أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: القضايا السياسية والمعرفية وافاق اليسار العربي والعالمي / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: سعدي هاشم - غازي الصوراني










رد الى: سعدي هاشم - غازي الصوراني

- رد الى: سعدي هاشم
العدد: 180850
غازي الصوراني 2010 / 11 / 6 - 11:32
التحكم: الحوار المتمدن

العزيز سعدي ... لم تكن ولادة عصر النهضة (في القرن 15) عملية سهلة في المكان أو الزمان، ولم تتم أو تظهر معالمها دفعة واحدة ، أو اتخذت شكل القطع منذ اللحظة الأولى. إذ أن هذا الانقطاع لم يأخذ أبعاده في الانفصام التاريخي إلاَ بعد أربع قرون من المعاناة وتحولات ثورية في الاقتصاد والتجارة والزراعة والمدن كانت بمثابة التجسيد لفكر النهضة والإصلاح الديني والتنوير من جهة والتلاحم مع هذه المنظومة الفكرية الجديدة من جهة أخرى.
ففي هذه المرحلة الانتقالية ، نلاحظ تطوراً ونمواً للمدن وظهور التجار والصناعيين وأصحاب البنوك ، والاكتشافات التكنيكية والمغازل الآلية – دواليب المياه – الأفران العالية والبارود والطباعة في أواسط القرن الخامس عشر .
فيما بعد تم إحراز نجاحات أخرى عززت تطور أسلوب الإنتاج الرأسمالي ضمن محورين أساسيين:
1. الكشوفات الجغرافية مع نهاية القرن الخامس عشر وبداية السادس عشر.
2. ترافق كل ذلك مع تغيرات ثقافية وفكرية رحبة كسرت الجمود الفكري اللاهوتي السائد ، وأدت إلى - تهاوي استبداد الكنيسة في عقول الناس - .
أما المراحل التاريخية لعصر النهضة، فقد كانت البدايات الأولى مع ميكافيلي (1469-1527) وهو من أوائل المنظرين السياسيين البرجوازيين ، حاول في مؤلفاته البرهنة على أن البواعث المحركة لنشاط البشر هي الأنانية و المصلحة المادية، وأكد أن السمة الفردية والمصلحة هما أساس الطبيعة الإنسانية؛ ومن جانب آخر فقد رأى أن القوة هي أساس الحق.
ثم نيقولا كوبرنيكس ( 1473 م. _ 1532 م. ) ساهم هذا المفكر في تحطيم الإيديولوجية اللاهوتية القائمة على القول بمركزية الأرض في الكون. وجوردانو برونو ( 1548 م. _ 1600 م. ) الذي آمن بـ -لا نهائية- المكان أو لانهائية الطبيعة، ورفض مركزية الشمس في الكون مؤكداُ على أن لا وجود لهذا المركز إلا كمركز نسبي فقط -فشمسنا ليست النجم الوحيد الذي له أقمار تدور حوله-. لقد حطم برونو التصورات القديمة عن العالم المخلوق ليجعل الكون ممتداً إلى ما لا نهاية وهو القائل بأن: -الكلمة الأخيرة في كل مجال من مجالات المعرفة تكمن في العقل وحده- .
وفي ضوء هذا التطور الذي أصاب كل مناحي الحياة في عصر النهضة، رفع فلاسفة هذا العصر، شعار -العلم- من أجل تدعيم سيطرة الإنسان على الطبيعة و أصبحت التجربة هي الصيغة الأساسية للاختراعات والأبحاث العلمية التطبيقية في هذا العصر الذي برز فيه عدد من الفلاسفة أهمهم :
فرنسيس بيكون ( 1561 م. _ 1626 م. ) : الانجليزي -أول من حاول إقامة منهج علمي جديد يرتكز إلى الفهم المادي للطبيعة وظواهرها-؛ وهو مؤسس المادية الجديدة والعلم التجريبي وواضع أسس الاستقراء العلمي. ورينيه ديكارت ( 1596 م. _ 1650 م. ): الفيلسوف الفرنسي وعالم رياضيات وفيزيائي وعالم فسيولوجيا، كان -ديكارت- في مبحث المعرفة مؤسس المذهب العقلاني ، هذا المذهب الذي يرتكز عنده على مبدأ الشك المنهجي أو الشك العقلي -الشك الذي يرمي إلى تحرير العقل من المسبقات وسائر السلطات المرجعية-. وتوماس هوبز ( 1588 م. _ 1679 م. ) الذي رفض في مذهبه في القانون والدولة نظريات الأصل الإلهي للمجتمع . و جوتفريد فيلهلم لايبنتز ( 1646م. – 1716م. ) : وصل من خلال اللاهوت - Theology - الذي أكد على مبدأ الترابط المحكم (الشامل والمطلق) بين المادة والحركة. و باروخ سبينوزا (1632م. – 1677م. ) الهولندي.. وقد أكد على أن الفلسفة يجب أن تعزز سيطرة الإنسان على الطبيعة.. دحض سبينوزا افتراءات رجال الدين اليهود عن -قدم التوراة- وأصلها الإلهي.. فهي ، أي -التوراة- كما يقول ليست وحياً إلهياً بل مجموعة من الكتب وضعها أناس مثلنا وهي تتلاءم مع المستوى الأخلاقي للعصر الذي وضعت فيه. و جون لــوك ( 1632م. – 1704م. ) : من كبار فلاسفة المادية الإنجليزية، رفض وجود أية أفكار نظرية في الذهن.. أي أنه أشار بطريقة غير مباشرة إلى أنه لا وجود لفلسفة إلاَ فلسفة البصيرة المستندة إلى الحواس السليمة-.
وأخيراً التنويـــر الفرنسي والفلسفة ، ومن أبرز الفلاسفة : شارل مونتسكيو (1689-1755) : صاحب كتاب -روح القوانين-.. يرى أن الضمانة الأساسية للحرية في المؤسسات الدستورية التي تحد من العسف وتكبحه. وفرانسوا فولتير ( 1694م. – 1778م. ) الذي عاش كل حياته مناضلاً ضد الكنيسة والتعصب الديني وضد الأنظمة الملكية وطغيانها. وجان جاك روسو ( 1712 – 1778 ) الذي ناضل ليس فقط ضد السلطة الإقطاعية بل كان مستوعباً لتناقضات المجتمع الفرنسي، ففي كتابه -العقد الاجتماعي- يحاول روسو البرهنة على أن الوسيلة الوحيدة لتصحيح التفاوت الاجتماعي هي في ضمان الحرية والمساواة المطلقة أمام القانون . و ديني ديدرو ( 1713 - 1784 ): وهو من أبرز وجوه الماديين الفرنسيين على الإطلاق.. ينطلق في أفكاره من القول بأزلية الطبيعة وخلودها وقف ضد التفسير المثالي اللاهوتي للتاريخ الإنساني ليؤكد أن العقل الإنساني وتقدم العلم والثقافة هي القوة المحركة لتاريخ البشرية.
أما الفلسفة الألمانية ، فقد برز فيها : عمانويل كانت ( 1724 - 1804 ): الذي عارض مزاعم الإقطاع الألماني في -أن الشعب لم ينضج بعد للحرية؛ مبيناً أن التسليم بصحة هذا المبدأ يعني أن الحرية لن تأتي في يوم من الأيام، ومن مآثر كانط قوله -إن الحرية المدنية هي حق الفرد في عدم الامتثال إلاَ للقوانين التي وافق عليها مسبقاً واعترف بمساواة جميع المواطنين أمام القانون-.
جورج ويلهلم فريدريك هيجل (1770 - 1831 ) : تكمن مأثرته التاريخية العظيمة في أنه كان أول من نظر إلى العالم الطبيعي والتاريخي والروحي بوصفه عملية؛ أي في حركة دائمة وفي تغير وتطور. لقد صاغت فلسفة -هيجل- بشكل منظم النظرة -الديالكيتكية- إلى العالم ، وكانت مصدراً رئيسياً من مصادر فلسفة ماركس.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
غازي الصوراني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: القضايا السياسية والمعرفية وافاق اليسار العربي والعالمي / غازي الصوراني




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - من عجائب الأمة المتآمرة على نفسها / كاظم فنجان الحمامي
- السياسيون ومصالحهم الشخصية وضرورة الوقوف على الحياد / احمد جليل العتابي
- الحاضرية الوجودية والنقد الجذري للرأسمالية / غالب المسعودي
- حتى تكون لنا ذاكرة وكي لا ننسى / بشير الحامدي
- إيران.. إنجازات المعركة ضد الدكتاتورية وواجباتنا! / عبدالرحمن مهابادي
- منوعات - خواطر وأفكار وقراءات ومشاهدات - 4 / صلاح الدين محسن


المزيد..... - موسم أصيلة الثقافي يعيد قراءة تاريخ المغرب من خلال نقوشه الص ...
- ماكرون يقبل استقالة الحكومة الفرنسية ويدعوها لتصريف الأعمال ...
- ماذا تعني المشاركة في مسابقة للجمال في الصومال؟
- عشان تحسن جودة نومك.. 7 طرق للسيطرة على نوبات القلق المفاجئة ...
- وزير خارجية جنوب إفريقيا: حل النزاع في أوكرانيا دون مشاركة ر ...
- نصر الله: عملية طوفان الأقصى ساهمت في تخفيف الاحتقان المذهبي ...


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - غازي الصوراني في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: القضايا السياسية والمعرفية وافاق اليسار العربي والعالمي / غازي الصوراني - أرشيف التعليقات - رد الى: سعدي هاشم - غازي الصوراني