أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم الثورة / كميل داغر - أرشيف التعليقات - رد الى: نادرة أحمد - كميل داغر










رد الى: نادرة أحمد - كميل داغر

- رد الى: نادرة أحمد
العدد: 181874
كميل داغر 2010 / 11 / 9 - 09:28
التحكم: الكاتب-ة


-هل ابدو أيتها الصديقة متشائماً إلى هذا الحد؟!في الواقع،لكي تقدِّمي قسطك من مسعى التغيير،لا بدَّ من رؤيةٍ دقيقةٍ لحقائق هذا العالم،ولا سيما تلك المتعلقة بالبلد والمنطقة اللذين تتحركين فيهما. َفهْمُ العالم لأجل تغييره،كتب ذات يوم كارل ماركس ،في موضوعاته حول فيورباخ.وإذا كان الواقع قاسياً ومُحْلَوْلِكاً فهذا لا يعني إلقاء السلاح.على العكس ،إنه يعني أن نبذل الجهد المطلوب ،في الاتجاه السليم، لأجل الخروج من النفق ؛وكل نفق له نهاية، بشرط سلوك الخيارات المناسبة.ولا ريب في انك سمعتِ،من قبل ،المقولة المعروفة حول تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة.هذا ما يحفِّز ،بالضرورة، جميع الثوريين.
أجل ،إن الوضع الراهن ،في وطننا العربي،لا يسمح بالكثير من البهجة.الصورة لم تكن يوماً،في العصر الحديث ،على هذه الدرجة من البؤس.حتى أن الولايات المتحدة الأميركية لم تتردد في غزو العراق قبل سنوات قليلة ،والتسبب إلى الآن بأكثر من مليون قتيل في صفوف أهلنا هناك،عدا الدمار الهائل وتمزيق النسيج الاجتماعي شر َّ تمزيق،والسيطرة على كامل مقدَّرات هذا البلد لتاريخ ليس واضحاً متى ينتهي.
والأنظمة الكرتونية في الخليج تخسر تريليونات الدولارات في البورصات الغربية،فيما الملايين يموتون في أكثر من بلد عربي من الجوع وأمراض لها علاج،وفيما جزء بسيط من ودائع تلك الأنظمة في المصارف الأميركية والأوروبيةكان بإمكانه أن يضمن تنمية متقدمة لكامل المنطقة العربية،لو جرى توظيفه لهذه الغاية.فضلاً عن أن مئات المليارات من الدولارات تُنفق على شراء أسلحة غربية توضع في المستودعات ،ولا تفيد في شيء،اللهمَّ إلا في إنقاذ اقتصاد الحواضر الإمبريالية الآيل إلى الانهيار ،في حين يشتد الحصار على الفلسطينيين ،ولا يمارسه الكيان الصهيوني وحسب بل تشارك فيه معظم الأنظمة العربية،ومن ضمنها تلك العائمة على بحار النفط والغاز .وهي أنظمة تتهافت الواحدة بعد الأخرى على الانفتاح على إسرائيل والتطبيع معها!!وبالطبع من دون نسيان القمع والاستبداد الذي تمارسه الطبقات الحاكمة في كل بلداننا ضد الجماهير الشعبية الكادحة ،وكل قوى التحرر والدفاع عن حقوق الإنسان والنضال لأجل مستقبل مشرق لأمتنا.
هذا هو الجانب القاتم من الصورة ،ولكنه لا يدعو إلى اليأس ،وأنا لست يائساً أيتها الصديقة،بالتالي ،من المستقبل،فثمة مخاض ،طويل ،بلا ريب،نشهد العديد من عناصره وأشكاله في السنوات الأخيرة ،وهو يعِدُ بقرب مجيء الفجر.حتى وإن لم يكن الجانب الأهم فيه من صنع قوى تنتمي إلى اليسار،بل على العكس من صنع قوى متصارعة ،في معظم الأحيان، معه،كما الحال بخصوص تحرير الجزء الأكبر من الشريط الحدودي اللبناني،في العام ألفين،من الاحتلال الإسرائيلي، من دون قيد أو شرط،وإنزال الهزيمة بالجيش الصهيوني خلال حرب العام 2006 على لبنان،وردُّه على أعقابه ذليلاً ومهاناً.ويقال الشيء نفسه عن عجز هذا الجيش عن احتلال غزة في أوائل العام 2009.
فضلاً عن ذلك ،لا يمكن الاستهانة بتجدد الصراع الطبقي المرير في بلدان عربية عديدة،بينها مصر بوجه أخص ،حيث تتحرك الطبقة العاملة بين الحين والآخر ،معبرة بذلك عن رفضها الواقع المفروض عليها ،وعن تطلعها إلى تغيير عميق في مواجهة البرجوازية المصرية وسلطتها القائمة على أقصى الاستغلال والقمع.علماً بأن ذلك يترافق مع بروز واضح ،وإن كان محدوداً إلى الآن،ليسارٍ ثوريٍّ لا علاقة له بالشيوعيين الإصلاحيين وتجربتهم، في المدن الأساسيةهناك، يشارك في التعبئة والتنظيم والتحريض ويثير خوفاً حقيقياً لدى الطبقة السائدة.وهو ما يمكن ملاحظته أيضاً في بلدان عربية أخرى ،من بينها المغرب والجزائر .كما ثمة ،أيضاً،تمخضات شتى ،في الساحة اللبنانية، تنبئ بأن هناك بدايات حراكٍ اجتماعي ديمقراطي ثوري، وطبقي،قد يساهم ،في السنوات القليلة القادمة، في فرز يسار حقيقي ربما تكون بعض مكوناته من أصول عائدة إلى تجربة اليسار التقليدي.وهو ما قد تساعد في بلورته التطورات الاجتماعية-الاقتصادية الملازمة ،على الأرجح، للأزمة المتفاقمة ،على هذا الصعيد، كما التطورات الأخرى للصراع الوطني والقومي ، مع الامبريالية الأميركية وإسرائيل.

وبالطبع لا يعني ذلك أن الثورة باتت على الأبواب،ولكنه يوحي بأن العالم يتغير،وبأن ثورة المعلومات ربما ستسهم ،من جانبها، في تسهيل عملية تنظيم أعداد واسعة من رافضي الواقع الراهن ،وتعبئتهم،في خدمة سيرورة التغيير،كما ظهر قبل عام ونصف ،تقريباً ،خلال الإضراب الواسع الذي شهدته مصر،انطلاقاً من أحداث المحلة الكبرى.وفي شتى الأحوال ،إن عجز السلطات القائمة في الواقع العربي عن تقديم اي حلول مقنعة للازمات الاجتماعية والوطنية التي تتخبط فيها سوف يساهم ،على الأرجح ،في تسهيل المخاض الشعبي الراهن، في هذا القطر أو ذاك، وإن كان العنصر الأكثر حسماً سوف يتوقف دائماً على مدى إنضاج العامل الذاتي،المتمثل في أحزاب التغيير والثورة.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم الثورة / كميل داغر




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - آينشتاين، ملحد أم مؤمن بخالق للكون!؟ / سليم نصر الرقعي
- شعوب تحتفل بميلاد ملوكها دون اكراه او إجبار فهل نقتدي / نهاد القاضي
- حقوق العرب داخل أوطانهم / كاظم فنجان الحمامي
- لست ماركسيا.. / منعم وحتي
- لماذا الحزب الشيوعي الأمازيغي؟ / الحزب الشيوعي الأمازيغي
- المُحبّون يعيشونَ كثيراً / محمود كرم


المزيد..... - أحذية كانت ترتديها جثث قبل اختفائها.. شاهد ما عُثر عليه في م ...
- جميلة جميل أعطت 5 نصائح كي تحمي جسمك وعقلك في عالم غير متواز ...
- تمارين التمدد ليست الحل الدائم للآلام وتشنج العضلات
- مشادة كلامية بين محمد صلاح ويورغن كلوب خلال مباراة بالدوري ا ...
- -بينهم ناصف ساويرس وحمد بن جاسم-.. المليارديرات الأغنى في 7 ...
- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كميل داغر في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإصلاح أم الثورة / كميل داغر - أرشيف التعليقات - رد الى: نادرة أحمد - كميل داغر