أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: محمد المثلوثي - سلامة كيلة










رد الى: محمد المثلوثي - سلامة كيلة

- رد الى: محمد المثلوثي
العدد: 173676
سلامة كيلة 2010 / 10 / 17 - 16:42
التحكم: الحوار المتمدن

الأستاذ محمد تحياتي، أولاً لا أعرف ما الذي أقحم مسألة أن التاريخ يتحوّل إلى مجموعة إرادات لينينية وماوية، فقد كنا نناقش في مكان آخر، أليس كذلك؟ على كل يبدو واضحاً أن التأكيد على الفهم اللينيني الذي يفرض أن تلعب الماركسية دوراً محورياً في تحقيق التطور هو الذي يستجلب هذا -الهجوم- على الإرادة التي -يمكنها قولبة التاريخ وضبطه وفق مخططاتها-، ليكون ممكناً أن -يتحول كل شيء إلى تأملات أيديولوجية وحيل نظرية للتبرير وليس للفهم الفعلي الواقعي للتاريخ--. وهو ما يوضح عدم الدقة في قراءة ما كتبت، أو الميل لعدم التدقيق فيما كتبت، حيث أن خلافنا على -فهم الواقع- وعلى صيرورة تطوره. وبالتالي سأشير إلى أن حكماً مسبقاً يطال لينين وماو غير مبني على تحليل واقعي. فقد قلت بأن لينين حلل الواقع انطلاقاً من فهمه المادي الجدلي بأن المطلوب هو -التحليل الملموس للواقع الملموس-، فتوصل إلى هذه الصيغة من التطور انطلاقاً من ممكنات الواقع ذاته، وليس انطلاقاً منفكرة قالها ماركس قبل ذلك بربع أو نصف قرن.
نحن في هذا الموضوع نختلف حول معنى الإرادة، وكما يبدو لي أن المنطق الذي يحكم النظر لديك (كما لدة الأستاذ أنور نجم الدين كما أوضحت وسأوضح تالياً) هو -ضد الإرادة- أي العفوية والميكانيكية، أي التطور الطبيعي الذي لا يفترض تدخل البشر، ولا يلحظ أي دور لهم. فالاقتصاد يتطور على سجيته، وتنتقل المجتمعات إلى الرأسمالية هكذا بلا جهد بشري، ودون وعي يفرض تحديد دور الطبقات والبشر. ولهذا حين التطرق إلى التجارب الاشتراكية سوف نلمس بأن الإرادوي هو الذي يعمل على فرض رؤية لا تتطابق مع الواقع، سواء في السعي لتغييره أو في عدم الإقدام على تغييره حين يكون التغيير ضرورة في الواقع. ولاشك في أن نجاح ثورة أكتوبر هو دليل أن الواقع كان يقبل هذا التغيير وليس لأم إرادوية لينين فُرضت من خارج الواقع بقدرة إلهية. إن النظر الميكانيكي المادوي يعتقد بأنه يمكن أن تتدخل قوة خارجية قاهرة من أجل وقف مسار تطور، أو حرف القطار عن سكته. فالسكة تجبر القطار على السير وفقها، لهذا ليس من تغير في الخط دون فعل قاهر. أما الواقع فهو مجموعة ترابطات تنتج صيرورة، البشر جزء من هذه الترابطات، وبالتالي فإن دورهم مؤثر في الصيرورة، وكلما وعوا الواقع كان بإمكانهم تحديد دورهم بدقة أعلى من أجل تحقيق التطور. وهنا أقول بأن الواقع في النهاية هو الذي يحدد هل أن البشر قد طرحوا ما هو ممكن أو أنهم غالوا. لهذا يقول ماركس بأن ما يتحقق في الواقع هو ما يحتمله الواقع ذاته.
ثانياً نعود إلى العمل المأجور والرأسمال، يبدو أنك لم تدقق فيما قلت، وظل هاجس الدفاع عن فكرتك هو الذي يحكم هذه القراءة. فأنا لم أدخل في -جدال عقيم- بل تناولت جوهر الفكرة المطروحة. تسأل: ما هي الملكية الخاصة المعاصرة؟ وما هو جوهر الرأسمال؟ وتجيب -العمل المأجور بلا شك-، ويبدو من إجابتك، رغم استنادك إلى كراس ماركس العمل المأجور والرأسمال، أنك لا تميز بين ما هو مادي وما هو -مثالي-، بين المادة والفكرة، بعكس كل الدعوة إلى مادية القرن التاسع عشر (التي هي على فكرة كانت تحمل كل هذا التشوش). فالعمل لا يملك يا صديقي، العمل يؤجر، وحسب تدقيق ماركس قوة العمل وليس العمل. العمل نشاط يباع بسعر معين، من أجل إنتاج سلعة، عبر العمل في مصنع هو ملك الرأسمالي. هنا الملكية هي للمصنع وليس للعمل المأجور، ولولا وجود المصنع المملوك للرأسمالي لما احتاج إلى قوة العمل. هل قرات مثل ذلك لدى ماركس؟ وفي الكراس ذاته الذي تستشهد به. غذن ما يمكل هو النقد والعقار ووسائل الإنتاج، اما العمل فيقوم على التعاقد بين العامل والمالك.
وبالتالي حين تقول بأن إزالة الرأسمالية تفترض إزالة العمل المأجور حتماً، تتجاهل بأن المصنع سوف يصبح ملكاً عاماً، وأن العامل سوف يبقى يعمل فيه بأجر وليس بدون أجر. وهذا ما اشرت إليه بأن ماركس ميّز بين مرحلتين، الأولى تقوم على مبدأ -لكل حسب عمله-، أي أجر، والثانية تقوم على مبدأ -لكل حسب حاجته-. ولقد شككت بأن ماركس أشار إلى ذلك لهذا سأضطر إلى الاستشهاد بهذا النص، يقول ماركس -يظل تساوي الحقوق، رغم هذا التقدم، ضمن حدود طور برجوازي، فحق المنتج فيه متناسب مع العمل الذي يقدمه. وتنحصر المساواة هنا في الاستخدام بوصفه وحدة قياس مشتركة- (نقد برنامجي غوطة وايرفورت، ص28). أما حول المرحلتين فيقول -غير أنه لا يمكن اجتناب هذه الشوائب في المجتمع الشيوعي اثناء مرحلته الأولى في حالة خروجه من المجتمع الرأسمالي بعد مخاض مؤلم وطويل. ولا يمكن أن يرتفع الحق إلى مستوى أعلى من الوضع الاقتصادي للمجتمع ومن درجة الحضارة المساوية له.
وعندما يصبح المجتمع الشيوعي في مرحلة عليا، ويتوارى نظام تجزئة العمل الذب أذل الأفراد، ويختفي معه التناقض بين العمل الفكري والعمل اليدوي عندما لا يظل العمل وسيلة للعيش، ويضحى في حد ذاته حاجة الحياة الأولى، عندما يتزايد تطور الأفراد، وتتضاعف قوى الإنتاج أيضاً، وتتفجر جميع منابع الثروة التعاونية بغزارة، حينئذ يمكن تجاوز أفق الحق البرجوازي الضيق نهائياً، ويستطيع المجتمع أن يكتب على راياته –من كل حسب طاقاته، ولكل حسب حاجاته-- (ص29/30).
إذن، سيبقى -الحق البرجوازي- في المرحلة الأولى يا صديقي كما يقول ماركس، ولا بد من المرور بمرحلتين لأن المجتمعات لا تنقلب من الأسود إلى الأبيض، بل تنبعث من الرماد. لهذا يكون الانتقال من نمط إلى نمط ليس قطعاً من نمط وتأسيس آخر جديد كلياً. الذي يرى أن التاريخ هو قطع وليس صيرورة يكون لازال منحكماً للمنطق الصوري الذي يقوم على الأبيض/ أسود، خير/ شر، أي نمط ثم فجأة نمط آخر لا يمتّ بصلة للنمط السابق، لا يولد منه.
ثالثاً حول أسلوب الإنتاج والملكية، اسلوب الإنتاج هو التكوين العام لجملة عناصر، ويتحدد بها، وهو اسم تجريد لواقع يتضمن هذه العناصر، التي تربطها علاقة محدَّدة، وبالتالي لا يمكن له أن يحدِّد هو المجرّد شكل الملكية بل على العكس فإن شكل الملكية هو الذي يسهم في تحديد أسلوب الإنتاج. خذ مثلاً الأسلوب المشاعي، الم يتحدد بغياب الملكية الخاصة من جملة عناصر اخرى؟ وكنت قد أشرت إلى الإقطاع فكانت الإجابة بأن -ملكية الإقطاعيين محدَّدة بأسلوب افنتاج الإقطاعي، التي اعتمدت أساساً على الإنتاج الزراعي-، لكنك يا صديقي توقف الإقطاع على رأسه، حيث أن ملكية افقطاعيين للأرض سابقة لتشكل النمط الإقطاعي، وهذا الشكل من الملكية هو الذي جعل ماركس (وربما آخرون قبله) يطلق على هذا النمط النمط الإقطاعي. كذلك في الرأسمالية، حيث تشكل النمط الرأسمالي بعد أن تحوّل التجار وبعض كبار ملاك الأرض للتوظيف في الصناعة التي كانت قد اكتشفت للتو. أي بعد أن امتلك الرأسمال المصانع.
لهذا أراك، أنت، تدخل في سفسطات (لكنها جميلة). فأجدك تعتمد على كتاب الأيديولوجية الألمانية لماركس لكي تدخلنا في محاكمة تبسيطية لا توضح شيئاً إلا ما تريد أن توصلنا إليه. تقول -فما هو تقسيم العمل الذي يحدد العلاقات بين الأفراد؟ إنه بالطبع أسلوب الإنتاج. وما هي العلاقات بين الفراد؟ إنها ولاشك علاقات الملكية- لتصل فوراً إلى الاستنتاج الذي تريد -وهكذا فعلاقات الملكية تحددها طبيعة تقسيم العمل وتقسيم العمل مرتبط بدرجة وطبيعة قوى الإنتاج-. لو وقفت على قدميك لما توصلت إلى هذه النتيجة، على العكس لتوصلت إلى ما يناقضها، كيف؟
تقول بأن أسلوب الإنتاج هو الذي يحدِّد العلاقات بين الأفراد التي تؤسس لتقسيم العمل، هذا المقدمة الأولى. ثم تقول أن علاقات الملكية هي التي تؤسس العلاقة بين الأفراد، وهذه مقدمة ثانية. لتصل إلى الاستنتاج الأرسطي، إذن تتحدد الملكية بأسلوب الإنتاج. من حيث المنطق الصوري لقد نجحت، فقد استخدمت هذا المنطق بأفضل شكل. لكن سوف أناقش ما قلت من زاوية منطقية، فما هو أسلوب الإنتاج؟ هو التعبير الذي أطلقه ماركس على مجمل التكوين الاقتصادي الاجتماعي لعصر معين. غذن هو تجريد، لهذا لن تجد أسلوب إنتاج يمشي في الشارع، لكن ستجد أفراد، وستجد مصانع، وكذلك علاقات اقتصادية قائمة على قوانين تفرضها الدولة. بالتالي فإن اسلوب الإنتاج هو تجريد لتكوين واقعي، هو التحديد الماركسي لتكوين واقعي. فكيف إذن يمكن للمجرّد أن يحدّ الملموس؟ كما أشرت فإن ماركس درس الملموس لكي يتوصل إلى هذا المجرد. فبحث في السلعة والعمل والصناعة والملكية والأجر، لكي يقول بأن هذا نمط رأسمالي. وبالتالي فقد حدد النمط بعناصره وليس العكس.
أقول حول هذا الموضوع بأن الملكية الخاصة موجودة منذ نشوء المجتمع الطبقي، لكن الذي اختلف هو وسائل الإنتاج التي تصبح ملكية للطبقة المسيطرة. هنا نعود إلى نقطة البدء، حيث أن جوهر النمط الرأسمالي هو الصناعة والعلاقات التي تقوم على تملكها، والعمل المأجور هو نتاج حاجة العامل للعمل في مصنع. وأعود إلى المقتطف الذي أوردته من ماركس، فالحق -البرجوازي- سوف يحكم المرحلة الأولى من الشيوعية، وهي المرحلة التي يظلق عليها الاشتراكية. ولنعود إلى أساس النقاش، فإن استمرار العمل المأجور لا يلغي الطابع الاشتراكي، بل أن إلغاء الملكية الخاصة هو الذي يفتح الطريق لتطور النمط من مرحلته الأولى إلى الثانية.
أخيراً، أعجبت بتأكيد الأستاذ محمد أن ماركس وإنجلز قد تخلصا -في مرحلة متأخرة عن مصطلح الاشتراكية واعتبراه لم يعد ملائماً للتعبير عن الأهداف التاريخية للبروليتاريا-، ويرجع إلى مقدمة إنجلز للبيان الشيوعي. ويبدو أنه مرّ سريعاً على مقدمة إنجلز ففهم ما يريد وليس ما قاله إنجلز ذاته. فإنجلز كان يتحدث عن سنة 1848 وليس -في مرحلة متأخرة-، حيث كان يشرح لماذا سمى ماركس وهو البيان بالبيان الشيوعي. ثم أنه يقول بأنه في هذه المرحلة المتأخرة، سنة 1887، كانت الاشتراكية في القارة الأوروبية -تنطبق كلها تقريباً على ا


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - السؤال الثامن _ تكملة .... / حسين عجيب
- الهروب / فوز حمزة
- قفص مرمي في ضواحي بغداد / طارق حربي
- بمناسبة الاول من مايو/ ايار / الحزب الشيوعي الأمريكي
- حيل الشخصية النرجسية للتهرب من المسؤولية / حنان محمد السعيد
- التعيينات الجديدة في هيئة أركان جيش الاحتلال تعزز مكانة الاس ... / مديحه الأعرج


المزيد..... - استمعوا الى تسجيل سري بين ترامب ومايكل كوهين عرض في المحكمة ...
- ضجة تصريح اتحاد القبائل -فصيل بالقوات المسلحة-.. مصطفى بكري ...
- من اليوم.. دخول المقيمين في السعودية إلى -العاصمة المقدسة- ب ...
- مصر.. مصير هاتك عرض الرضيعة السودانية قبل أن يقتلها وما عقوب ...
- استقبل الان.. تردد قناة ssc الرياضية 2024 وشاهد جميع المباري ...
- الصحة العالمية تحذر: عملية عسكرية في رفح تؤدي إلى حمام دم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: محمد المثلوثي - سلامة كيلة