أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة










رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة

- رد الى: أنور نجم الدين
العدد: 173433
سلامة كيلة 2010 / 10 / 16 - 20:19
التحكم: الحوار المتمدن

الأستاذ أنور تحياتي، شكراً للاستشهادات بماركس التي تصبّ فيما أقول، حيث أن السيطرة على العالم، والمقدرة على تصريف السلع أفضت إلى -حلّ أزمة- فيض الإنتاج، وإن مؤقتاً، وبالتالي تراجعت الأزمات الدورية، لكن أيضاً تغيّر الوضع الطبقي، وهذا ما تحاول تجاهله رغم أهميته في تحليل ماركس، وكل تحليل ماركسي.
وبالتالي أود التوضيح بأنني لم أقل بأن عدم التجانس تحقق بعد ماركس، على العكس فقد حققت الرأسمالية نقلة نوعية أوجدت فجوة في العالم، حيث انقسم إلى عالم صناعي حديث، وآخر زراعي أو بدائي متخلف. لكن ما أشرت إليه أنه حين تشكل النمط الرأسمالي كنمط عالمي نهاية القرن التاسع عشر قام على أساس اللاتكافؤ، فقد تكرس الانقسام السابق، ولقد عملت الرأسمالية على تكريسه بكل قوة جيوشها التي غزت مناطق شاسعة من العالم. وأوافقك بأن -عدم التجانس هو في الواقع التركيب الطبيعي للرأسمالية حتى في عصر ماركس-. لكن هذا التحديد يقود إلى استنتاجات مهمة، تتمثل في اخلاف طبيعة الصراع بين المراكز والأطراف، والى تحوّل التناقض مع المراكز إلى تناقض أساسي لأنها تمنع التطور وتفرض هذا الشكل من الصياغة للأطراف، سواء بالقوة كما في المرحلة الأولى وعند الضرورة أو من خلال تشكيل عالم -موحد- في إطار سوق مفتوح ينحكم لاختلال في ميزان القوى لمصلحة الرأسمال الإمبريالي، حيث ستكون المنافسة هي حتماً في صالح الأقوى.
لهذا حين نتطرق إلى ماركس ولينين ندخل في عمق هذا الموضوع. فإذا كان ماركس قد عاش مرحلة نشوء الرأسمالية في بلدان متعددة (أولاً في إنجلترا ثم فرنسا، ولم تتطور ألمانيا إلا في المرحلة الأخيرة من حياته)، فقد عاش لينين في مرحلة اكتمال الرأسمالية وتشكلها في نمط عالمي، ولاشك في أن الوضع في المرحلة الأولى يختلف عن الثانية، وهو ما ظهر في أوروبا ذاتها، وتشير أنت إليه (وإن من زاوية الدارات). لكن أيضاً سوف نلمس بأن ماركس عاش أوروبا التي تتطور صناعياً، ولقد بنى تصوراته حول التغيير انطلاقاً من الآليات التي كانت تسير فيها، أو وفق توقعه لهذه الآليات، بينما عاش لينين في بلد إمبراطوري لكنه لازال إقطاعياً، ولم تكن الرأسمالية سوى هامش فيه، وبالتالي من الطبيعي أن يرى الأمور من زاوية أخرى (وليس من -اختلال العقل-) لأنه لم يكن دوغمائياً، بل استند إلى منهج ماركس. لقد عاش لينين مرحلة تراجع الثورة الاشتراكية في البلدان الرأسمالية (رغم أوهامه بإمكانية حصولها)، وتصاعد الصراع ضد الرأسمالية، ومن أجل التطور، في الأطراف.
ما يمكن أن يؤخذ على ما تقول هو التالي:
أولاً: أنه ينطلق من الدارات الاقتصادية في تحديد الثورة الاشتراكية، فيشير إلى أنها ابتعدت بعد ماركس وها هي تعود، لكن القول بأن الثورة القارية تراجعت نتيجة ذلك يشي بميكانيكية في الفهم، لأن تسهيل التجارة البحرية، الذي أفضى إلى تصريف السلع، وبالتالي ازدهار الصناعة، أفضى إلى تحولات في التكوين الطبقي الداخلي هي التي فرضت تراجع الثورة، ولا يمكن أن نفسر الموضوع من خلال الربط الميكانيكي بين الأزمات الاقتصادية والثورة. لقد مرّت الرأسمالية بأزمات كبيرة لكنها لم تفضِ إلى الثورة، أكبرها أزمة الكساد العظيم سنة 1929. هنا سنلمس المادية الميكانيكية، مادية القرن التاسع عشر واضحة. وكما أشرت فإن نهب العالم فرض تطور الصناعة وتغير الواقع الطبقي في المراكز، وفي الوقت ذاته إفقار الأطراف وتهميش الطبقات، وبالتالي دفعها إلى الثورة.
ثانياً: لم يلحظ التحوّل في نظرة ماركس، وقبلها في الواقع الذي أوضح بأن الرأسمالية لا تجرّ كل الحضارات إلى تيار المدنية بل تكرّس تخلفها، من خلال دعم الأيديولوجية التقليدية فيها، وتكريس النظم الإقطاعية آنئذ، ومن ثم الرأسمالية التابعة، والأخطر تدمر الحرف دون السماع لتطور الصناعة، وهذا ما لمسه ماركس في سنوات حياته الأخيرة. وبالتالي هذه الفكرة المأخوذة من البيان الشيوعي لم تعد صحيحة، بل أثبت الواقع ما يعاكسها. وهنا سوف نلمس الحكم الميكانيكي عبر الإتكاء على نص قديم.
ثالثاً: ليؤكد الفكرة السابقة يورد الأستاذ أنور الصين كمثال على التطور الصناعي، حيث -أن البلدان الصناعية تؤثر على البلدان غير الصناعية، وهذا ما يثبته التاريخ بصورة واضحة، ولا تتمركز الصناعة في –المركز-، كما ولا تبقى –الأطراف- مصدراً للدول المنتجة للمواد الأولية- كما يقول في سياق رده على ما أوردت. لكن لم يلحظ أنه هنا يؤكد رأيي وليس ما يقول، حيث أن الصين تطورت وأصبحت دولة صناعية انطلاقاً من الرؤية اللينينية، أي من خلال قيادة الحزب الشيوعي للصراع ضد القوى الإقطاعية المحلية، وضد الاحتلال الياباني، واستلامه السلطة. والحزب الشيوعي هو الذي أسس للتطور الصناعي ولتحديث الصين، وجعلها قادرة على التحوّل إلى قوة اقتصادية كبيرة. هذا ما أقوله، وهو الخيار اللينيني، حيث لا إمكانية لتطور هذه الأمم إلا في الصراع مع الرأسمالية والاستقلال عنها، وبالتالي فتح الطريق لبناء الصناعة ونشر الحداثة.
أخيراً، لاشك في أن تمسك الأستاذ أنور بمادية القرن التايع عشر، يعني التمسك بالمادية الميكانيكية، وليس بالمادية الماركسية. وهو لا يخفي رفضه للجدل. لكن ليس صحيحاً بأن ما يقوله هو ما قاله ماركس، وإلا يحوّل الماركسية إلى اقتصادوية محض، تنحكم لمنطق ميكانيكي، وهي غير ذلك تماماً.


للاطلاع على الموضوع والتعليقات الأخرى انقر على الرابط أدناه:
سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة




لارسال هذا التعليق الى شبكات التواصل الاجتماعية الفيسبوك، التويتر ...... الخ نرجو النقر أدناه






تعليقات الفيسبوك














المزيد..... - إسقاط الارضوية تجنبا للفنائية/2 / عبدالامير الركابي
- الأهداف السياسية / أفنان القاسم
- هواجس ثقافية 156 / آرام كربيت
- نظرة الى الامام مذكرات ج24 / كاظم حسن سعيد
- نبضات مشتعلة / سمرقند الجابري
- امرأة عاشقة / فوز حمزة


المزيد..... - كاميرا مراقبة توثق لحظة مروعة لدهس امرأة وطفلتها في أمريكا.. ...
- قد تعرض حياتك للخطر.. كيف تتفادى الاصطدام بغزال شارد في أمري ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- نواب ديمقراطيون يطالبون بالضغط على إسرائيل لزيادة مساعدات غز ...
- تونس.. إجلاء قسري لمئات المهاجرين ونقلهم للحدود الجزائرية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية والاشتراكية والواقع العربي / سلامة كيلة - أرشيف التعليقات - رد الى: أنور نجم الدين - سلامة كيلة