس هناك محددات ثقافية اجتماعية لتلك الطبقة؟ وإن كان لا بد من الحديث عن طبقات فإني أجد أن مجتمعاتنا العربية (تكتفي) باثنتين: السلطة وزبانيتها (الأوليغارشيا) وباقي فئات الشعب؟ أما بخصوص البرنامج الذي (يتناسب مع مصالح أمتنا وطبقاتها الشعبية التائقة إلى الحرية والعدالة والكرامة)، والذي لا أعتقد أن المطلوب مني هو الإجابة عنه بنعم أولا وإنما الذهاب ببصيرتي إلى الوسائل والطرق والإمكانات التي تحققه والحكم من خلال ذلك على طبيعته العمليّة والممكنة، هذه طريق أجدى من وجهة نظري ومثمرة أكثر؟ أمّا فيما يتعلق بالمستحيل الذي يأتي فأقول: بما أنّ عمري يسمح لي بأن أكون غيفارياً (تشتعل الثورة في قلبه)، إلاّ أنني أفضّل (خيانة) نفسي لأن المزيد من النضج والمزيد من التجربة والمزيد من... الخطأ، شؤون تعنيني؟ شؤون تجعلني، ربما، أذهب إلى المستحيل، ولا أنتظره ليأتي ! مع المودة والاحترام
للاطلاع على الموضوع
والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم الثورة / كميل داغر
|
|
لارسال هذا
التعليق الى شبكات
التواصل الاجتماعية
الفيسبوك، التويتر ...... الخ
نرجو النقر أدناه
|
تعليقات
الفيسبوك
|
|
|
المزيد.....
-
بحر يبتلع الريح
/ نادية الإبراهيمي
-
لماذا أيلول؟
/ صوت الانتفاضة
-
مؤامرات الاحتلال والتهجير الجماعي للشعب الفلسطيني
/ سري القدوة
-
سهم الزمن وسهم الحياة ...حوار مفتوح
/ حسين عجيب
-
صفقة السلام الأوكرانية قلم غورباتشوف الضائع
/ مسار عبد المحسن راضي
-
قالوا وقالوا في عملية تجويع غزة
/ محمد رضا عباس
المزيد.....
-
-أنت ترتدي نفس البدلة-.. رد مفاجىء من زيلينسكي على صحفي بالب
...
-
شاهد.. ترامب يستقبل زيلينسكي في البيت الأبيض
-
خطف الأنظار.. هكذا ظهر جواو كانسيلو في تدريبات الهلال السعود
...
-
إيران تحصد ميدالية ذهبية في بطولة آسيا للرماية
-
ترامب وزيلينسكي يبحثان إنهاء الحرب، لقاء أغسطس: بدلة جديدة و
...
-
دون تعديلات.. حماس أبلغت الوسطاء بقبولها المقترح الأخير لوقف
...
المزيد.....
|